العديد من الأنباء تحدثت عن بدء الانسحاب الروسي من الجنوب السوري، وخاصة محافظة درعا، وكانت أبرز التصريحات حول هذا الإنسحاب قد صدرت عن الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، الذي حذر من أن النفوذ الإيراني سيزداد في سوريا لاسيما في الجنوب بعد الأنباء عن انسحابات روسية إثر غزو أوكرانيا.

أنباء انسحاب الروس أثارت العديد من إشارات الاستفهام، حول مستقبل الجنوب السوري الذي يعاني من تمدد إيراني واضح للعيان من جهة، وما تعانيه روسيا من صعوبات في غزوها المستمر لأوكرانيا والذي تتكبد فيه خسائر كبيرة.

أبرز النقاط التي انسحب منها الروس

القاعدة العسكرية الروسية في بلدة موثبين في ريف درعا الشمالي، تعتبر القاعدة الأهم لروسيا في الجنوب السوري، فهي تقع قرب بلدة موثبين الاستراتيجية القريبة من مدينة الصنمين، والتي تشرف على كل من طريق دمشق درعا القديم، واوتستراد دمشق درعا الدولي، والتي أنشأها الروس في تموز/يوليو 2017، إضافة لتواجدهم في نقاط ومقرات أخرى.

بحسب معلومات خاصة، حصل عليها موقع “الحل نت”، فإن القوات الروسية أغلقت قبل أيام قاعدتها الرئيسية في بلدة موثبين بعد انسحاب كامل عناصرها إلى قاعدة حميميم.

كما انسحب الجزء الأكبر من القوات الروسية من مدينة إزرع، ولم يتبق فيها إلا عدد بسيط من الشرطة العسكرية، كما سحب الروس معظم عناصرهم الموجودين في فندق “وايت روز” في مدينة درعا وأبقوا على عدد محدود جدا فيه.

في حين نفت المصادر الخاصة لـ”الحل نت” أن يكون هناك تواجد للروس في ملعب درعا البلدي المعروف بـ”ملعب البانوراما”، مشيرة إلى أن الملعب هو مقر للمستشارين الإيرانيين التابعين لـ “الحرس الثوري” الإيراني.

المصادر أكدت أيضا، أن القوات الروسية، انسحبت بشكل كامل من مقرهم المتواجد في “الفيلق الأول” على أوتستراد دمشق السويداء في بلدة المسمية التابعة إداريا لمحافظة درعا.

إقرأ:لتعزيز سيطرتها.. إيران تغرق الجنوب السوري بالمخدرات بتسهيلات من دمشق

الروس يحاولون نفي الانسحاب

في اليوم التالي لتصريحات ملك الأردن، حول انسحاب روسيا من بعض النقاط في محافظة درعا، قامت دورية تابعة للشرطة العسكرية الروسية، ترافقها دوريات تابعة لفرع الأمن العسكري بدرعا بجولة في بعض مناطق محافظة درعا، من بينها مدينة بصرى الشام الواقعة تحت سيطرة “اللواء الثامن” التابع لروسيا أصلا، وبعض البلدات في ريف درعا الغربي والتي ليس للميليشيات الإيرانية نفوذ فيها؛ وأبرزها الشجرة وحيط.

من جهة ثانية، قام الروس قبل أيام بتوزيع مساعدات وُصفت بـ”المخزية” في بلدة أم المياذن في ريف درعا الشرقي، تضمنت (نصف كيلو من السكر وكيلو واحد من الطحين وأشياء بسيطة جدا)، ونفس التوزيع جرى في بصرى الشام، وقبل يومين تم توزيع مساعدات مماثلة في بلدة سحم الجولان في ريف درعا الغربي. وقد أفادت المصادر أن توزيع المساعدات جاء لإثبات التواجد الروسي فقط، إلا أنه في حقيقة الأمر فالانسحاب الروسي حاصل فعليا من محافظة درعا.

قد يهمك:درعا.. نموذجٌ عن التسويات الفاشلة في سوريا

انتشار جديد للفرقة الرابعة يؤكد الانسحاب الروسي

في معلومات حصل عليها موقع “الحل نت”، من مصدر محلي في ريف درعا الشرقي، أكد من خلالها استبدالا للحواجز جرى اليوم الإثنين في ريف درعا الشرقي.

وأشار المصدر إلى أن قوات تابعة لـ”الفرقة الرابعة” المعروفة بتبعيتها للميليشيات الإيرانية، نشرت عناصرها على حواجز بالقرب من بلدتي الجيزة والمسيفرة في ريف درعا الشرقي، وذلك بعد انسحاب عناصر المخابرات الجوية من هذه الحواجز.

وبين المصدر أن النقاط التي انتشرت فيها “الفرقة الرابعة” هي مفرزة أمنية في بلدة الجيزة، والحاجز المعروف باسم “أبو جراح”، بالإضافة للحاجز الرباعي قرب بلدة المسيفرة وهو من أكبر حواجز ريف درعا الشرقي، كما قامت الفرقة الرابعة بإزالة كافة السواتر الترابية في المنطقة.

وتأكيدا للانسحاب الروسي، قال خبير في الشأن الروسي، لموقع “الحل نت”، في وقت سابق، أن روسيا تسحب جنودها الذين خاضوا معارك في سوريا وتمرسوا على القتال للزج بهم في جبهات محددة في أوكرانيا، وخاصة في دونباس وماريوبل.

إقرأ:إيران في الجنوب السوري: ما الذي يقلق الملك الأردني من ضعف النفوذ الروسي في سوريا؟

مؤشرات عديدة تؤكد أن الانسحاب الروسي من الجنوب بدأ فعلا وبشكل واضح، كما تشير المعلومات إلى أن انسحابات أخرى مماثلة ستجري في الجنوب ومناطق سورية أخرى، ما سيفتح الباب بشكل أوسع لتمدد إيران، ما قد ينتج عنه تصعيد محتمل في المرحلة المقبلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة