يعد السفر والهجرة خارج سوريا أقصى أحلام معظم السوريون، الذي آثروا البقاء في البلاد حتى الآن، وذلك في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وانعدام الأمل بمستقبل أو حل قريب.

حلم الهجرة نشّط حركة السوق

في محافظة حمص نشّطت ظروف الحرب سوقا شعبيا لبيع الأثاث المنزلي، للعوائل العازمة للسفر، في حين يتوجه الكثير من الأهالي للشراء من هذا السوق، نظرا للانخفاض النسبي في أسعاره.

قد يهمك: زبائن 5 نجوم في أسواق السمك السورية

ويقول موقع “سناك سوري” المحلي إن السوق يحوي أدوات منزلية جديدة ومستعملة، إلى جانب الألبسة والأحذية، ويقع على امتداد ثلاث شوارع بين البيوت في حي باب الدريب بمحافظة حمص لتشكل سوق الجمعة (الحرامية)، الذي يعتبر مقصد الأهالي لشراء حاجياتهم هرباً من غلاء الأسعار في الأسواق.

وجاء في تقرير الموقع المحلي: “يعد هذا السوق المنصة التي بيعت فيها ذكريات آلاف السوريين وبيوتهم قبل الهجرة“، مع انعدام الأمل بأي تحسن للواقع المعيشي في البلاد.

بدوره يقول عبد المعين خليل (40 عاما) وهو صاحب إحدى البسطات الموجودة بشكل دائم في سوق الجمعة: “خلال سنوات الحرب وحتى يومنا هذا كنا ومازلنا نقوم بشراء الصحون الزجاجية والكاسات وكل مايتعلق بالمطبخ من المنازل التي يريد قاطنوها مغادرة البلد، ونقوم بعرضها هنا للبيع لمن يودون البقاء في البلاد ولا قدرة لديهم لشراء المستلزمات الجديدة“.

ويؤكد خليل في حديثه لـ“سناك” أن السوق يطرح أيضا البضاعة الجديدة في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن الأسعار في هذا السوق تعتبر الأرخص على الإطلاق، فضلا عن وجود عشرات البسطات وبالتالي تشتد المنافسة وتنخفض الأسعار.

وعن أسعار البضائع المباعة يضيف خليل: “على سبيل المثال أسعار الصحون تبدأ من 500 ليرة إلى 10 ألاف كما أن هنالك الكثير من الأدوات المتواجدة لدينا وغير موجودة في السوق كأغطية الطناجر والتي تباع كقطعة 2000 ليرة والإقبال دائما كبير وخاصة في الأيام المشمسة“.

سوق الجمعة

ويعد “سوق الجمعة” ماركة للأسواق الشعبية المنتشرة في سوريا، حيث يوجد سوق بنفس الاسم في مدينة حلب، وقد زادت وتيرة البيع والشراء في هذا السواق خلال السنوات الأخيرة.

ويؤكد عبد الله صباغ وهو شاب يعمل في سوق الجمعة بحلب، إن ارتفاع وتيرة السفر والهجرة من البلاد، نشط حركة السوق، إذ يتوجه معظم الراغبين بالسفر، إلى بيع منازلهم وأثاثها عبر سوق الجمعة وبأسعار رخيصة نوعا ما.

ويقول صباغ في اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “نشتري أثاث المنزل بأسعار مقبولة جدا، ومع هامش ربحي مقبول أيضا، يصبح الإقبال على هذا السوق جيد جدا، أسعار الأشياء هنا ربما لا تتجاوز 20 بالمئة من قيمتها الحقيقية“.

وتعيش البلاد أزمة اقتصادية وصلت ذروتها خلال الأشهر الماضية، في حين عجزت الحكومة عن تنفيذ أي من وعودها المتعلقة بتحسين الواقع المعيشي، وتأمين السلع الأساسية والمواد الغذائية بأسعار مناسبة.

ويبحث السوريون لا سيما الشباب عن أي فرصة للهرب من الواقع المزري التي تعيشه البلاد، وانعدام أي فرصة لتحقيق “حياة كريمة” مستقبلا في الداخل السوري.

اقرأ أيضا: سوريا.. ربط رواتب الموظفين بمعدل إنتاجهم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.