يعد ارتفاع الأسعار اليومي في سوريا بالشكل الذي هو عليه حاليا حجر عثرة أمام المواطنين محدودي الدخل، لا سيما وأن البلاد تعاني من تضخم غير مسبوق يرافقه قلة المواد المستوردة وارتفاع تكاليف مواد الإنتاج سواء الزراعي أو الصناعي، فحتى فاكهة الصيف وبعض الخضار، مثل (الكرز ، الجانرك، اللوزية، المشمش والخوخ)، باتت من ضمن قائمة الكماليات وتودع معظم موائد السوريين.

مزارع لدعم اقتصاد الأسرة

في سوريا بات العديد من العائلات تهتم بزراعة على أسطح المنازل الخضار، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية الراهنة، وذلك للتغلب على مصاعب الحياة التي تواجهها، خصوصا غلاء الأسعار الذي ضرب بشدة جميع الأسواق، حيث ارتفعت أسعار الخضار بكافة أنواعها بشكل كبير، وزادت من أعباء الناس وأثقلت حياتهم اليومية، وهذا ما دفعهم إلى تأمين حاجاتهم من الخضار بمفردهم وزراعة أسطح منازلهم.

ومن ناحية أخرى، لجأت عائلات كثيرة مؤخرا إلى البستنة المنزلية، ليس فقط كوسيلة لتكميل دخلها، بل أيضا كوسيلة لإنتاج طعام نظيف خال من المواد الكيميائية، وقد كانت تجربة البستنة على أسطح المباني والبلكونات، خطوة نحو إنتاج طعام آمن.

وبحسب ما نقلته صحيفة “البعث” المحلية، في تقريرها أمس الأحد، فإن الكثير من التجارب الناجحة حققت الاكتفاء الذاتي من الخضراوات، كما يقول الخبير الزراعي مراد محمد، الذي لفت إلى أن توفير المال ليس هو الفائدة الأهم في الزراعة المنزلية في سوريا، فالهدف الحقيقي هو زراعة الخضار في بيئة نظيفة خالية من مياه الصرف والمواد الكيماوية والمبيدات، وكذلك الفائدة النفسية.

ممدوح رجب، الذي تمكن من زراعة الخضار على سطح منزله، رأى أن هذا النوع من الزراعة هو حاجة أساسية ويومية للمواطن في سوريا، لأنه يتعلق بالمحاصيل والخضار التي يحتاجها المواطن، وهي نظيفة وخالية من أي إضافات، وبالتالي فإن تطور هذا النوع من الزراعة يغني الكثير من المواطنين في ظل عدم معرفة مصدر الخضار في السوق المحلية.

أما المهندس الزراعي عبدو أبو صوان، فأكد بأن زراعة الأسقف والشرفات قد تحقق الاكتفاء الذاتي من الخضار، ويمكن أن تكون أسطح المباني منتجة وقابلة للتسويق باستخدام بعض أساليب الزراعة، بحيث ينتج المرء 50 مترا ما يعادل نصف دونم يمكن بيعه.

وهذه التجربة المنزلية لإنتاج الخضروات، يجب أخذها بعين الاعتبار وفق المهندس الزراعي، لأنها توفر المساحة أراض زراعية تتيح مجالا كبيرا لتنمية وزراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القطن، وتابع أبو صوان، أن من أكثر العيوب انتشارا في هذا النوع من الزراعة هو عدم فهم التواريخ والإجراءات، وبالتالي ينبغي إتاحة كتيبات توضح تواريخ الزراعة والمتطلبات البيئية لكل نبات.

أسعار الخضار ترتفع

مع مطلع الشهر الحالي، أظهرت النشرة التموينية انخفاضا في بعض أسعار الخضار، حيث تراوحت أسعار البطاطا بين 2200 إلى 2700 ليرة للكيلو، والبندورة البلاستيكية من 2600 إلى 3000 ليرة للكيلو، والخيار البلاستيكي من 600 إلى 1000 ليرة، مقابل 1500-2000 ليرة للكيلو بالنسبة للخيار البلدي، وانخفضت أسعار الباذنجان إلى 2000 ليرة للكيلو، والكوسا إلى 1800 ليرة للكيلو، وكيلو الفول تراوح بين 600 إلى 1200 ليرة، حسب نوع وحجم الحبة، بحسب متابعة “الحل نت”.

لكن الأسعار عاودت الارتفاع مع فتح باب التصدير للدول المجاورة، على الرغم من أن الكميات المُنتجة لا تغطي احتياجات الأسواق السورية، ففي آخر نشرة رسمية صادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، سعّرت كيلو البندورة البلاستيكية نوع أول بـ 4300 ليرة سورية وذلك يوم السبت 30 نيسان/أبريل الماضي، فيما بلغ سعرها في السوق خلال فترة العيد نحو 4800 ليرة سورية، لتصل سعرا قدره 4500 ليرة سورية بعد انتهاء العطلة، وفق ما رصد “الحل نت”.

أما بالنسبة للأسعار في يوم الجمعة الفائت، فبالنسبة للفواكه، بلغ سعر كيلو الدراق في أسواق دمشق 6000 ليرة سورية، وكيلو المشمش بين 9 إلى 12 ألف سوري، بينما وصل سعر الموز إلى 8500 ليرة، أما عن الجانرك والذي يعتبر بأنه الفاكهة الأكثر طلبا ورغبة في الشراء عند السوريين وصل سعر الكيلو منه بين 15 و 20 ألف ليرة، أي أن ثمن كل حبة تقدر بنحو 500 ليرة سورية، وكيلو الكرز الواحد وصل إلى 8500 ليرة، والفريز بـ 4500 ليرة.

أما أسعار الخضار، فقد تراوح سعر كيلو “الخيار البلدي بين 3000-2600 ليرة سورية، البندورة بين 3600-4000 ليرة، الباذنجان 3200 ليرة، والكوسا بلغ سعرها 2000 ليرة، والبطاطا بين 3000 ليرة، الفاصولياء 4000 ليرة، الفول الأخضر 2800 ليرة، البازيلاء بين 4500-4000 ليرة، والليمون 5200 ليرة، والفليفلة 2000 ليرة وورق عنب 5000 ليرة، زهرة 3000 ليرة، بحسب متابعة “الحل نت”.

الجدير ذكره، أن ارتفاع الأسعار لا يفارق الأسواق السورية منذ مطلع العام الحالي، على الرغم من كل ادعاءات حكومة دمشق بالعمل على ضبطها وتخفيضها، وذلك في ظل عدم وجود دخل كافي لدى المواطنين، هذا وتتفاقم المشكلة مع استمرار الارتفاع الذي يطال بشكل أساسي المواد الغذائية الأساسية والخضار والفواكه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.