يغيب منذ مواسم درامية رمضانية العديد من كتاب الدراما عن الدراما السورية، رغم الحضور الواسع للدراما السورية في رمضان 2022، التي تعيد الاعتبار للعديد من الأنماط الدرامية الكلاسيكية السورية، فمن أعمال البيئة الشامية التي يقف على رأسها صاحب أطول أجزاء في تاريخ الدراما السورية” باب الحارة(12)، الكندوش (2)، بروكار(2)، حارة القبة(2)، وجوقة عزيزة”، ودراما البيئة الاجتماعية “على قيد الحب، مع وقف التنفيذ، كسر عضم، ولو بعد حين”.

وثلاث أعمال درامية كوميدية هي” الفرسان الثلاثة، حوازيق، وبقعة ضوء(15)”، ودراما مشتركة “ظل، وللموت2”.
ومن أبرز كتاب الدراما الغائبين؛ سامر رضوان، يم مشهدي، عدنان عودة، وإيمان سعيد.

فالشاعر والكاتب الدرامي سامر رضوان من مواليد حمص في العام 1975، نشر ثلاث مجموعات شعرية” تشكيلات لمولد الحصار، آخر ما أبدعته الكناية، غرفة من الدم”، وكتب درامياً” لعنة الطين، (الولادة من الخاصرة، ساعات الجمر)، ودقيقة صمت”، حائز على عدد من الجوائز أهمها “جائزة تترابليون لأفضل كاتب درامي عن نص لعنة الطين في العام 2010، ملتقى الدراما الأول.

وجائزة بيت الشعر في مصر، وجائزة الدكتورة سعاد الصباح، وجائزة ماجد أبو شرار، وجائزة القافلة، وذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن فئة البرامج الحوارية.

و”دقيقة صمت” من إخراج الراحل شوقي الماجري، وإنتاج العام 2019، وتعتمد حكايته على الشخصيتين الأساسيتين” أمير ناصر، وأدهم منصور” المحكوم عليهما بالإعدام، ويعمل مدير السجن بشكل فجائي لتنفيذ حكم الإعدام بهما في ساعات الفجر الأولى في أحد الأيام، لكن عند ذلك تقع أحداثاً غريبة، بدايتها من الحريق في أحد مهاجع السجن، وتعيين مدير جديد للسجن، وفي ظل الأحداث، تتم عملية تهريب المحكومين بالإعدام إلى خارج السجن، بواسطة سيارة المدير الجديد، وإعدام شخصين آخرين نيابة عنهما، وتتوالى تطورات العمل الدرامي. ومع عرض المسلسل فتح الكاتب سامر رضوان معركة مع الرقابة حول حذف بعض المشاهد، مما دفع كاست العمل إلى إصدار بيان للرد على المؤلف.

وتغيب الكاتبة الدرامية يم مشهدي عن الموسم الرمضاني الجاري، وهي من مواليد دمشق في العام 1977، وخريجة من المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم الآداب المسرحية في العام 2005، كتبت العمل المسرحي” باريس في الظل” كمشروع تخرج، وكان عملها الدرامي الأول” وشاء الهوى” من إخراج زهير قنوع في العام 2006، والثاني” يوم ممطر آخر” من إخراج رشا شربتجي في العام 2008، والثالث” تخت شرقي “من إخراج رشا شربتجي في العام 2010، والرابع” قلم حمرة” من إخراج الراحل حاتم علي، والخامس” بروفا” من إخراج رشا شربتجي من العام 2019، وأثار قلم حمرة ضجة كبيرة عند عرضه، فهو دراما اجتماعية تعرض لوضع سوريا ما بعد العام 2011، والأوضاع التي تمر بها، والظروف العامة والخاصة، من شخصية” ورد” كاتبة سينمائية تجسد شخصيتها الفنانة سلافة معمار، وتجتهد في البحث عن إجابات الأسئلة يومية تدور في رأسها، وتنتهي بالعقل، كإحدى أفراد الطبقة المثقفة.

وإلى جانب ورد قدم العمل الدرامي قضايا المثلية الجنسية، والعنوسة، والفراغ المولد للإحباط، والبطالة، والأمل الذي يتولد في مرحلة الشباب وما يعكسه على الجسد هرمونيا ونفسياً، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعية ودورها في تقريب الناس من بعضهم بعض. وملل الحياة الزوجية، والزواج من طوائف مختلفة وأثرها على المتزوجين. والهوية الوطنية والمواطنة وغيرها من قضايا المجتمع المدني.

ويغيب أيضا عن الموسم الدرامي في رمضان الجاري الشاعر والكاتب الدرامي عدنان عودة من مواليد قرية “زور شمر” بمدينة الرقة من العام 1975، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم الآداب المسرحية في العام 2000، وحاصل على إجازة في الصحافة في العام 1999 من كلية الإعلام بجامعة دمشق، لديه مجموعة من الدواوين الشعرية منها” سكران مجانين، وأنا حوري”، وكتب عدد من المسرحيات منها” خيل تايهة، زبيب، المرودة والمدحلة”، وحازت مسرحية” خيل تايهة” على جائزة في مهرجان المسرح العربي بالمغرب كأفضل عمل مسرحي في العام 2015، وكتب كلمات الكثير من الأغاني التي حصلت على شهرة واسعة مثل “بياعة الزنبق، قلبي علينا، شباكك مطفي”، وغناها عدد من الفنانين منهم” لينا شماميان، بسمة جبر، مكادي نحاس، رشا رزق، وإياد الريماوي”.

وفي الدراما كتب نصوص العديد من الأعمال منها” فنجان الدم” إخراج الليث حجو في العام 2000، و” أبواب الغيم “إخراج حاتم علي في العام 2010، و”توق” من إخراج شوقي الماجري في العام 2011، و”حدث في دمشق (يا مال الشام)” من إخراج باسل الخطيب في العام 2013، و” أوركيديا” من إخراج حاتم علي في العام 2017.

ويحكي العمل عن الفكر الانتحاري وطريقة إقناع الشباب لتنفيذ عملياتهم الانتحارية في قالب خيالي العلاقات والصراعات التي تجمع ثلاث ممالك، أوركيديا التي عزل عنها الأكثم، ويخطط عتبة لاستعادتها مرة أخرى، ومملكة سامارا التي يحكمها أنمار، ومملكة آشوريا التي يحكمها الملك الجنابي، ويحاول عتبة بكل الوسائل الانتقام من الجنابي حتى تعرف على العرافة التي تنتمي لمملكة سمارا، وتخبره بأنه سيموت على يدي ابن شقيقته رملة بعد أن تتزوج، وهذا ما يشكل هاجس لديه ليقرر أن يقف بكل ما لديه من قوة بوجه زواج شقيقته من أي رجل، ليمنعها نهائيا من إنجاب ولدها الذي سيقوم بقتله.

وتغيب أيضا عن الموسم الدرامي الرمضاني الجاري الكاتبة الدرامية إيمان السعيد من مواليد العام 1972، تحمل إجازة في علم النفس من جامعة دمشق، وإجازة في الآداب والدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت بداياتها الدرامية في مجموعة ثلاثيات من مسلسل” المارقون” مع المخرج نجدت أنزور، منها” سرب الأوهام، حادثة اختفاء، وأمل ما في”، والعمل الدرامي” سحابة صيف” من إخراج مروان بركات، و” خمسة ونص” من إخراج فيليب أسمر، و” مسافة أمان” من إخراج الليث حجو.

وقد أثار المسلسلين موجة جدل إذ فتحت النار عن الفنانة سلافة معمار، واختيارها الكاتب الدرامي رامي كوسا لإضافة مشاهدة درامية على شخصيتها في العمل الدرامي” مسافة أمان”، لكي يوازي حضورها ومشاهدها حضور كاريس بشار، وجرى ذلك بالتنسيق مع المخرج الليث حجو.

وفي ذاك الموسم الدرامي شنت هجوما على الممثلة نادين نسيب نجيم بسبب استخدام كلمة” خرائية” في إحدى مقابلاتها للصحيفة حيث كتبت “ليس اعتراض على كلمة الخراء على اعتبار أننا غارقون بزمنه.. الاعتراض على أن ترى من يقف في الصناعة والنص هم مجرد حالة خرائية.. نجم/ة غير قادر على ذكر اسم مؤلف أعماله وغير قادر على احتمال وجود منافس/ة لها في موسم عرض تخرج منه”.

وتحكي قصة العمل الدرامي خمسة ونص حكاية حب غير مألوفة بين حبيبين “غمار الغانم، قصي الخولي”، والدكتورة” بيان نجم الدين، نادين نسيب نجيم”، تحاول فيها المرأة ترويض حبيب يشتهي مجد المال ويعاني من الحقد وصراعات على السلطة، وقدرتها على لعب دور نافذ في حياته.

إن غياب هؤلاء الكتاب الدراميين عن هذا الموسم الدرامي يفقد الدراما السورية تنوعا كبيرا من زاوية حضور الدراما وتنوعها وغناها حيث تشكل نصوص الكتاب “سامر رضوان، يم مشهدي، عدنان عودة، وإيمان السعيد” إضافة نوعية في أعمال الدراما السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة