بعد مقتل أبو إبراهيم القرشي، زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، في إدلب شمال غربي سوريا، مطلع شباط/فبراير الحالي، بعملية عسكرية أميركية.

توحي المؤشرات وفق تقديرات متابعين لشؤون الجماعات الجهادية، أن التنظيم الجهادي بعد هذه الضربة القوية التي وجهت له، سيبدأ وجود عناصره وخلاياه يتراجع في دورهم ونشاطهم في سوريا، فبحسب ما يُعتقد فإن التنظيم يتجه نحو انحسار كبير خلال الفترة القريبة المقبلة، وأن نشاطه ربما ينتقل إلى أماكن جديدة خارج سوريا.

دور “داعش” في سوريا

بحسب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية والمحاضر في العلوم السياسية وفلسفة التاريخ، الدكتور سامح إسماعيل، بأن حضور “داعش” في المشهد السوري يرتبط بشكل وظيفي بعدة معطيات، لاسيما بتحركات القوى الإقليمية المتعددة على اختلاف توجهاتها.

وأردف خلال حديثه مع “الحل نت”، أنه “في حال هيمنة الدور الإيراني/الروسي بالتحديد على الداخل السوري، تنحصر قدرة تنظيم داعش وفاعليته العسكرية، حيث تظل جيوبه وخلاياه النائمة في حالة خمول، أو تتحرك على استحياء بعض الشيء، في شكل عمليات متفرقة هنا وهناك”.

ويبيّن الباحث المختص في شؤون الجماعات الجهادية، “لكن الأمر قد يختلف في الشمال السوري بعض الشيء، حيث يتم تمرير حضور “داعش” في بعض الأوقات لصالح الأجندة التركية، للضغط على التشكيلات الكردية حينا، أو لتبرير تحركات تركية أكثر حدة حينا آخر”.

قد يهمك: ما فرص معاودة نشاط “داعش” في سوريا والعراق؟

كيف سينحسر تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا؟

ويضيف إسماعيل “على ما يبدو، فإن التحركات التركية الأخيرة، فيما يخص العلاقات مع دول الخليج، وفي ظل الاضطرابات الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، واستنفار حلف الناتو، كل ذلك ربما يدفع الفرقاء نحو تسوية سريعة للملف السوري، على حساب داعش، في ظل رغبة الإدارة الأميركية في تسوية الملف وتصفية جيوب التنظيم الإرهابي، وكل ذلك يبقى مرتهنا بسيناريوهات الحل في سوريا”.

عندما أسس التنظيم الإرهابي في عام 2014 فروعا له، بينها خصوصا فروع في أفغانستان وليبيا واليمن أيضا وكانت قوية لبعض الوقت. ويقول غيدو شتاينبرغ، خبير الإرهاب في مؤسسة العلم والسياسة في برلين لوسائل الإعلام الغربية، “مع ذلك، فإن “داعش” اليوم أضعف بكثير مما كان عليه في ذروته في أعوام 2014-2016″. ففي ذلك الوقت، قيل إن “داعش” كان لديه ما بين 30-40 ألف مقاتل وسيطر على منطقة يعيش فيها ستة ملايين إلى تسعة ملايين شخص”.

بينما يفترض البعض أن عدد عناصر “داعش” اليوم، يتراوح بين 6000-4000 مقاتل، إضافة إلى 10 آلاف مقاتل باقون في سوريا والعراق. إضافة إلى آلاف المقاتلين الأسرى وعشرات الآلاف من أفراد عائلاتهم المحتجزين في مخيمات وسجون شمال شرقي سوريا بمناطق “الإدارة الذاتية”.

ويقول غيدو شتاينبرغ، إن “القرشي، لم يهتم بالعمليات فحسب، بل كان أيضا مرجعا دينيا. لقد أوضح تنظيم داعش مرارا وتكرارا في الماضي أن هذه معايير مهمة”، وأوضح “من الصعب استبدال القرشي، فليس من السهل على داعش الآن العثور على شخص لديه سلطة دينية وهو قوي أيضا من حيث العمليات”.

وأشار إلى أن هذا الفراغ من المحتمل في الوقت الحالي أن يعيق التنظيم الإرهابي من اكتساب المزيد من القوة.لذلك، وبحسب المراقبين، سيصبح من الصعب جدا على التنظيم في الأشهر والسنوات المقبلة الحفاظ على دوره وأنشطته.

 وقبل كل شيء على ما إذا كان بإمكانه الاستمرار في اكتساب القوة في العراق وسوريا، وما إذا كان بإمكانه حتى الخروج من الأرض وإعادة إحياء وهم “الدولة الإسلامية” المزعومة، إلا أن هذا لا يلوح في الأفق الآن، خاصة بعد مقتل “القرشي” الذي كان يشرف على هجوم “داعش” الأخير على سجن غويران/الصناعة بالحسكة، والتي تكبد التنظيم فيها خسائر فادحة وفشلت خطته فشلا ذريعا، بفضل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وبغطاء جوي ودعم من “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة.

قد يهمك: تراجع حضور “داعش” في المنطقة.. ما علاقة القرشي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.