لا يزال تنظيم داعش يشكل الهدف الأول للتحالف الدولي في الحرب على الإرهاب، إذ عمل التنظيم خلال السنوات الماضية على التوسع الأفقي في العديد من المناطق والدول، عبر نظام الخلايا اللامركزية، والتي تتبنى أفكار التنظيم الإرهابي، ولذلك كان لا بد من تطوير مستمر من قبل الحلفاء لمحاربة التنظيم أينما وجد.

التحالف يتعهد بمواصلة محاربة التنظيم

في سياق الحرب على الإرهاب، اختتم يوم أمس في مدينة مراكش المغربية ، الاجتماع الأول لوزاء التحالف الدولي لهزيمة داعش، الذي يعقد في أفريقيا، حيث أكد الوزراء عزمهم المشترك على مواصلة القتال ضد الجماعة الإرهابية، التي ما تزال تمثل “تهديدا مستمرا”، بحسب تقارير الصحفية.

وصدر عن الاجتماع بيان جاء فيه أن الوزراء، ” رحبوا بالاجتماع الأول للتحالف العالمي لهزيمة داعش الذي يعقد في إفريقيا، وأكدوا مجددا عزمهم المشترك على مواصلة القتال ضد داعش من خلال الجهود العسكرية والمدنية التي تساهم في الهزيمة الدائمة للجماعة الإرهابية”.

حماية المدنيين، حددها المجتمعون كأولوية، بالإضافة إلى الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وكذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، في جميع الظروف.

كما أكد الوزراء على أهمية تخصيص الموارد الكافية لدعم جهود التحالف والقوات الشريكة الشرعية، كتقديم الدعم لقوات الأمن العراقية، بما فيها البشمركة، والشركاء في سوريا، إضافة لدعم الجهود التي يقودها المدنيون، بما في ذلك المنع، والاستقرار، ومكافحة تمويل الإرهاب، والروايات المضادة، ومحاكمة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج، ضرورية بشكل متزايد لتحقيق الهزيمة الدائمة لداعش.

وشدد الوزراء على أهمية معالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن في إفريقيا، مع التأكيد على أن أي حل دائم لوقف انتشار داعش في القارة سيعتمد في المقام الأول على السلطات الوطنية، فضلا عن الجهود والمبادرات الإقليمية الفرعية والإقليمية، مشيرين بقلق إلى انتشار الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك الحركات الانفصالية، والشركات العسكرية الخاصة في إفريقيا التي تولد زعزعة الاستقرار وزيادة ضعف الدول الإفريقية.

إقرأ:وجود “داعش” ينحسر في سوريا.. كيف ينتهي تماماً؟

أهمية محاربة داعش في سوريا وإمكانية انحساره

خلال اجتماع مراكش، قال الوزراء أن ضمان الهزيمة الدائمة لداعش في العراق وسوريا يظل الأولوية الأولى لهزيمة داعش، مشيرين إلى أنه على الرغم من الانتكاسات الكبيرة التي عانت منها قيادة داعش خلال الماضي القريب، فإن التنظيم يواصل شن هجمات في العراق وسوريا ويمثل تهديدا مستمرا، كما يتضح من الهجوم الواسع على معتقل الصناعة في شمال شرق سوريا في يناير 2022.

فبعد مقتل أبو إبراهيم القرشي، زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، في إدلب شمال غربي سوريا، مطلع شباط/فبراير الحالي، بعملية عسكرية أميركية، توحي المؤشرات وفق تقديرات متابعين لشؤون الجماعات الجهادية، أن التنظيم الجهادي بعد هذه الضربة القوية التي وجهت له، سيبدأ وجود عناصره وخلاياه يتراجع في دورهم ونشاطهم في سوريا، فبحسب ما يُعتقد فإن التنظيم يتجه نحو انحسار كبير خلال الفترة القريبة المقبلة، وأن نشاطه ربما ينتقل إلى أماكن جديدة خارج سوريا، بحسب متابعة “الحل نت”.

وكان الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية والمحاضر في العلوم السياسية وفلسفة التاريخ، الدكتور سامح إسماعيل، قال في وقت سابق لموقع “الحل نت”، أن حضور “داعش” في المشهد السوري يرتبط بشكل وظيفي بعدة معطيات، لاسيما بتحركات القوى الإقليمية المتعددة على اختلاف توجهاتها.

وأضاف إسماعيل، أنه وفي الشمال السوري يتم تمرير حضور “داعش” في بعض الأوقات لصالح الأجندة التركية، للضغط على التشكيلات الكردية حينا، أو لتبرير تحركات تركية أكثر حدة حينا آخر، ولكن وبعد التحركات التركية الأخيرة، فيما يخص العلاقات مع دول الخليج، وفي ظل الاضطرابات الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، واستنفار حلف الناتو، كل ذلك ربما يدفع الفرقاء نحو تسوية سريعة للملف السوري، على حساب داعش، في ظل رغبة الإدارة الأميركية في تسوية الملف وتصفية جيوب التنظيم الإرهابي، وكل ذلك يبقى مرتهنا بسيناريوهات الحل في سوريا.

من جهة ثانية، يرى غيدو شتاينبرغ، خبير الإرهاب في مؤسسة العلم والسياسة في برلين لوسائل الإعلام الغربية، “مع ذلك، فإن “داعش” اليوم أضعف بكثير مما كان عليه في ذروته في أعوام 2014-2016″. ففي ذلك الوقت، قيل إن “داعش” كان لديه ما بين 30-40 ألف مقاتل وسيطر على منطقة يعيش فيها ستة ملايين إلى تسعة ملايين شخص، بحسب متابعة “الحل نت”.

أما الآن فمن المفروض أن عدد عناصر “داعش” اليوم، يتراوح بين 6000-4000 مقاتل، إضافة إلى 10 آلاف مقاتل باقون في سوريا والعراق. إضافة إلى آلاف المقاتلين الأسرى وعشرات الآلاف من أفراد عائلاتهم المحتجزين في مخيمات وسجون شمال شرقي سوريا بمناطق “الإدارة الذاتية”.

قد يهمك:شبكة في إندونيسيا وتركيا لتمويل “داعش” بسوريا.. هذه قصتها

وفي سياق الحرب على الإرهاب في سوريا، شدد الوزراء في مؤتمر مراكش على أن التحالف إلى جانب الشعب السوري لدعم تسوية سياسية دائمة بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254. ويواصل دعم التعافي المحلي الشامل وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من داعش وجهود المصالحة وإعادة الإدماج لتعزيز الظروف المواتية لحل سياسي على مستوى سوريا للنزاع بموجب معايير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.