لا تزال معدلات انتشار الفقر والجوع في مناطق شمال غرب سوريا، تتزايد يوما بعد يوم، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية كبيرة خلال الأشهر المقبلة، وخاصة بين العوائل المقيمة بمخيمات اللاجئين قرب الحدود السورية التركية، فيما تعاني تلك المخيمات من ارتفاع نسبة عدم الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات العاملة في المنطقة.

 عجز في القدرة الشرائية

محمد حلاج مدير فريق “منسقو استجابة سوريا” قال لموقع “الحل نت”، إن “نسبة العجز في القدرة الشرائية للمدنيين ازدادت خلال شهر حزيران/ يوليو المنصرم، مقارنة مع الأشهر الماضية، حيث ارتفعت الحدود الدنيا الأساسية”.

الحلاج أوضح خلال حديثه، أن “حد الفقر المعترف به ارتفع إلى قيمة 3,875 ليرة تركية، أما حد الفقر المدقع، ارتفع إلى قيمة 2580 ليرة، حيث بنيت تلك الأرقام على سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، وكمية الاحتياجات وارتفاع الأسعار، في مناطق شمال غرب سوريا”.

وأضاف الحلاج، أنه “بتلك الأرقام، ازداد حد الفقر إلى مستويات جديدة بنسبة 2.4 بالمئة، مما يرفع نسبة العائلات الواقعة تحت حد الفقر إلى 86.4 بالمئة، كما وصلت نسبة العائلات التي وصلت إلى حد الجوع 37.6 بالمئة، بعد ارتفاع نسبتها بمقدار 1.6 بالمئة، خلال شهر حزيران”.

الحلاج أشار إلى أن “الحدود الدنيا للأجور لا زالت متدنية، ولم تشهد أي زيادة ملحوظة، حيث تراوحت الزيادات مع تغير سعر الصرف بين 243-280 ليرة تركية، وبحسب المهن التي يعمل بها المدنيين”.

عجز في تقديم المساعدات 

الحلاج أورد في حديثه، أن” نسبة العجز الأساسي لعمليات الاستجابة الإنسانية التي تغطيها المنظمات ازدادت بمعدل 9 بالمئة خلال الشهر الماضي، ليصل إلى نسبة 53.3 بالمئة، بحسب إجمالي تغطية كافة القطاعات الإنسانية، وخاصة مخيمات اللاجئين شمال سوريا”.

واعتبر الحلاج، أن “المشكلة الأكبر حاليا، في حال لم يتم التوصل إلى حلول دولية لضمان استمرار عملية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود وتوقفها عن المنطقة، مما يزيد من معدلات الأرقام الحالية إلى مستويات جديد”.

وسبق أن أصدر “فريق منسقو استجابة سوريا” تقريرا، يوضح به أبرز الاحتياجات الخاصة بالمخيمات في شمال غرب سوريا، وقال إن 79 بالمئة من المخيمات تعيش أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين أن نحو 92 بالمئة من المخيمات تواجه أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.

ويبلغ عدد مخيّمات النازحين في شمال غربي سورية 1489مخيما، يسكنها نحو مليون ونصف مليون نازح، من بينها 496 مخيما عشوائيا.

واتهم محللون اقتصاديين في وقت سابق، “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصر سابقا)، بالوقوف وراء ارتفاع الأسعار المتكرر والكبير خلال الأشهر الماضية، في محافظة إدلب، عبر شركاتها المسيطرة على الأسواق الاقتصادية والتجارية، وفرضها للإتاوات التي أنهكت المدنيين المقيمين في مناطق سيطرتها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.