قالت باحثة سورية في مجال الإرهاب، إن ازدياد نشاط وحركة خلايا تنظيم “داعش” شمال شرقي سوريا، وحالات الاستعصاء داخل محتجزات التنظيم في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والاستنفار الأمني الجديد بمحيط سجن الرقة لمحتجزي “داعش”، مرتبط بالعملية التركية المحتملة شمال سوريا.

وأمس الأحد، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، أن ثلاثة من تنظيم “داعش” الإرهابي فروا من السجن المركزي في مدينة الرقة، وسط معلومات عن تمكن القوى القوى الأمنية من إلقاء القبض عليهم، يتزامن ذلك مع استمرار القوى الأمنية بالانتشار في محيط السجن الواقع شمال مدينة الرقة.

ولم تحصل “الحل نت” على تعليق من “قسد”، التي نفت حالات الفرار من سجن الرقة، عبر بيان على موقعها الرسمي، مؤكدة أن لا حالات فرار من السجن، وكذلك لم يشهد السجن أية حالات استعصاء، مشيرة إلى أن الإجراءات الأمنية بما فيها عمليات التمشيط الأخيرة تأتي في إطار الإجراءات الاحترازية الدورية لمراقبة محيط السجن والتأكد من الإجراءات الأمنية.

“بديلا عن العملية التركية”؟

الباحثة في مجال الإرهاب، لامار أركندي، قالت في حديث لموقع “الحل نت”، إن دلالات التوترات الأمنية والإجراءات الاحترازية في سجن الرقة الذي يحوي محتجزي “داعش” متعلقة بالرفض الدولي للعملية التركية شمال سوريا.

وأضافت أركندي، أن تركيا تسعى لخلق الفوضى في المنطقة من خلال زيادة نشاط خلايا “داعش” ومحاولات فك محتجزات مسلحي التنظيم في مناطق سيطرة “قسد”، كبديل لعمليتها العسكرية بعد الرفض الدولي لها.

وأشارت أركندي إلى أن تركيا فشلت في الحصول على ضوء أخضر لعمليتها حتى الآن، لذا تحاول تشتيت “قسد” وتوسيع دائرة الجبهات أمامها بين حماية السجون والقصف المكثف على جبهات منبح وتل رفعت بريف حلب الشمالي وتل تمر شمالي الحسكة.

هذه الجبهات وتوسيع رقعتها تضعف من جهود “قسد” في مكافحة الإرهاب وحماية السجون من حالات الاستعصاء والفرار التي قد تحصل في ظل ازدياد نشاط عمليات التنظيم، وهو ما تريده تركيا لتكرار سيناريو سجن “الصناعة” في الحسكة الذي حدث مطلع العام الحالي، بعد هجوم خطير للخلايا على السجن في محاولة لإعادة سيطرة التنظيم، وفق أركندي.

تسلل خلايا “داعش”

الباحثة في مجال الإرهاب، قالت إن خلايا “داعش” زادت من وتيرة عملياتها في مخيم “الهول” والسجون بعد التهديدات التركية لعمليتها الجديدة شمال سوريا، وسط عمليات التسلل لخلايا التنظيم من المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المدعومة منها إلى مناطق “قسد” شمال شرقي سوريا.

والخميس الفائت، ألقي القبض على هاني الكردي في عملية الإنزال التي نفذها “التحالف الدولي”، وهو قيادي في الصف الأول وخبير متفجرات وطائرات مسيرة، والذي كان يقطن مع مجموعته في منطقة خاضعة لسيطرة تركيا وفصائل المعارضة السورية المدعومة منها.

إلى ذلك اعتقلت القوات الخاصة لـ “قسد” مدعومة بمروحيات “التحالف الدولي”، قائد محلي بتنظيم “داعش” في قرية الحجنة بريف دير الزور الشمالي، بعد منتصف ليلة السبت – الأحد، والذي كان يعمل على نقل وتهريب عناصر التنظيم وتم إلقاء القبض عليه وبحوزته على أسلحة رشاشة ومسدس وبعض المعدات والوثائق.

كما نفذت “قسد” بدعم “التحالف الدولي”، عملية إنزال جوي على أحد المنازل بعد منتصف ليلة الجمعة – السبت، في قرية السعدة بريف الحسكة الجنوبي، واعتقلت أحد الأشخاص من داخل المنزل، يرجح تبعيته لتنظيم “داعش”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.