منذ عام 2010، تعرض ما لا يقل عن ستة أكاديميين إيرانيين للهجوم أو القتل، في سلسلة هجمات كثيرا ما نفذها أشخاص على متن دراجات نارية، إلا أن الهجوم الأخير الذي استهدف يوم أمس الأحد عقيدا في “الحرس الثوري الإيراني”، شكل ضربة قاصمة لطهران، ما استدعاها للتهديد بالانتقام.

أكبر عملية منذ عامين

مهاجمون على دراجات نارية أمس الأحد، أصابوا العقيد حسن صياد خدايارى، بخمس رصاصات، بينما كان يجلس في سيارته خارج منزله، ما أدى إلى مقتله على الفور، وتعد هذه العملية هي الأكبر داخل إيران منذ مقتل العالم النووي، محسن فخري زاده، في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وعقب مقتل خدايارى، حذر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الاثنين، من أن إيران ستنتقم لمقتل العقيد في “الحرس الثوري”. مضيفا “أصر على الملاحقة القتلة من قبل مسؤولي الأمن، ولا أشك في أن دماء هذا الشهيد العظيم ستنتقم”.

هذا ومن المقرر إقامة مراسم تأبين خدايارى، في طهران الساعة الخامسة من اليوم الاثنين، فيما ذكر “الحرس الثوري” في بيان إن الجنازة ستقام في ساحة “الإمام الحسين” بوسط طهران.

ووصف “الحرس الثوري”، خدايارى، بأنه “المدافع عن المرقد” وهو مصطلح يستخدم لمن يعملون لصالح إيران في سوريا أو العراق، كما أشار التلفزيون الرسمي إلى أن خدايارى معروف في سوريا، ونشر صورا تظهر رجلا مستلقيا على مقعد السائق في سيارة بيضاء، والدم حول ياقة قميصه الأزرق وذراعه الأيمن، حيث تظهر الصور أنه تم إطلاق النار على النافذة الأمامية على جانب الراكب.

ومن جهته، ذكر “الحرس الثوري”، أن “المجرمين مرتبطين بالنظام الإسرائيلي، ومتورطون في سلسلة من الجرائم من بينها السطو والاختطاف والتخريب”.

إسرائيل تستعد للتصعيد الإيراني

على ضوء الحادث، أعلنت وكالة “إسنا” شبه الرسمية في إيران، في وقت سابق، عن اكتشاف شبكة تجسس تابعة للمخابرات الإسرائيلية في البلاد، واعتقال أفرادها، ولم يتضح بعد ما إذا كان لعملية الاعتقال المزعومة أي ارتباط بحادث مقتل خدايارى.

من جهته، رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على الأحداث في طهران، في حين أشارت وسائل إعلام محلية في إسرائيل إلى العقيد المقتول بوصفه كان مسؤولا عن “عمليات اغتيال استهدفت إسرائيليين”.

وفي تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، اليوم الاثنين، حذر مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي في القيادة الشمالية، من أن إسرائيل ستواصل حماية مواطنيها من “الحرس الثوري” الإيراني الذي يواصل التخطيط لهجمات إرهابية ضد اليهود في جميع أنحاء العالم، حسب قوله.

حديث الضابط جاء بعد يوم من مقتل خدايارى، في حين أنه لم يعلق على الحادث، وقال الضابط إن “الحرس الثوري لا يعمل فقط في سوريا، ولكن في جميع أنحاء الشرق الأوسط ولدينا مهمة واحدة تتمثل بحماية جميع مواطني إسرائيل”.

أوضح الضابط، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، أنه على الرغم من أن الجبهة الشمالية “هادئة نسبيا”، إلا أنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد التصعيد في المستقبل القريب”.

وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي تدريباته منذ حوالي شهر، حيث يهدف تمرين عربات النار للجيش الإسرائيلي، إلى تعزيز الدفاعات، والمرونة في الجبهة الداخلية، وزيادة فعالية الاتصال بين مختلف الفرق والقيادات، فإن الجيش الإسرائيلي وصف التدريبات بالـ”فريدة من نوعها وغير مسبوقة في نطاقها، وستمكن الجيش من الحفاظ على مستوى عال من الجاهزية في منطقة دائمة التغير”.

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي، إلى أنه في حين أنه من غير المرجح أن تندلع حرب مع “حزب الله” اللبناني في المستقبل القريب، تظل الحدود الشمالية هي الأكثر تفجيرا وقد حذر الجانبان من أن الصراع القادم بين الطرفين سيكون مدمرا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة