توتر واحتقان جديد، يهدد باندلاع اشتباكات مسلحة بين عناصر محليين وأجانب في صفوف ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في مركز مدينة دير الزور شرق سوريا، على خلفية معاقبة قيادة الأخير، خلال اليومين الماضيين، خمسة عناصر محليين، لتأخرهم عن الالتحاق بنوبات الحرس.

وفي التفاصيل أفاد مصدر مقرب من “الحرس الثوري“، لـ “الحل نت” أن مسؤول “الحرس بداخل” حي القصور “أبو المهدي“، من الجنسية العراقية، أصدر أمر بمعاقبة العناصر، بسجنهم لأربعة أيام وحلاقة شعرهم، لعدم التزامهم بنوبات الحراسة، الأمر الذي أثار حفيظة العناصر المعاقبين، حيث طالبوا بمعاقبة العناصر الإيرانيين والعراقيين أيضا، لتأخرهم الدائم عن محارسهم، وأن تكون المعاملة بالمثل للجميع.

وأشار المصدر إلى أن “ردة فعل العناصر المحلين، أثارت غضب العناصر الأجانب، ما أدى لوقوع مشادات كلامية بينهم، تطورت لعراك بالأيدي وإطلاق نار، إذ تدخل عناصر آخرين منهم، لفض النزاع، دون أن تبدر أي ردة فعل من قبل قيادة “الحرس” حيال ما جرى“.

وفي سياق ذلك، منحت الأخيرة، مبالغ مالية لعناصرها الأفغان والعراقيين والإيرانيين، تحت مسمى “عيدية” قبيل عيد الفطر، دون منح العناصر المحليين شيء، ما زاد الوضع سوء بين الطرفين، وفقا لذات المصدر.

تخويف وترهيب

من جهة أخرى، حذر “الحاج أحمد” نائب مسؤول “الحرس الثوري” في مدينة الميادين، منتصف آذار الفائت، العناصر المحليين المنتسبين لميليشيا “الحرس” في المدينة ونواحيها، والمطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية، من المرور عبر الحواجز الأمنية التابعة للحكومة، مشددا على تجنب دوريات الشرطة العسكرية، لعدم تعرضهم للاعتقال وزجهم في صفوف الجيش السوري، وفقا لمراسل “الحل نت” في المنطقة.

وأضاف أن التنبيهات التي صدرت مؤخرا أثارت قلق العناصر المحليين، ما دفع ببعضهم إلى الهرب باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمال شرق نهر الفرات، مشيرا إلى أن “التنبهات شملت أيضا البطاقات التي يحملونها والتي تثبت انتسابهم لأحد الفصائل الإيرانية، بأنها باتت لا تحميهم من الاعتقال على الحواجز الأمنية“.

هرب العناصر

عنصر سابق في صفوف “الفوج 147” التابع لـ “الحرس الثوري“، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أفاد لـ “الحل نت” أن التفرقة في المعاملة بين العناصر الأجانب والعناصر المحليين دفع بعشرات العناصر من أبناء المنطقة إلى الانشقاق من صفوف الميليشيا آنفة الذكر، خلال الآونة الأخيرة، والهرب باتجاه مناطق سيطرة “قسد“، عبر نهر الفرات.

وأضاف المصدر أن، دوريات “الحرس الثوري” تداهم   منازل العناصر الفارين في كل مرة، بعد سماع نبأ انشقاقهم، كما تقوم ببعض الأحيان باعتقال أحد ذويهم كردة فعل وانتقام منهم.

إلى جانب المعاملة السيئة من قادة الميليشيا العسكريين، أشار المتحدث إلى تدني الرواتب التي تدفعها الميليشيا للعناصر المحليين، وتأخرها لأكثر من شهر أحيانا دون تقديم أي مبرر.

والجدير ذكره، تسيطر إيران على مدينتي الميادين والبوكمال وريفهما شرقي دير الزور، عبر نشرها ميليشيات “حزب الله” اللبناني، و“حزب الله” العراقي، و“النجباء“، و“فاطميون“، و“زينبيون“، والتي تعود قيادتها لـ “”الحرس الثوري الإيراني، في ظل غياب شبه تام لسلطة القوات الحكومية، فضلا عن تواجدها في مركز مدينة دير الزور أيضا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.