درعا وفي الأيام الأخيرة تشهد تحركات أمنية وعسكرية في مختلف مناطق المحافظة، إذ تشير المعطيات إلى تخوف الأجهزة الأمنية من تطورات مضادة لدمشق، بالإضافة إلى محاولات لخلق توتر جديدة ،تستطيع دمشق من خلاله القيام بتحركات عسكرية جديدة.

حواجز مفاجئة

مصادر محلية في درعا، كشفت لـ”الحل نت” عن قيام الأجهزة الأمنية بنصب حواجز بشكل مفاجئ على الطرق الواصلة بين المدن والبلدات، وفي داخل المدن، وبالقرب من القطع العسكرية المهمة.

فيوم أمس الثلاثاء، قامت قوة أمنية مشتركة من عدة فروع أمنية، بنصب حاجز بشكل مفاجئ بين بلدتي المليحة الغربية والمليحة الشرقية، حيث قام عناصر الحاجز بإجراء تفتيش دقيق على هويات المارة وعلى السيارات.

وفي نفس الوقت، قامت قوة أمنية مشابهة بنصب حاجز مؤقت بالقرب من اللواء 52 المجاور لمدينة الحراك، وبلدات أخرى في ريف درعا الشرقي من بينها بلدة رخم، وأيضا قامت بتفتيش دقيق لكل السيارات والمارة في المنطقة.

وسبق ذلك بيوم واحد، قيام دوريات أمنية مشتركة بالدخول بشكل مفاجئ لمدينة نوى، أكبر مدن المحافظة، ونصب حواجز في عدة أحياء وتفتيش المواطنين بشكل دقيق.

وخلال الأسبوع الماضي، قامت مجموعة محلية تابعة للأمن العسكري، بنصب حواجز على مداخل ومخارج بلدة إبطع في ريف درعا الأوسط، وقامت بتفتيش الهويات للمارين بحثا عن مجموعة تم اتهامها بتصفية عناصر تابعين للمجموعة المعروف بمجموعة “أبو حرب”.

إقرأ:درعا في مواجهة العطش وصهريج الماء بـ45 ألف ليرة

تدقيق دون اعتقالات!

من اللافت أن عمليات التفتيش التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في مناطق من درعا تتم دون اعتقالات، وهذا يخالف تماما ما اعتادت هذه الأجهزة القيام به، ما يدفع للتساؤل حول أسباب إنشاء هذه الحواجز.

مصدر مطلع من درعا، أشار خلال حديثه لـ”الحل نت”، إلى جملة من الأسباب ترتبط بعمليات التفتيش، من بينها إثبات وجود، حيث تسعى دمشق لإثبات وجودها مؤخرا في المحافظة، ولكن دون عمليات اعتقال لإيهام المراقبين باستتباب الأمن، وسط معلومات “غير مؤكدة” عن إمكانية قيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة مفاجئة للمحافظة، على غرار زيارته لحلب مؤخرا.

ومن جهة ثانية، فإن بعض الحواجز، تتعلق بمرور بعض القيادات المهمة للميليشيات في المنطقة، وخاصة قرب اللواء 52، إذ تشير تسريبات إلى حدوث اجتماع مؤخرا داخل قيادة اللواء بين ضباط سوريين، وقادة في حزب الله، من بينهم القيادي رغيد قاسم، وهو المسؤول عن عملية نقل الميليشيات إلى مطار الثعلة العسكري في السويداء، حيث يقيم قاسم في المساكن العسكرية التابعة للمطار لعدم لفت الانتباه، بحسب المصدر.

ومن جهة أخرى، أوضح المصدر أنه يجري في الأيام الأخيرة استهداف ممنهج لعناصر الأمن العسكري في المحافظة، لذلك تحاول الأجهزة الأمنية تحديد الجهات التي تنفذ الهجمات من خلال جمع أكبر قدر من المعلومات من خلال الحواجز، بالإضافة لملاحقة أشخاص محددين.

ففي مطلع تموز/يوليو الحالي، تم اغتيال كل من، وسام سعد النصيرات، وضياء قاسم العياش، وهما من مجموعة “أبو حرب” التي أقامت حواجز في بلدة إبطع، وجرت محاولة في اليوم اغتيال عنصرين آخرين من نفس المجموعة.
ويوم أمس، وبعد يوم واحد على تسيير دوريات أمنية في مدينة نوى، قامت مجموعة باغتيال حسام الشامي في المدينة، وهو أحد المنتسبين لفرع الأمن العسكري في المحافظة.

قد يهمك:استهداف ممنهج لمروجي المخدرات في درعا.. من يقف وراءه؟

هل هناك عمل عسكري في المحافظة؟

في مطلع الشهر الحالي، وفي مدينة جاسم، تمت تصفية القيادي السابق في المعارضة، كنان العيد، حيث تمت عملية التصفية من قبل مجموعة مكونة من نحو 15 شخص ملثم، قاموا باقتحام منزل العيد وإطلاق النار على من كان في الداخل.

وحسب مصدر خاص لـ”الحل نت”، فإن الملثمين أطلقوا النار بكثافة على العيد حتى تأكدوا من مقتله، وبعد قتله، وقفوا نحو 10 دقائق أمام منزله وبدأوا بترديد التكبيرات، مشيرا إلى أن منفذي الهجوم عناصر تابعون لتنظيم “داعش”.

وأوضح المصدر، أن اغتيال العيد يأتي بعد عدة أيام من الاجتماع الذي عُقد في الإمارات لمناقشة إنشاء منطقة عازلة في الجنوب، مشيرا إلى الترابط الكبير بين الأجهزة الأمنية والتنظيم في درعا، الذي بات أداة للتصفية بيد الأجهزة الأمنية والميليشيات.

ومن ناحية أخرى، تستغل دمشق فزاعة “داعش” في محاولة لاقتحام نحو 7 مدن وبلدات في محافظة درعا خلال الفترة القادمة، من بينها جاسم، ودرعا البلد التي طلبت اللجنة الأمنية من أهلها قبل أيام طرد “الدواعش” المتواجدين فيها، بحسب ما تسرب من معلومات، في حين يؤكد الأهالي عدم وجود أي “داعشي” في الحي، وإنما تريد دمشق مبررا لوجود عسكري أكبر في المنطقة، وبالقرب من معبر الرمثا الحدودي مع الأردن، خاصة مع الانشغال الروسي بغزو أوكرانيا.

وبحسب معلومات “الحل نت”، فقد استقدمت دمشق قوات عسكرية إلى محيط مدينة جاسم مؤخرا، كما تقوم بتعزيز مواقعها بالقرب من مدينة درعا.

إقرأ:درعا.. نموذجٌ عن التسويات الفاشلة في سوريا

كل الاحتمالات ممكنة الحدوث في درعا، التي تعتبر أكثر المناطق السورية معارضة لدمشق، على الرغم من عمليتي التسوية السابقتين، وسط رغبة من دمشق وإيران ببسط النفوذ الكامل فيها، والقضاء على أي معارضة لهما بأي شكل كان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.