تواصل السلطات التركية التضييق على اللاجئين السوريين لتصل في عدة حالات للترحيل القسري إلى الأراضي السورية، بينما تكشف إدارات المعابر السورية مع تركيا عدد المرحلين منذ بداية العام الحالي.
ومن بين حالات الترحيل، قصة الشاب محمد علي الذي تعرض للترحيل في شباط/ فبراير الماضي، عبر معبر باب الهوى، إلا أنه عاد ودخل الأراضي التركية من جديد بعد عدة محاولات كلفته خطرا ومالا، حسب حديثه لـ “الحل نت”.

ويتابع، أنه بات الخروج من تركيا للسوريين سهل للغاية لكن العودة إليها صعب خصوصا إن كان عبر طرق التهريب.

ومع بداية عام 2022، واجه السوريون في تركيا العديد من الإجراءات التي فرضتها السلطات التركية عليهم والتي أدت في بعضها إلى إيقاف قيود وثائق “الكيملك” التي يحملونها ما جعل قسم منهم معرضين لخطر الترحيل إن تم ضبطهم من إحدى دوريات الشرطة.
ووفق ما رصدناه، فقد بلغ عدد المرحلين السوريين من تركيا منذ بداية عام 2022 قرابة 5449 لاجئا سوريا عبر معبر باب الهوى والسلامة فقط.

هل الأرقام تعكس الحقيقة؟

يتحدث مسؤولون في الحكومة التركية باستمرار عن أعداد السوريين الذين عادوا “بشكل طوعي” إلى البلاد، كان آخرها ما قاله رئيس إدارة الهجرة في وزارة الداخلية التركية، صواش أونلو حول اللاجئين السوريين، حيث أكد أن “حوالي 500 ألف لاجئ سوري عادوا طواعية بكامل إرادتهم لمناطق آمنة شمال سوريا”.

على ضوء ذلك، يقول الناشط الحقوقي المهتم بقضايا اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي لـ “الحل نت”: إن “الأرقام الواردة لا تعكس حقيقة أعداد السوريين المرحلين من تركيا سواء عبر معبري باب الهوى أو السلامة أو المعابر الأخرى”.

ويضيف، أن المرحلة القادمة للأسف من الممكن أن تشهد عمليات ترحيل كثيرة، وما هو واضح اليوم أن هناك حالات ترحيل تحصل بشكل متسارع.


وحسب الغازي، فإن هناك تكتم إعلامي من بعض الجهات في الداخل السوري عن حالات الترحيل لبيان تسارع عمليات الترحيل في هذه الفترة.

وبشكل يومي، يتم ترحيل لاجئين سوريين من تركيا إلى الأراضي السورية سواء أولئك الذين وصلوا حديثا عبر طرق التهريب وتم اعتقالهم أو أولئك الذين أجبروا ووقعوا على أوراق “العودة الطوعية” أو لأسباب أخرى.

أعداد السوريين المرحلين من تركيا 2022

يتعرض عشرات السوريين في تركيا بشكل يومي للترحيل من قبل السلطات التركية لأسباب كالدخول إلى تركيا بشكل غير قانوني أو بسبب إبطال وثائق “الكيملك” التي يحملونها أو إجبارهم للتوقيع على أوراق العودة الطوعية في مراكز احتجاز الأجانب أو أسباب أخرى.

ورغم أن الأرقام الواردة قد لا تعكس أعداد المرحلين بشكل إجمالي، حيث أن هناك معابر لا تعلن بانتظام عن أعداد السوريين المرحلين من تركيا إلا أنها شملت ما يقارب 5449 لاجئا سوريا من معبري باب السلامة وباب الهوى.

وحسب ما رصده مراسل الحل نت في تركيا، فقد تم ترحيل ما يقارب 3856 لاجئا سوريا منذ بداية العام الحالي عبر معبر باب الهوى، ففي كانون الثاني/يناير تم ترحيل 1139 لاجئا وفي شباط/فبراير تم ترحيل 1396 لاجئا بينما في آذار/مارس تم ترحيل 1321 لاجئا سوريا.

وفيما يخص معبر باب السلامة، فقد توزعت الأرقام بين المرحلين بسبب دخولهم تركيا بشكل غير قانوني والعائدين طوعا حسب ما أعلن عنه المعبر، ووصلت الأرقام إلى 1593 لاجئا سوريا منذ بداية عام 2022.
وتوزعت الأرقام على الشكل الآتي: 446 لاجئا سوريا في كانون الثاني/يناير و495 لاجئا في شباط/فبراير و652 لاجئا في آذار/مارس.

ووفق الأرقام، فقد شهدت حالات الترحيل وأولئك الذين وقعوا على أوراق “العودة الطوعية” ارتفاعا طفيفا في شهر شباط/فبراير الماضي.


الجدير بالذكر أنه مع التعقيدات التي تواجه السوريين في تركيا يتخوفون من ازدياد حالات الترحيل بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.