قرارات حكومة دمشق غير المدروسة، من رفع أسعار المحروقات تباعا من حين لآخر، فضلا عن عدم التزويد بالكميات اليومية المخصصة من المازوت لوسائل النقل (السرافس)، الأمر الذي قد يحدث أزمة مواصلات حادة، وخاصة خلال يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.

فمعظم سائقي السرافيس، امتنعوا عن شراء المازوت أو البنزين من السوق السوداء، حيث إنه غالي الثمن، ويتجاوز سعر الليتر الواحد من مادة المازوت 5 آلاف ليرة سورية، وبالتالي إما يرفعون سعر أجرة السرفيس، في حال تم شراؤها من السوق السوداء، وهنا سيخالف السائق الأجرة الرسمية، ودفع مخالفة في هذه الحالة، أو عدم العمل في هذين اليومين، وهو على ما يبدو ما قد اختاره معظم السائقين، لذلك لا تزال أزمة المواصلات مستمرة؛ الأمر الذي بات يؤرق السوريين بشكل كبير.

وعود حكومية “رنانة”

للأسبوع الثالث على التوالي لوحظ، يوم أمس السبت، غياب شبه كامل للسرافيس في خطوط المواصلات بدمشق، في وقت أكدت فيه معلومات رسمية في المحافظة لصحيفة “الوطن” المحلية، عدم حصول الميكروباصات “السرافيس” على مخصصاتها من مادة المازوت، ليبقى العمل ضمن الآلية السائدة لحين زيادة الكميات المخصصة للمحافظة.

ويأتي ذلك على الرغم من الإعلان الرسمي عن زيادة الكميات لمختلف المحافظات، وزيادة توزيع مادة البنزين إلى 4 ملايين ليتر وزيادة مادة المازوت إلى 4.5 ملايين ليتر مازوت يوميا بعد أن كان التوزيع سابقا لا يتجاوز 3.6 ملايين بنزين و4.2 ملايين ليتر مازوت يوميا، الأمر الذي سينعكس إيجابا على مدة انتظار رسائل البنزين وواقع توزيع المازوت، مع التأكيد أن العمل متواصل لتحقيق زيادات لاحقة.

وفي سياق متّصل، مصدر مسؤول في محافظة دمشق بيّن، أن الكميات من مادة المازوت لم تزدد لغاية الآن، وما زال العمل ضمن الآلية السابقة التي خُفّضت فيها الكميات إلى نحو 18 طلبا مقارنة مع عدد الطلبات السابق الذي تجاوز الـ 22 طلبا، وهو ما يجعل حجم التوزيع لا يفي بالاحتياجات اليومية وبالتالي حصول اختناقات، ونقص في المادة، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية.

ولم يستبعد المصدر ذاته حدوث تحسّن في المادة خلال هذا الأسبوع قبيل عيد الأضحى، معربا عن تفاؤله بعودة الطلبات لما كانت عليه، وحصول تحسّن ملحوظ على واقع المحروقات، وبالتالي انعكاس هذا الأمر على واقع التوزيع.
وكانت محافظة دمشق أعلنت لصحيفة “الوطن” المحلية، في التاسع من حزيران/يونيو الماضي، عن تخفيض الكميات المخصصة “عدد الطلبات” من مادة المازوت بنسبة تتراوح بين 25 و30 بالمئة، مع استثناء عدد من القطاعات التي تشكل أولوية كبيرة كالمشافي والأفران التي يستمر تزويدها بالمادة.

قد يهمك: سوق سوداء لبطاقات البنزين المدعوم في سوريا

التخفيف فقط من الأزمة!

في سياق متصل، أعلنت الشركة العامة للنقل الداخلي بدمشق أنه تم تخصيص 30 باصا لدمشق وريفها من الـ 100 باص الذين استلمتهم وزارة الإدارة المحلية يوم الأربعاء الماضي كمنحة مقدمة من الصين، وفقا لصحيفة “الوطن” المحلية.

وضمن هذا الإطار، بيّن مدير عام الشركة موريس حداد، أنه يتم العمل لتوزيع الباصات على الخطوط المناسبة الأكثر ازدحاما، وتأمين اللوجستيات، وبطاقات المحروقات للباصات الجديدة لتدخل إلى الخدمة بوقت قريب جدا.
وحسب حداد، فإن رفد الشركة بهذه الباصات سيسهم بالتخفيف من أزمة المواصلات علما أن الحاجة الفعلية للحد من الأزمة أكبر من ذلك، مشيرا إلى أن عدد الباصات التابعة للشركة حاليا يتجاوز الـ 95 باصا يعملون على عدد من الخطوط في دمشق وفي ريف دمشق.

فساد في توزيع المازوت والبنزين

بالرغم من إطلاق حكومة دمشق العديد من الوعود لإنهاء أزمة المواد النفطية المستمرة منذ أشهر، وذلك من خلال التأكيد على وصول ناقلتي نفط إلى الموانئ السورية، إلا أن ذلك لم ينعكس على الأزمة، حيث ما تزال مستمرة، فضلا عن الطوابير الطويلة على محطات الوقود في البلد.

صحيفة “الوطن” المحلية نقلت عن وزارة النفط السورية، تأكيدها في وقت سابق، أن عمليات توزيع المخصصات من المحروقات، بدأت منذ نحو أسبوع، حيث تم البدء بآلية توزيع 4 ملايين لتر من البنزين يوميا، و4.5 مليون لتر من مادة المازوت.

لكن من جانبه، أكد عضو مجلس الشعب السوري زهير تيناوي، وجود فساد في آليات توزيع البنزين والمازوت. وأضاف في تصريحات سابقة لـ“الوطن“: “الدليل على الفساد، هو أن هذه المواد متوافرة بكثرة في السوق السوداء لكنها ليست متوافرة لدى شركة “محروقات”، وهذا يشير إلى وجود خلل في التوزيع وهذا الخلل تتحمل مسؤوليته وزارة النفط والتموين”.

هذا فضلا عن عدم تقليص مُدة رسائل البنزين، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه مجددا لتجار السوق السوداء، الذين كالعادة استغلوا النقص في ضخ المادة من شركة محروقات ليرفعوا سعر(التنكة) لتتراوح اليوم بين 100 و150 ألف ليرة.

ولفت تيناوي، إلى أن الكميات التي أعلنت عن توزيعها وزارة النفط، لا تكفي لسد احتياجات البلاد من المحروقات، مشيرا إلى أن “أزمة النقص متواصلة ما سينعكس على المستهلك النهائي، وخصوصا أن سعر (تنكة) البنزين وصل في السوق السوداء اليوم لحدود 150 ألف ليرة، كما وصل سعر ليتر المازوت إلى 7 آلاف ليرة“.

وساهمت أزمة المحروقات مؤخرا في شلل شبه كامل لوسائل المواصلات، في ظل عزوف معظم السائقين عن العمل، بدعوى عدم تلقيهم لمخصصاتهم في المحروقات، فضلا عن ارتفاع كافة أسعار السلع، والمواد الأساسية التي يعتمد إنتاجها بشكل أساسي على المحروقات والكهرباء.

قد يهمك: البنزين يُفرغ جيوب السوريين.. رسوم وضرائب جباية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.