يعاني السوريين في مناطق الحكومة السورية من صعوبات في الحصول على مواد التدفئة، وذلك بالتزامن مع غياب التيار الكهربائي، فضلا عن الارتفاع المستمر في أسعار المواد النفطية، فيما زاد الأمر سوءا الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أدى لارتفاع أسعار النفط عالميا.

تعود معاناة السوريين مع مادة المازوت إلى الأعوام الثلاثة الماضية، والتي شهدت انخفاضا في مستوى وجود المادة بالسعر المدعوم، وحتى بعد إقرار توزيعه وفق “البطاقة الذكية”، حيث لم تكن الكميات الموزعة كافية لاحتياجات المواطنين، وهو ما يدفعهم حتى الآن للاعتماد على مازوت “السوق السوداء”، رغم ارتفاع سعره الكبير.

كميات محدودة

تشهد سوريا مؤخرا انخفاضا في توريدات مادة المازوت، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي انعكس سلبا على كميات المادة الموزعة حكوميا بشكل مدعوم، حيث درجت العادة أن يتم توزيع مادة المازوت على دفعتين سنويا للمستفيدين.

وفي هذا السياق، نقل موقع “هاشتاغ” المحلي، عن مدير محروقات ريف دمشق، محمد ليلى، نفيه توقف توزيع الدفعة الثانية من مازوت التدفئة للمواطنين، مشيرا إلى محدودية الكميات المتوافرة بسبب قلة التوريدات نتيجة الأزمة الأوكرانية، مضيفا أن التوزيع مستمر بضوابط ووفق الإمكانات المتاحة.

وأشار ليلى، إلى أنه خلال الفترة الحالية، ووسط الظروف الراهنة والتي أدت إلى ارتفاع في أسعار المحروقات وتوقف توزيعها في عدد من الدول، فإن الأولوية في توزيع مازوت التدفئة على المناطق “الأكثر برودة”.

وحسب ليلى، فقد وصلت نسبة توزيع مازوت التدفئة للدفعة الثانية في مناطق ريف دمشق إلى 28 بالمئة حتى الآن، وبالنسبة إلى الشكاوى التي تتحدث عن عدم استلام بعض المواطنين مخصصات الدفعة الأولى من المازوت، قال ، إنه سيتم توزيع الدفعتين مع بعض والبالغة 100 ليتر، لافتا إلى أن الشركة ليست مسؤولة عن الخلل في التوزيع، وينحصر عملها بإعلام شركة “تكامل” عن الدفعات المرسلة لكل منطقة، وهي التي تتحمل مسؤولية الأخطاء الناتجة عن عدم استيفاء المواطنين لحصتهم السابقة من المازوت.

وكان موقع “الحل نت”، تابع في مطلع العام الحالي النقص في توزيع مادة المازوت في محافظة دمشق، حيث بلغ عدد طلبات توزيع المازوت وصل إلى 486865، تم تنفيذ 123660 طلبا، أي بنسبة 26 بالمئة، وتأجيل 173 طلبا، في حين 359032 طلبا قيد الانتظار، و261 طلبا قيد التنفيذ، بينما وصل عدد الطلبات المتوقفة إلى 3428 .

إقرأ:المازوت قليل والغاز مقطوع عبر “البطاقة الذكية” بسوريا

ارتفاع مازوت السوق السوداء

تعتبر كمية الخمسين لترا من المازوت التي يحصل عليها المواطنون في كل دفعة غير كافية للاستخدام خاصة في المناطق الباردة، حيث تصل الحاجة الفعلية لهم للتدفئة في الشهر الواحد تصل إلى نحو 150 لتر من المازوت، حسب متابعة “الحل نت”.

وفي سياق ذي صلة، أكد مواطنون لموقع “هاشتاغ” أنهم لغاية الآن لم تصلهم رسائل استلام الدفعة الثانية من المازوت، علما أنهم سجلوا منذ اليوم الأول، في حين هناك أشخاص وصلتهم الرسائل في اليوم التالي من التسجيل، وهذا ما دفع  الكثير منهم لشراء كميات قليلة من المادة لزوم التدفئة كل يوم بيومه، خاصةً مع ارتفاع سعر اللتر الواحد في السوق السوداء ليتجاوز 5 آلاف ليرة، حسب الموقع المحلي.

لم يكن ارتفاع سعر المازوت في السوق السوداء هو الأول، فحسب موقع “الحل نت”، كان الارتفاع الأول للمازوت مع مطلع العام الحالي، حيث تجاوز سعر ليتر المازوت في وقتها 4 آلاف ليرة سورية.

وحسب متابعة “الحل نت”، فإن أبرز المصادر للسوق السوداء، موزعو شركة “محروقات” الحكومية، وهم يتلاعبون بالكميات المخصصة للأهالي فهم يوزعون 50 ليترا بدل من 100 ليتر للعائلة الواحدة، وأكدت ضبوط وزارة التجارة الداخلية عدة تلاعبات بهذا الشكل.

كما تعتمد السوق السوداء، على تهريب آلاف ليترات المازوت من لبنان عبر سائقي الشاحنات، كما يقوم بعض سائقي حافلات النقل الصغيرة “السرفيس” إلى بيع مخصصاتهم بالكامل من المازوت في السوق السوداء، ليحققوا عائدا جيدا يفوق ما يجنوه من العمل في المواصلات، حسب ما رصد “الحل نت”.

قد يهمك:4 آلاف ليرة ليتر المازوت في السوق السوداء بدمشق

معاناة السوريين لم تعد تقتصر على قطاع دون آخر، بل باتت تطال كل نواحي الحياة، حتى أُثقل كاهل السوريين اقتصاديا بشكل غير مسبوق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.