ارتفاع الأسعار، هو أكبر ما يشغل السوريين ويؤرق حياتهم بشكل يومي، حيث لا يمر يوم دون أن يشهد ارتفاع سعر مادة أو أكثر أو أنواع من الخضار التي بات الحصول عليها إحدى الكماليات أو إحدى مظاهر الرفاهية.

البندورة ليست للمواطن العادي

قال رئيس لجنة تسيير أعمال سوق الهال في اللاذقية، معين الجهني، أن تكاليف إنتاج الخضراوات مرتفعة جدا، فشريحة البلاستيك وكيس النايلون، والمازوت وأجور النقل مرتفعة جدا، وكل ذلك لإنتاج مادة بوقتها غير المحدد مثل البندورة الصيفية، ما يعني أن بيعها سيكون لمستهلك استثنائي قادرعلى شرائها وليس من عامة الشعب، مضيفا أن الخضار في الوقت الحالي مثل الحج لمن استطاع إليها سبيلا، حسب مواقع محلية.

واعتبر الجهني أن الأسعار عادية مقارنة بالظروف الاستثنائية التي تمر بها سوريا، فالمواد الأولية أسعارها استثنائية ما يعني أن التكلفة استثنائية تعطي مادة منتجة بوقت استثنائي وبالتالي تتطلب سعرا استثنائيا للقدرة على إنتاجها حاليا.

إقرأ:في ثاني أيام رمضان.. مواد غذائية مختفية وأسعار الخضار مرتفعة

محاولة لتبرير ارتفاع سعر البندورة

أوضح الجهني، أنه وقبل انتشار البيوت البلاستيكية، كانت الدولة تستورد المنتجات الزراعية بغير موسمها من الخارج بالعملة الصعبة، وبهذه الظروف التي أنتجت فيها البندورة تم التوفير على الدولة دفع العملة الصعبة وتكلفة الاستيراد وتم إنتاجها بتكاليف مرتفعة، وهذا المزارع المنتج يريد أن يربح ويبيع بهامش ربح فليس من الضروري أن يشتريها المواطن العادي ويأكل بندورة بهذه الظروف، إنما ينتظر لموسمها بالصيف ويشتريها إذ تباع بأسعار أقل من التكلفة عند توافرها خلال أشهر حزيران وتموز وآب من كل عام.

كما تطرق الجهني لحالة الفلاحين مبينا أنهم إذا لم يربحوا فلن يتمكنوا من الإنتاج، ومطالبا بتحرير أسعار الخضار والفواكه،بحيث يبيع كل شخص حسب إرادته، ما يؤدي حتما إلى انخفاض الأسعار نتيجة المنافسة والمضاربة بين باعة المفرق.

قد يهمك:أسعار الخضار تُحلّق.. أكثر من 1000 ليرة الفرق بين تسعيرة التموين والسوق

تصريحات أثارت سخرية السوريين

أثارت تصريحات الجهني، الذي من المفترض كمسؤول سوري أن يتكلم عن معاناة الشعب لا بطريقة تمييزية بين مواطن عادي وآخر استثنائي، موجة كبيرة من الاستياء والسخرية بين السوريين، خاصة غي تعليقاتهم على أحد المنشورات حول تصريحات الجهني على إحدى الصفحات الفيسبوكية.

حيث قالت إيمان العايد، “أي صح المواطنين العاديين مو ضروري ياكلو بندورة هي لعلية القوم بس …لك لو يضلو ساكتين وبلا هالتصريحات الناس عايفة حالها وعم يصرحو تصريحات غبية حسبي الله بس”، بينما تساءلت قمر دمشق حول التمييز الواضح من خلال كلام الجهني في تعليقها” أيوا يعني صارت البندورة كمان للمواطن الأورجينال يلي قاعد بالمالكي وابو رمانة .. أما أبناء دمر وقدسيا وركن الدين كلو خبز يابس”.

بينما تساءل أيضا فادي زينو ساخرا عما يتوجب على المواطن أن يأكل” بدي أعرف شو لازم ياكل المواطن؟ يعني كل المسؤلين بلبلد حالفين يمين ، انو لازم المواطن ياكل هواء”، فيما سخر رياض منير باستياء قائلا” فعلا لأنو البندورة البلاستيكية الشتوية تضر بصحة المواطن الفقير لكن مفيدة للأغنياء والطبقة المخملية وأصحاب ربطات العنق و الأحذية الجلدية”.

إقرأ:سوريا.. استمرار ارتفاع أسعار الخضار والفواكه مع دخول الربيع

يشار إلى أن أسعار الخضار والفواكه في سوريا بلغت ارتفاعات كبيرة خاصة منذ مطلع العام الحالي، حيث وصلت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة أجبرت الكثير من المواطنين على الابتعاد عن الخضار والفواكه أو اللجوء لشرائها بالحبة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.