الأنترنت في سوريا، يعاني من ضعف منذ عدة سنوات، على الرغم من الوعود الحكومية المستمرة بتحسينه، ولكن في كل مرة تحاول الحكومة اختلاق مبررات لمواجه الضعف في الشبكة، ليكون المبرر الأخير أن مشاكل الإنترنت سببها فردي.

المواطن يتحمل المسؤولية

تقرير لـ”تلفزيون الخبر” المحلي، نقل عن مدير شؤون الشركة السورية للاتصالات حيدرعيد، أن الإنترنت جيد في البلاد والمشاكل الموجودة هي مشاكل فردية، مضيفا أن الانترنت بشكل عام جيد ولا يوجد أي مشكلة عامة، وفي حال وجود أي مشكلة فردية يمكن للمشترك تسجيل شكوى على الرقم 100 لتتم معالجتها من قبل الورشات الفنية.

ونقل التقرير عن عيد، محاولاته توضيح الأسباب التي تسبب ضعف الانترنت ومن بينها، أعطال في الشبكة النحاسية الواصلة إلى منزل المشترك، وأغلب المشاكل في هذا المقطع، كونه عرضة لمجالات التحريض الكهرطيسي وتماس الأسلاك الكهربائية.

وأضاف عيد، أن هناك أسباب تتعلق بالمشتركين والتمديدات الداخلية ضمن المنزل، وعدد مستخدمي الانترنت في المنزل بالإضافة لتعرض مودم المشترك “الراوتر” للاختراق والتعديل في الاعدادات، كما تتعرض بعض الشبكات اللاسلكية للاختراق، والسرقة من الجوار واستخدامها بشكل غير مشروع.

وأشار عيد، إلى أن خدمات الاتصالات والانترنت لا علاقة لها بانقطاع الّتيار الكهربائي وقلة المحروقات، حيث يتم تشغيل تجهيزات الاتصالات في المراكز الهاتفية من خلال مجموعات التّوليد الاحتياطية.

إقرأ:سوريا.. إنترنت ضعيف وخدمات جديدة غير قابلة للتطبيق

الحرية المقيدة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أن حرية الإنترنت في سوريا مقيدة بشدة، بسبب القمع الحكومي للمعارضة وآثار الحرب المستمرة منذ سنوات. كما نفذت الحكومة خطة لـ “تقنين الإنترنت”، حيث قيدت من كمية البيانات التي يمكن للمواطنين استخدامها كل شهر، فضلا عن تكلفتها الكبيرة، وكذلك باقات الإنترنت المتوفرة على شرائح شبكات الهاتف المحمول محدودة (السيريتل على سبيل المثال) ومكلفة للغاية مقارنة بدخل المواطنين، إذا أرادوا شراء كمية جيدة من باقات الإنترنت. لذلك يعاني المواطن السوري اليوم من خدمة الإنترنت سواء كانت بطيئة أو محدودة أو مكلفة الثمن.

ويعاني الكثير من السوريين خصوصا الذين يمتلكون هواتف بكابلات ضوئية من غياب الإنترنت، والاتصالات بسبب التقنين، حيث تعمل الاتصالات والإنترنت خلال نصف ساعة التغذية، وتستمر لمدة نصف ساعة أخرى بعدها، ثم تغيب حتى يأتي موعد الوصل القادم.

ومنذ سنوات عديدة، تأثرت جميع المناطق في سوريا ولا سيما التي تسيطر عليها الحكومة السورية بانقطاع التيار الكهربائي، والذي يستمر في بعض الأماكن لمدة عشرين ساعة يوميا في الأشهر الأخيرة، في حين عجزت سلطات الدولة عن جميع أزماتها.

المدرس، عمر الهوارنة، أوضح في حديث سابق لـ”الحل نت”، إن الإعلان عن تشغيل تقنية جديدة ليست موجودة حتى في دول الجوار “ضرب من الخيال”. إذ يعاني الناس باستمرار بسبب نقص الطاقة في البلاد. وهناك طلبات مستمرة للحكومة السورية ووزارة الكهرباء لإيجاد حلول للوضع، رغم عدم قدرة الحكومة ووزارة الكهرباء على إصلاح هذا القطاع.

وأضاف الهوارنة، أنه لا يوجد وصول منتظم إلى الإنترنت في سوريا، بسبب تهالك المعدات لدى مشغلات الاتصالات، التي لم تحدث منذ أكثر من 10 سنوات. في حين استبعد قدرتها على تأمين المستلزمات الجديدة بسبب العقوبات المفروضة على شركات الشحن والطاقة.

قد يهمك:من “العصر الحجري” في سوريا إلى إنترنت الكوابل الضوئية.. ما حقيقة ذلك؟

يشار إلى أنه وفقا لـ”إنترنت وورد ستيتس”، وهي شركة تقدم إحصاءات الاستخدام والسكان، في عام 2016، اتصل 250.502.5 أي 29.6 فقط من سكان سوريا بالإنترنت بانتظام. وهذا الرقم يزيد بنسبة 10 بالمئة عن عام 2009. عندما كان 16.4 بالمئة فقط لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت في سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.