ما زال التوتر سيد الموقف في مدينة جرابلس شرقي حلب، بسبب المواجهات التي حصلت الأربعاء، بين عناصر من فيلق “لواء الشمال” التابع لـ “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة، ومدنيين مهجرين من مدينة حمص، على خلفيّة انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لابن القيادي عقيل هنداوي في فصيل “لواء الشمال” يقوم بالاعتداء على طفل نازح معه في المدرسة.

ويظهر في الفيديو زكريا هنداوي ابن القيادي عقيل، يقوم بالاعتداء على طفل من مهجري حمص، ويهدده قائلا “لما تشوفني بالشارع تنزل راسك ولا لأ… تجي كل يوم تبوس أيدي ولا لأ.. تبوس إيدي كل يوم وتاخد الرضا)، بحضور أحد عناصر من مرافقة أبيه الذي كان يستمد منه قوته، ويقوم بتوثيق بطولات ابن قائده في الوقت ذاته.

وأفاد مراسل “الحل نت” أن “الفيديو أثار موجة غضب شديدة لدى ذوي الطفل المعتدى عليه في المدينة، وخاصة أن الذي قام بتصوير الفيديو هو أحد مرافقة والد المعتدي، حيث أظهر الفيديو طريقة الإذلال والإهانة التي نفذها الأخير، مستقويا بسلطة ونفوذ والده، بالتزامن مع توسل الطرف الآخر له بتركه وشأنه“.

مشيرا إلى أن “ذوي الطفل، احتشدوا في مركز المدينة، وطالبوا بمحاسبة العنصر الذي قام بتصوير الفيديو ومعاقبة ابن القيادي، ليقع شجار بينهم وبين عناصر اللواء تطور إلى إطلاق نار دون وقوع إصابات، ما أجبر القيادي على تسليم ابنه والعنصر المرافق له، إلى الشرطة العسكرية، خشية من تطور الحدث“.

ونوه المراسل إلى أن “معظم عناصر وقادة الفصائل يستخدمون نفوذهم وسلطتهم للاعتداء على الأهالي، مستغلين عدم وجود سلطة قضائية وقانون يحاسبهم“.

استغلال النفوذ وغياب المحاسبة

 الحادثة أعادت الذاكرة إلى فيديوهات أخرى، انتشرت مؤخرا، لابن القيادي في فرقة “السلطان مراد” عدنان الخويلد والملقب “أبو وليد العز“، حيث أظهر الفيديو الأول الشاب وليد العز، وهو يمارس هوايته ركوب الخيل في أحد المضامير التابعة لوالده في قرية النعمان بريف مدينة الباب، فيما تتبعه سيارات مرافقة، وتتقدمه سيارة أخرى تقوم بتصويره

بينما أظهر فيديو ثان، نشره الشاب ذاته، تواجده مع عناصر من فرقة “السلطان مراد” والذي يعد والده أبرز قادتها، وهو يطلق الرصاص بشكل عشوائي من مضاد طيران أرضي، بهدف التصوير، حيث تخلل الفيديو أغاني حماسية، للتعبير عن إنجازات ما يقوم به.

كما قام الشاب بنشر فيديو استفزازي آخر، ظهر فيه برفقة عنصرين أحدهما يحمل له عدد من المسدسات، ليقوم الشاب بتجريبهم واحد تلو الآخر، بينما يقوم العنصر الثاني، بتدريبه على استخدامهم، في أحد البساتين التي استولى عليها والده في القرية ذاتها مؤخرا.

حيث لاقت مقاطع الشاب سيلا من الانتقادات والإدانات، مفادها “ماعملوها بيت الأسد” والمشار هنا إلى عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وأقربائه.

واتهم ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي، فصائل “الوطني“، بارتكاب انتهاكات متكررة تجاه سكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وخاصة المستضعفين بمناطق عفرين وأرياف حلب والرقة والحسكة، من سلب لأموالهم واعتداء على أطفالهم ونسائهم، إضافة إلى جرائم تعذيب وقتل طالت العشرات منهم.

والجدير ذكره تشهد مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري، فوضى أمنية وعمليات اغتيال متكررة تطال عناصر وقادة من “الجيش الوطني“، إضافة إلى عمليات تفجير سيارات ودراجات مفخخة وعبوات ناسفة، غالبا ما تطال مدنيين أيضا، وتتسبب بأضرار مادية كبيرة في الممتلكات والمنازل، دون وجود رقيب أو حسيب على ذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.