مع اقتراب عيد الفطر في سوريا، يزداد إقبال الأهالي عادة على شراء الألبسة، لا سيما ألبسة الأطفال الذين يحتفلون بالعيد عبر ارتداء الألبسة الجديدة أول أيام العيد.

لكن ارتفاع أسعار الألبسة هذا العام، يبدو أنه سيحرم الكثير من الأطفال السوريين من فرحة العيد، حيث شهدت معظم أسعار الألبسة قفزات كبيرة، تزامنا مع انخفاض الطلب على الألبسة الجديدة واتجاه الناس ألى “أسواق البالة” التي شملها ارتفاع الأسعار هي الأخرى.

الأضعاف منذ 30 عاما

بدوره اعتبر رئيس القطاع النسيجي وعضو غرفة التجارة في دمشق وريفها مهند دعدوش، أن موسم الألبسة الحالي في سوريا، هو الأضعف في البلاد منذ 30 عاما، وذلك بالنظر إلى حركة السوق خلال 20 يوم من شهر رمضان، حيث سجلت نسب البيع تراجعا واضحا نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين.

قد يهمك: ضعف إنتاج القطن في سوريا يتسبب بأزمة

وقال دعدوش في تصريحات لإذاعة “شام إف إم المحلية” إن قرار رفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية، أثرت على توجهات الشراء للسوريين، حيث يتوجه الأهالي، نحو المواد الأساسية والغذائية، عوضا عن شراء الملابس، مشيرا إلى أن أسعار الألبسة ارتفعت عن العام الماضي بنسبة تتراوح بين 20-30 بالمئة وهي أقل بكثير من ارتفاع سعر التكلفة حسب قوله.

وأكد دعودش خروج العديد من الصناعيين ومنتجي الألبسة من سوق العمل، وذلك نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث ارتفعت أسعار الطاقة والضرائب بمقدار 8 – 9 أضعاف، الأمر الذي أثر على بعض الصناعيين وأدى لخروج نسبة منهم من سوق العمل.

ونتيجة لارتفاع أسعار الألبسة، وانخفاض القوة الشرائية للأهالي، ظهرت خلال السنوات الماضية ما يسمى بـ“أسواق البالة“، وهي أسواق شعبية لبيع الألبسة المستوردة المستعملة، بأسعار رخيصة نوعا ما.

أسعار الملابس في البالات

يتراوح سعر شراء قميص في البالة، ما بين 5 و15 ألف ليرة سورية. بينما يمكن شراء السراويل والسترات ما بين 10000 و25000 ألف ليرة سورية. وبالنسبة لشراء الأحذية فيتراوح المبلغ ما بين 25 إلى أكثر من 100000 ليرة سورية.

ارتفاع تكلفة الألياف الاصطناعية، التي تتنافس مباشرة مع القطن، جاء بعد الارتفاع الهائل في أسعار النفط. فمع اقتراب سعر الذهب الأسود من أعلى مستوى له منذ سبع سنوات، ارتفع الطلب على المنسوجات. حيث إن التجار لجؤوا إلى تخزينها لحماية أنفسهم من التكاليف الباهظة التي يتوقعون رؤيتها قريبا.

قد يهمك: سوريون يبيعون أغراضهم في “سوق الجمعة” من أجل الهجرة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.