لم تكن رغبة السوريين، أو شريحة منهم على الأقل بالحصول على جنسية ثانية، وخاصة الجنسيات الغربية جديدة أو مرتبطة بتطور مسار الحرب في سوريا أو اللجوء إلى دول أخرى، إنما تعود لسنوات طويلة، إنما كانت حينها تقتصر على شرائح محددة معظمها من الطلاب السوريين الذين درسوا واستقروا في الخارج، أو كبار التجار لحاجتهم للتنقل بسهولة بين دول العالم.

ولكن ومع موجات اللجوء بعد العام 2011، والدمار الذي لحق بسوريا اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، ولا يزال مستمرا، بات الحصول على جنسية ثانية الشغل الشاغل للكثير من السوريين، سواء أكانت غربية أم لا، بالإضافة للسعي خلف الإقامات طويلة الأمد، في أوربا وبعض الدول العربية كالإمارات.

جنسية بـ 100 ألف دولار

أنواع مختلفة، من الجنسية يمكن للسوريين الحصول عليها، بحسب موقع “أثر برس” المحلي، الأول، وهو عن طريق الزوجة أو الأولاد الحاصلين على جنسية دولة ثانية لعدة أسباب، وهنا يحصل الزوج أو الأب على الجنسية حسب شروط كل دولة، والثاني فيتم عن طريق الإقامة ببلد معين، بعمل أو من دون عمل، حسب أنظمة كل دولة، والثالث سببه لجوء شريحة من السوريين إلى الدول الأوروبية، والبعض منهم حصل على جنسية الدولة التي لجأ إليها بعد 7-10 سنوات تبعا لكل دولة.

أما النوع الرابع، فهو القائم على الشراء، وبحسب الموقع، فإن الأسعار كانت في البداية مرتفعة، وغالبا كان الأمر يستلزم شراء عقار، والتعهد بعدم بيعه لمدة لا تقل عن خمس سنوات، ومن ثم يحصل الشخص على الجنسية مقابل مبالغ خيالية، فهناك من دفع 125 ألف دولار، وما بين 10-15 ألف دولار عن الزوجة والأولاد، وهناك من استثمر بالعقارات بيعا وشراء في دول أوروبية وحصل على الجنسية بعد 5 إلى 7 سنوات، وآخرون أقاموا مشروعا صناعيا في هذا البلد أو ذاك، وحصل لاحقا على الجنسية.

ولكن ومع مرور الوقت، انخفضت قيمة المبالغ المالية المتوجب دفعها للحصول على جنـسية بعض الدول، وحسب الموقع، فإن حصول السوري على جنسـية بعض الجزر كسانت كيتس ودومينيكان، يضطره لدفع حوالي 100 ألف دولار، إذا كان يريد الحصول على جنسية لنفسه فقط، وحوالي 200 ألف دولار لأسرة مؤلفة من أربعة أشخاص، وقبل حوالي ست سنوات كانت الأسرة مضطرة لدفع 400 ألف دولار.

قد يهمك:السويد تنافس تركيا في تجنيس السوريين.. القصة الكاملة

تركيا والسويد ومنح الجنسيات للسوريين

زيادة عدد اللاجئين في السويد وتركيا، فتح الباب لمنح أعداد كبيرة من السوريين الجنسيتين السويدية والتركية، بشكل لافت، حيث شهدت السويد زيادة كبيرة في عدد اللاجئين السوريين المجنسين، على عكس تركيا التي يعيش فيها أكبر جالية سورية منذ عام 2011، بحسب متابعة “الحل نت”.

وفي مطلع العام الحالي، كشف مكتب الهجرة السويدي، أن 27340 سوريا أصبحوا مواطنين يحملون جنسية الدولة في عام 2021. ومن هذا العدد، كان يحق لـ 85 ألف شخص التجنس اعتبارا من العام ذاته، وفي مايو/أيار 2018، أعلنت الحكومة السويدية أن عدد السوريين الذين حصلوا على تصاريح الإقامة والعمل في السويد قد ارتفع إلى ما يقرب من 150 ألفا.

وكان مكتب الإحصاء المركزي السويدي في وقت سابق، أن الجالية السورية أصبحت الأكبر في البلاد. وتمثل 1.7 بالمئة من سكان السويد. مشيرا إلى أن عددهم وصل إلى أكثر من 189 ألف سوري بتصريح إقامة أو المواطنة، بحسب متابعة “الحل نت”.

أما في تركيا، فقد ذكر المختص بشؤون اللاجئين السوريين بتركيا، جلال ديمير، مطلع العام الحالي، أن تجنيس السوريين في تركيا بالأرقام منذ عام 2011 حتى 2021 ، بلغ نحو 174.276 شخص، أي أنه هنالك 1900 عملية تجنيس كل شهر، بحسب متابعة “الحل نت”.

وبالنسبة لترشيح أسماء السوريين للحصول على الجنسية التركية، فإنه يحصل بطريقة عشوائية، بينما هناك مراحل تجنيس السوريين في تركيا والتي تمر بسبع مراحل مثل المقابلات والدراسة الأمنية وغير ذلك حتى يتمكن المرشح للجنسية من نيلها.

إقرأ:جمعيات وحركات تركمانية سورية تطالب بـ “الجنسية التركية”

من الجدير بالذكر، أن الجنسيات الممنوحة للسوريين لا تقتصر فقط على السويد وتركيا، إنما تم منح الجنسيات للسوريين اللاجئين، ورجال الأعمال في العديد من الدول وإن كانت بأعداد أقل، وأبرز الدول المانحة للجنسية، هولندا، النرويج، كندا، والولايات المتحدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.