يمر عيد الفطر الحالي على السوريين بكثير من التدهور الاقتصادي غير المسبوق، حيث تعتبر السنة الحالية منذ بدايتها هي الأسوأ اقتصاديا على الإطلاق والتي لم يعش السوريين مثلها منذ عقود، فمع بدايتها بدأت الأسعار بالارتفاع، وزاد الأمر سوءا قرار الحكومة بإلغاء الدعم، والغزو الروسي لأوكرانيا الذي انعكس على كل شيء.

فقد اعتاد المواطنون السوريون على نمط حياة معين بالنسبة للمواد الاستهلاكية والغذائية في رمضان والأعياد بشكل خاص، حيث تكون اللحوم هي المادة الغذائية الرئيسية على موائدهم، وفي رحلاتهم في عطلة العيد، إلا أن الحال اختلف كثيرا لدرجة أنهم لم يعودوا يستطيعون حتى النظر إليها في معظم الأوقات.

ارتفاع اللحوم يحرم السوريين حتى رائحتها

وفي سياق ارتفاع أسعار اللحوم، فقد ارتفع سعر الخروف المعد للذبح في عيد الفطر إلى 750 ألف ليرة سورية،خروف بوزن وسطي 50 كيلو غرام قائم، حيث يباع الكيلو 14550، ومن يقوم بالذبح والتقطيع جرت العادة ان يأخذ الجلد والرأس و الكرش وغيرها، بحسب موقع “جهينة نيوز” المحلي.

وفي صالات السورية للتجارة، ارتفعت أسعار اللحوم في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، كما ارتفعت في الأسواق الخارجية، في حين تراجع الاستهلاك إلى 10 بالمئة، وأقل في بعض الحارات الشعبية والفقيرة، وخاصة سعر الفروج المنظف الذي تجاوز 11800 ليرة للكيلو، كما وصل كيلو الشرحات الى 17800، ليرة وكيلو الجوانح ارتفع من 8000 الى 8800 ليرة، كما ارتفع سعر كيلو الفروج المجمد ذات الجودة المتدنية الى 9800 ليرة.

كما ارتفعت أسعار اللحوم في صالات السورية للتجارة أيضا، حيث ارتفع سعر كيلو لحمة العجل المفرومة الى 26 الف ليرة، والغنم الى 32 الف ليرة.

ويعتبر الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم جنونيا، فقبل 5 أعياد من العيد الحالي وتحديدا في العام 2019، كان يباع كيلو لحم الغنم القائم “قبل الذبح” بمبلغ 2400 ليرة، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بمعدل 5- 6 أضعاف، وهو ما جعل معظم العائلات لا تفكر في الأصل أو تجرؤ على شراء اللحم.

قد يهمك:“ليست للبيع”.. اللحوم الحمراء في سوريا لـ”الفرجة فقط”

ارتفاع أسعار اللحوم أمر متوقع

تراوحت النسب المسموح ذبحها في دمشق خلال شهر رمضان، بين 1500و1700 خاروف يوميا، و110 وسطيا بالنسبة للعجول ، حيث أن نسبة مبيعات اللحوم لا تتجاوز 25 بالمئة، بسبب الغلاء الذي طرأ على اللحوم الحمراء نتيجة ارتفاع تكاليف التدفئة ونقص الكهرباء وارتفاع أسعار الأعلاف، وهذا ما كان يشير مسبقا إلى أن أسعار اللحوم سترتفع بشكل جنوني، بحسب متابعة “الحل نت”.

حيث تقدر حاجة دمشق اليومية من لحوم الخروف بقرابة 2000 رأس من الغنم، وذلك بناء على تقديرات صالة الذبح الخاصة بدمشق وريفها، حيث يصل متوسط ذبح الخراف بها يوميا ما بين 900- 1000 رأسا في دمشق وما بين 200-300 رأسا في ريف دمشق، أما متوسط ذبح العجل بشكل يومي فيتراوح ما بين 150-200 رأسا في دمشق وما بين 70-120 رأسا في ريف دمشق ، أما متوسط ذبح الجمل فوصل إلى 10 أسبوعيا وفي ريف دمشق فقط.

كما يرى معظم باعة اللحوم، أنه لا علاقة لهم بارتفاع أسعار اللحوم، لأنهم يشترونها من المربين بأسعار مرتفعة، بحجة ارتفاع أسعار الأعلاف، فأسعار اللحوم مرتفعة في الأسواق منذ نحو شهرين، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا، بالإضافة للارتفاع الذي حصل خلال رمضان، والذي كان له دور في عملية رفع الأسعار بنسبة 20 بالمئة بسبب زيادة الطلب على اللحوم، بحسب متابعة “الحل نت”.

وكانت اللجنة الاقتصادية في الجمعية الحرفية للحامين والقصابة قدمت دراسة لأسعار اللحوم إلى دائرة الأسعار في تموين دمشق، بهدف تخفيضها، ولكن لم يصدر أي قرار عن الدائرة حتى الآن.

إقرأ:اللحوم الحمراء تفوق طاقة الميسورين في سوريا

باتت اللحوم وكأنها في حالة خصام مع السوريين، فأسعارها غير مسبوقة على الإطلاق، والوضع الاقتصادي في حالة تدهور مستمرة، بالتزامن مع انخفاض كبير في مستويات الدخل ما جعل الفقر هو المسيطر على السوريين بصورة سوداوية قاتمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.