مع انخفاض المساحات المزروعة في سوريا، وجفاف عشرات الآلاف من هكتارات الأراضي الزراعية، وانخفاض مستويات الدعم الحكومي لمساعدة المزارعين في الإنتاج، بدأ بعض المعنيين يحذّرون من احتمالية ،أن يواجه القطاع الزراعية كارثة قد تهدّد المحاصيل للموسم المقبل.

تحذيرات من جفاف المحاصيل

العديد من المزارعين في مناطق الساحل السوري، ناشدوا الجهات المعنية الحكومية خلال الأيام الماضية، لمساعدتهم في تروية أراضيهم، وذلك بعد جفاف مساحات كبيرة منها، بسبب نقص المياه وعدم فتح دورات ري جديدة.

كما أكد المزارعون عجزهم عن شراء المحروقات، بسبب ندرتها، وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، ذلك في وقت لم تصل فيه مخصصات المزارعين من الحكومة، والتي يتم استخدامها لضخ المياه من الآبار.

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية الثلاثاء عن بعض الأهالي في مدينة جبل الساحلية قولهم، إن: “مقومات الزراعة باتت معدومة بشكل نهائي، وخاصة المازوت الزراعي المخصص للسقاية، ما يعرّضنا لمعاناة كبيرة، وخسائر زراعية ستؤدي لكارثة جفاف ،ولدمار الموسم ،ويباس كل أنواع المحاصيل، خاصة الصيفية التي تحتاج للسقاية بشكل دوري خلال الشهر الحالي والشهرين المقبلين“.

اقرأ أيضا: قوائم جديدة لرفع الأسعار في سوريا.. الإسمنت مرة ثانية؟

أزمة محروقات

وأكد المزارعون أن المازوت المدعوم، لم يصلهم منذ نحو شهر ونصف، حيث بقيت المحاصيل دون سقاية خلال هذه الفترة، وذلك بسبب اعتمادها على الآبار، والأنهار عبر ضخ المياه بواسطة محركات “دينمو”، تعمل على المازوت حصرا لاستجرار المياه إلى داخل الأراضي القريبة منها“.

كما تحدّث البعض عن اضطراره لشراء صهاريج المياه، لري الأراضي الزراعية، لا سيما المحاصيل الصيفية كالفليفلة والذرة والباذنجان، ما يرفع تكاليف الإنتاج ،وبالتالي انعكاس ذلك على الأسعار وقت الحصاد.

رئيس الرابطة الفلاحية في جبلة، محمد حسن أكد لـ“الوطن” أن الفلاحين الذين يستفيدون عادة من مازوت السقاية للمحركات المركبة على الآبار والأنهار، لم يتسلموا أي ليتر هذا الموسم أي “صفر ليتر منذ شهر أيار حتى تاريخه“، وطالب بإنقاذ المحصول، وخاصة المحاصيل الصيفية من اليباس.

موجة جفاف هي الأسوأ منذ عقود

وفضلا عن ارتفاع تكاليف الزراعة ساهمت موجات الجفاف بعزوف المزارعين عن زراعة أراضيهم، إذ بدأت التغييرات المناخية تلقي بظلالها على البيئة السورية، مهدّدة مصادر المياه، بعد التحذيرات، والتقارير التي أكدت أن البلاد توجه أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 70 عاما، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

الأسباب المذكورة تسببت، بتراجع الإنتاج في المحاصيل الزراعية الأساسية كالقطن، حيث كانت سوريا تنتج في عام 2011، أكثر من مليون طن من القطن، إلا أن هذا الإنتاج تراجع ليصل إلى 100 ألف طن في عام 2015، وأقل من 20 طن في عام 2021، مع تراجع المساحات المزروعة من 250 ألف إلى 35 ألف هكتار.

اقرأ أيضا: فساد في توزيع المازوت والبنزين في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.