قال الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الخميس، إن قوات العمليات الخاصة الأمريكية، خلال مداهمة ليلية، في بلدة تابعة لمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، فجّر زعيم تنظيم “داعش”، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، عبوة ناسفة قتلته هو وعائلته.

المهمة التي وصفها مسؤولو البيت الأبيض بأنها ناجحة، قضت على زعيم إرهابي كبير في الشرق الأوسط، كذلك منحت هذه المهمة للرئيس الأميركي جو بايدن نجاحا في السياسة الخارجية، وسط أزمة مزعجة في أوكرانيا فضلا عن المشاكل الداخلية، بحسب ما أفاد به تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

للقراءة أو الاستماع: مقتل خليفة آخر .. ما الذي يربط بين بن لادن والبغدادي والقريشي؟

ما دور العراق في العملية؟

قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في بيان، إنهم زودوا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بمعلومات قادت إلى مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو إبراهيم القرشي، الذي استهدف في بلدة بريف إدلب، مناطق سيطرة تركيا وفصائل المعارضة السورية الموالية لها.

وأضاف رسول: “عملية قتل الإرهابي أمير محمد سعيد، المكنى بأبي عبدالله قرداش، نُفذت بعد أن زوّد جهاز المخابرات الوطني العراقي التحالف الدولي بمعلومات دقيقة، قادت للوصول إلى مكانه وقتله”.

من جانبه، غرد على “التويتر” رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، عبر حسابه الخاص وقال، إن “مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي جاء امتدادا للجهود التي بذلتها القوات الأمنية العراقية بكل صنوفها في قتل العشرات من القيادات والعناصر الإرهابية بعمليات نوعية داخل العراق.

إضافة إلى قيام القوات العراقية بإعتقال المئات منهم، وجمع وتحليل المعلومات التي قادت في النهاية الى دك وكر رأس التنظيم العفن”.

هذا وقد نفذ المهمة، في شمال غربي سوريا على طول الحدود التركية، طائرات أباتشي ومقاتلات حربية وطائرات بدون طيار، واستمرت حوالي ساعتين، وفقا لمسؤولين أمريكيين وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وذكرت تقارير أن من بين ضحايا هذه العملية نساء وأطفال.

للقراءة أو الاستماع: ما دور “الجولاني” في استهداف قيادات التنظيمات المتطرفة في سوريا؟ 

ما علاقة إسرائيل بمقتل الزعيم الداعشي؟

وقالت تل أبيب من جهتها، إن الولايات المتحدة أعلمت إسرائيل بعملية اغتيال زعيم “داعش” في سوريا، بشكل مسبق في إطار التنسيق الأمني بين الطرفين، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

كذلك نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر، إن “تل أبيب ساعدت الولايات المتحدة في تعقب القرشي، من خلال تقديم بيانات استخباراتية، واستفادت من مصادر خاصة بها داخل سوريا أسهمت في “إنشاء نافذة استخباراتية” أتاحت لواشنطن التصرف، وأشارت إلى أهمية دور إسرائيل بالقول: “لولا البيانات عن مكان تواجده، لما كان من الممكن تنفيذ عملية كهذه”.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن العملية كان مخططا لها على مدى أشهر، وتم إطلاع بايدن عليها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، موضحين بأن الرئيس راقب العملية وقت حدوثها في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، إلى جانب مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الجنرال مارك ميلي، كما قالوا إن عملية يوم الخميس تأجلت لعدة أيام بسبب الأحوال الجوية.

كذلك، قدم رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت التهنئة لواشنطن، عبر “التويتر” وقال إن “العالم أصبح مكانا أكثر أمانا الآن بعد أن تمت تصفية زعيم داعش”، وشدد على ضرورة مواصلة الحرب العالمية ضد الإرهاب بمنتهى القوة والعزيمة.

من جهته، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عملية اغتيال زعيم داعش بأنها “مهمة وشجاعة”، وقال: “لن أدخل في التفاصيل العملياتية لكنني أعتقد أن هذا مهم جدا. هذه رسالة مهمة للعالم؛ عندما تريد الولايات المتحدة فهي قادرة”.

ويرى الخبراء بأنه من الصعب على الولايات المتحدة تجاهل المنطقة، بالنظر إلى الجماعات التي تعمل هناك. يقول أندرو تابلر، الزميل في معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” والمسؤول السابق في وزارة الخارجية: “إنها جزء من سوريا تختلط فيها الجماعات المتطرفة مع عناصر أخرى من المعارضة السورية، وهذا يظهر أنه بغض النظر عن مقدار خروج سوريا من العناوين الرئيسية للأخبار، فإن المشاكل تظل كما هي”.

للقراءة أو الاستماع: بعد القضاء على زعيم داعش.. هل يستفرد الجولاني بالشمال السوري؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.