مع تراجع الإمدادات النفطية إلى سوريا من قبل كل من روسيا وإيران، متأثرين بالعقوبات الغربية والأميركية، فضلا عن عمليات الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية التي أثرت، على كميات دعم الروس لحكومة دمشق بالنفط، يبدو أن سوريا مقبلة على أزمة مواد نفطية غير مسبوقة.

موقع “العربي الجديد” كشف نقلا عن مصادر مطلعة في العاصمة دمشق، تأكيدها طلب الحكومة السورية، من دول عربية لمد سوريا بالنفط، وذلك بعد تراجع الشحنات الروسية و“زيادة شروط إيران” ومنها الدفع الكاش“.

المخزون شارف على النفاذ

وبحسب ما نشر الموقع فإن: “مخزونات سوريا، من المشتقات النفطية والغاز شارفت على النفاد بمعنى الكلمة، إذ لا يكفي التخزين المتاح، بطبيعة الحال، أكثر من 20 يوما، في حين لم تدخل البلاد أي شحنة منذ منتصف مارس/آذار الماضي، وكانت من إيران“.

وألمح المصدر المسؤول إلى دول الإمارات والجزائر والعراق، إذ تتواصل دمشق مع حكومات هذه الدول للحصول على شحنات من النفط، وقررت وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، السماح للقطاع الخاص، باستيراد النفط والقمح، في إطار تسهيل وصول النفط إلى سوريا.

ويرى الكاتب المتخصص في الشؤون الاقتصادية أدهم قضيماتي، أن أزمة نقص النفط في سوريا، هي قديمة متجددة، لكنه يؤكد أن البلاد مقبلة على أزمة شح كبيرة بسبب تراجع الدعم النفطي من قبل روسيا وإيران.

قد يهمك: قانون الجرائم الإلكترونية في سوريا.. خنق حريات واستبداد جديد؟

ويقول قضيماتي في حديثه لـ“الحل نت“: “دمشق لا تملك أي خطة لحل الأزمة، الحرب في أوكرانيا، أثرت على إمداد روسيا لسوريا بالمشتقات النفطية، تصاعد العقوبات ضد روسيا، تسبب بتراجع الدعم النفطي لحكومة دمشق، وحتى إيران ليس لديها مجال لمد النظام بكميات النفط اللازمة.. لذلك أتوقع تفاقم الأزمة في الأيام القادمة“.

الخوف من العقوبات

وحول نية الحكومة السورية الحصول على النفط من بعض الدول العربية، يعلق قضيماتي بالقول: “بالنسبة للعرب لا يمكنهم مد النظام بالنفط، خوفا من العقوبات الأميركية، وإن حصل ذلك، فستكون عبر عمليات غير نظامية، وليست بالسياق النظامي الرسمي“.

وكان رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس، أكد في تصريحات الخميس، وصول ناقلة نفط إلى الساحل السوري، محملة بمليون برميل نفط في ميناء بانياس، مشيرا إلى أنها لم ترس أي باخرة نفط فيه منذ 42 يوما.

وحول الوضع الحالي للمشتقات النفطية في سوريا، قال عرنوس: “يوجد لدينا حاليا 50 مليون لتر بنزين و33 مليون لتر مازوت“.

ولم يؤكد مصدر تقرير موقع “العربي الجديد” صحة وصول باخرة نفط من إيران الخميس، مكتفياً بالقول “هكذا قال رئيس الوزراء أمام مجلس اتحاد العمال وأن الثمن عبر تفعيل خط الائتمان” وأضاف أن “العقوبات كذبة والحقيقة لا يوجد أموال لاستيراد النفط، والجميع يطلب كاش بمن فيهم الإيرانيون“.

وتجدر الإشارة إلى أن أزمة المحروقات عادت مؤخرا إلى المدن الرئيسية في سوريا، حيث شهدت بعض المحطات في دمشق، أزمة كبيرة في تأمين مادتي المازوت والبنزين، ما خلق “أزمة نقل خانقة خلال أيام رمضان الأخيرة، وسط انتظار السائقين لعشر ساعات ليحصلوا على البنزين بالسعر الحر“.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

كيف يصل النفط إلى سوريا؟

عضو القيادة المركزية لـ “حزب البعث” في سوريا مهدي دخل الله، اعترف قبل أيام أن حكومة دمشق تحصل على بعض بواخر النفط عبر دفع “الرشوة“، من أجل وصول البواخر إلى السواحل السورية.

وقال دخل الله في لقاء مع إذاعة “شام إف إم” ونشرته الأحد، إن: “بواخر النفط المتوجهة إلى سوريا، يتم السماح لها بالمرور من قناة السويس، بعد دفع رشوة“، وذلك في ظل منع مرور البواخر الى سوريا بسبب العقوبات.

وبحسب تصريحات دخل الله، فإن هناك أشخاص مختصون يشرفون على عمليات دفع الرشاوي، من أجل اجتياز البواخر قناة السويس ووصولها إلى سوريا.

اقرأ أيضا: 22 ألف لتر الزيت.. أسعار متزايدة في أسواق دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.