رغم الأوضاع الاقتصادية المتردية، يحاول السوريون إضفاء فرحة العيد على عائلاتهم، عبر إدارة شؤونهم الاقتصادية، في ظل الأسعار المرتفعة لكافة تجهيزات ومأكولات العيد.

عيد الفطر حرّك الأسواق الراكدة

وأفادت صحيفة “تشرين” المحلية بأن عيد الفطر السعيد حرّك أسواق حلب الراكدة، “حيث أصرت العائلات الحلبية على إدخال الفرحة إلى قلوب أفرادها وخاصة الأطفال، عبر النزول إلى الأسواق الكاوية وشراء مستلزمات العيد ومنها الألبسة مع رحلة ليست بسهلة للحصول على القطع الأرخص من الأسواق الشعبية، التي شهدت ازدحاماً لم تشهده المدينة منذ وقت طويل”.

وبحسب ما نقلت الصحيفة المحلية، فإن بعض الأسواق في حلب طرحت بضائع بأسعار رخيصة مقارنة بأسواق أخرى ملتهبة، ومنها “سوق باب أنطاكية وسوق الجلوم، وتصدّر هذان السوقان الواقعان في مدينة حلب القديمة قائمة الأسواق الأرخص في مدينة حلب، مع العلم أنهما معروفان سابقا، وأن البضاعة المعروضة موجهة لذوي الدخل المحدود والفقراء”.

كذلك شهد سوق “التلل” الذي يعد من أبرز أسواق الألبسة وسط مدينة حلب، ازدحاما وحركة جيدة خلال الأيام القليلة الماضية، في حين تضاعفت أعداد “البسطات” والباعة المتجولين.

قد يهمك: أزمة وقود خانقة في سوريا.. روسيا وإيران تخلوا عن دمشق؟

أما أسواق العزيزية والفرقان التي تعد من الأسواق ذات الأسعار المرتفعة، فشهدت الحركة فيها تحسنا طفيفا، في حين أكد أصحاب المحال التجارية، أن الحركة تنشط عموما خلال ساعات المساء.

البحث عن أرخص الأسعار

ويحاول السوريون في الأسواق البحث عن “أرخص الأسعار” في رحلة، قد تطول ليوم كامل لشراء بعض الألبسة بأسعار تتناسب مع أجورهم، بهدف عدم حرمان أطفالهم من فرحة العيد.

تقول الصحيفة المحلية إن: “الأهالي رغم ضيق الحال أصروا، على النزول إلى الأسواق بغية شراء الفرحة وإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال بعد سنوات سوداء فرضتها الحرب، والأوضاع الاقتصادية المتردية”.

ويؤكد أحمد قلعجي وهو أب في عائلة مكونة أربعة أفراد، إنه لم يكن ينوي شراء مستلزمات العيد بسبب عدم توفر السيولة، لكنه تراجع عن قراره في آخر يوم من شهر رمضان، خاصة وأنه لم يستطع رؤية أطفاله لا يعيشون أجواء العيد.

ويقول قلعجي في اتصال هاتفي مع “الحل نت”: “ليلة العيد قررت التراجع عن قرار وذهبت برفقة العائلة إلى سوق التلل، لشراء بعض الألبسة للأطفال والقليل من حلويات العيد، الأسعار مرتفعة كما هو متوقع، أرخص قطع الألبسة يتجاوز سعرها 25 ألف ليرة”.

وشهدت معظم أسعار الألبسة قفزات كبيرة، تزامنا مع انخفاض الطلب على الألبسة الجديدة واتجاه الناس ألى “أسواق البالة” التي شملها ارتفاع الأسعار هي الأخرى.

ارتفاع بأكثر من الضعف

وشهدت كذلك أسعار الحلويات في الأسواق السورية، ارتفاعا بنسبة 120 في المئة خلال فترة عيد الفطر، حيث أرجع باعة الحلويات السبب إلى ارتفاع المواد الأولية كالسمن والمكسرات والطحين.

وبحسب تقارير صحف محلية، فإن العديد من أصناف الحلويات اصبحت تباع بـ“القطعة“، نتيجة الأسعار الفاحشة في الأسواق، حيث ارتفعت أسعار المواد الأولية بشكل غير مسبوق.

وأشار تقرير قبل أيام لصحيفة “الوطن” إلى أن: “تكلفة صنع المعمول في المنزل باتت خيالية بدءاً من السميد والطحين إلى الجوز الذي يتجاوز 40 ألف ليرة للكيلو الواحد، والتمور «السيوا» من 9 إلى 11 ألفاً للكيلو الواحد، والزيت النباتي الليتر الواحد لا يقل عن 22 ألف ليرة، والسمن النباتي بدءاً من 17 ألفاً ليرة للكيلو الواحد وصولاً إلى الغاز بحوالي 100 ألف ليرة للأسطوانة «الحرة» لتأخر الرسالة منذ مدة طويلة، بما يقرب من ربع مليون ليرة في حال كانت الكمية محدودة ولا تتجاوز 4 كيلو معمول وأقراص «السيوا» للعائلة لا للضيافة!”.

اقرأ أيضا: في ظل عجز حكومي.. هل يستطيع السوري “الغلبان” تجاوز مشكلة تأمين المياه؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.