تقف الحكومة السورية عاجزة أمام الكوارث التي تهدد القطاع الزراعي في سوريا، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة من جهة، والجفاف الذي بات أحد المشكلات الرئيسية التي يعاني منها المزارع من جهة أخرى، ما ينذر بكارثة قد تضرب أحد مصادر الغذاء الرئيسية للسوريين.

وسلط تقرير لموقع “سوريا ستيبس” المحلي الضوء على تزايد حاجة الأهالي في سوريا لتأمين المياه من الأمطار، تزامنا مع تغيير الظروف المناخية، لاسيما في الجبال الساحلية التي تزيد معدلات هطولها على ألف ملم.

ومع نقص المياه وزيادة موجات الجفاف في البلاد، بدأ الأهالي في بعض المناطق السورية، باتخاذ إجراءات بإمكانات بسيطة، من شأنها توفير بعض كميات الأمطار لاستخدامها في الزراعة والري.

وبحسب التقرير لجأ بعض الأهالي “إلى حفر جورة في الأرض، و فرشها بشريحة بلاستيك لتجميع مياه الأمطار لاستخدامها لاحتياجاتهم في الزراعة وسقاية المواشي“.

قد يهمك: قفزة جديدة في أسعار الألبسة بسوريا

وانتقد تقرير الموقع المحلي عدم تحرك الجهات المعنية، لمساعدة المزارعين، واستثمار هذه الخطوة بمشاريع كبيرة من شأنها توفير كميات كبيرة من المياه تساعد المزارعين في مواجهة موجات الجفاف والتصحر.

أين الدور الحكومي؟

وجاء في التقرير: “الغريب أن الجهات المعنية لم تحرك هذا الملف، فجبال الساحل من شمالها لجنوبها تخلو من أي مسطحات مائية، ومواطنوها يشترون الماء رغم كلفتها العالية، فما الذي تنتظره هذه الجهات؟ إنشاء عشرات السدات المائية في الجبال الساحلية و السويداء والقلمون لا يكلف كثيراً، ولكنه يمكن أن يغير حياة الكثيرين في تلك المناطق“.

وبحسب التقرير فإن : “السدات المائية مشاريع صغيرة، كلفتها متدنية ولكن مردودها عالٍ، زراعياً، وبيئياً، واقتصادياً، وتوفر على الدولة عناء إقامة مشاريع غير منسجمة مع طبيعة تلك المناطق لتحسين الوضع المعيشي لقاطنيها. فسدة مائية بسعة تخزين ٢٠ ألف متر مكعب يُمكن أن تكفي لزراعة مساحات تؤمن الدخل لعشرات الأسر، إضافة لدورها في قضايا أخرى كمورد ماء لكثير من الحيوانات والطيور، وإطفاء الحرائق“.

موجة جفاف هي الأسوأ منذ عقود

وفضلاً عن ارتفاع تكاليف الزراعة ساهمت موجات الجفاف بعزوف المزارعين عن زراعة أراضيهم، إذ بدأت التغييرات المناخية تلقي بظلالها على البيئة السورية، مهددةً مصادر المياه، بعد التحذيرات والتقارير التي أكدت أن البلاد توجه أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 70 عاماً، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وطال الجفاف العام الماضي، سدا رئيسيّا شمال غربي سوريا إثر تراجع مستوى الأمطار والاهتراء وتزايد اعتماد المزارعين على مياهه، وذلك للمرة الأولى منذ إنشائه قبل نحو 17 عاما.

تراجع مخيف في كميات الإنتاج

الأسباب المذكورة تسببت بتراجع الإنتاج في المحاصيل الزراعية الأساسية كالقطن، حيث كانت سوريا تنتج في عام 2011، أكثر من مليون طن من القطن، إلا أن هذا الإنتاج تراجع ليصل إلى 100 ألف طن في عام 2015، وأقل من 20 طن في عام 2021، مع تراجع المساحات المزروعة من 250 ألف إلى 35 ألف هكتار.

قد يهمك: ضعف إنتاج القطن في سوريا يتسبب بأزمة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.