في خطوة تصعيدية تعكس هشاشة الوضع الأمني بداخل أحياء سيطرة الحكومة السورية في مدينة دير الزور شرقي سوريا، تزايدت درجة الاحتقان بين عناصر الشرطة وميليشيا “الدفاع الوطني” المدعومة روسيا، بعد الاشتباكات الأخيرة التي وقعت بينهم في حي الجورة، والتي أسفرت عن سقوط جرحى من الطرفين.

أسباب الاشتباك

مراسل “الحل نت” أفاد بأن مجموعة من عناصر “الدفاع الوطني”، اقتحمت مخفر الشرطة في حي الثورة قبل ثلاثة أيام، واعتدت بالضرب المبرح على أربعة عناصر، ما أسفر عن إصابتهم بجروح بليغة، أسعفوا على إثرها لتلقي العلاج.

مضيفا أن الحادثة تسببت باندلاع اشتباك مسلح بين الشرطة وعناصر “الدفاع” في حي الجورة، خلف أضرار مادية في ممتلكات الأهالي.

موضحا بأن بداية الاشتباك سببه، قيام عناصر الشرطة بحجز دراجات نارية غير مسجلة لعناصر من “الدفاع الوطني”، خلال حملة لمصادرة الدراجات النارية المخالفة والغير مسجلة في الدوائر الحكومية.

إقرأ:حدائق دير الزور تتحول إلى مقرات ومراكز تدريب إيرانية

الروس ورائهم

عنصر من الشرطة، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، قال لـ “الحل نت” إن عناصر “الدفاع الوطني” يستمدون سلطتهم من الروس، فلا أحد يستطيع الوقوف في وجههم، موضحا بأن قائد مجموعة “الدفاع الوطني” التي هاجمت مقر الشرطة يدعى “أبو عرب”، قد تم تكريمه من قبل الشرطة العسكرية الروسية قبل عدة أشهر، لتفانيه في العمل على حد وصفهم.

وأشار إلى أن مجموعة من “الدفاع الوطني”، اقتحمت مقر الشرطة في حي هرابش منتصف أيار/مايو الفائت، بعد اعتقال الشرطة لأحد أقارب عناصر “الدفاع” في الحي على خلفية تعديه على بائع خضار، حيث قاموا بإخراجه مهددين بإحراق المقر في حال عدم الاستجابة، دون أي تدخل من الأجهزة الأمنية، لردعهم ووضع حد لتجاوزاتهم.

اشتباكات مع الإيرانيين

تتكرر الاشتباكات المسلحة أيضا بين الميليشيات الإيرانية وبين “الدفاع الوطني” لأسباب عدة أبرزها مناطق النفوذ والسيطرة أو خلافات شخصية بين العناصر، حيث كان آخرها، 29 حزيران/يونيو الفائت، إذ وقع اشتباك مسلح بين عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني”، وعناصر من “الحرس الثوري” الإيراني، في بلدة الصالحية بريف مدينة البوكمال (شرقي دير الزور)، أسفر عن وقوع إصابات من الطرفين، إضافة لجرح مدني وابنه أيضا، كانوا على مقربة من المكان.

مصادر محلية أفادت لـ “الحل نت” بأن أسباب الاشتباك تعود إلى قيام حاجز لـ “الدفاع الوطني” بإطلاق النار على سيارة لعناصر من “الحرس الثوري”، لعدم توقفهم للتفتيش على الحاجز.

قد يهمك:ارتفاع الأسعار يحرم الأطفال لباس العيد في دير الزور

ويواجه المدنيين القاطنين ضمن مناطق سيطرة القوات الحكومية والمليشيات الإيرانيّة في محافظة دير الزور، ظروفا معيشية صعبة، ذلك أن تلك القوات تتحكم بكافة تفاصيل حياتهم، إلى جانب انعدام الأمن في المنطقة لكثرة الاقتتالات بين جميع القوى المسيطرة، والتي غالبا ما يكون ضحيتها مدنيين دون اكتراث لأمرهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.