ضمن إطار تعزيز تواجد النفوذ الإيراني في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، تسعى طهران لاستغلال حاجة السكان المادية هناك وتدني ظروفهم المعيشية، من خلال توزيع المعونات الغذائية عليهم، وإجراء الرحلات إلى المزارات والمراقد التي أنشأتها حديثا في المنطقة، إضافة للمنح الدراسية التي تقدمها للأطفال والشبان من أجل الدراسة في إيران.

“الحل نت” رصد آخر نشاط لها بداخل مدينة دير الزور، حيث أقدم “المركز الثقافي” الإيراني خلال الأيام القليلة الماضية، على منح الطلاب المتفوقين في الشهادة الثانوية العامة، منح للدراسة في جامعات إيران.

أهداف بعيدة

الصحفي عبيدة عبد الرحمن، أفاد لـ “الحل نت” بأن إيران تحاول من خلال تلك المنح الدراسية، تنفيذ مشاريع تضمن بقاءها مستقبلا في المنطقة، حتى إذا رحلت عسكريا، مركزة بذلك على الشبان والأطفال.

مضيفا أن الحاج صادق (مسؤول المركز الثقافي في المدينة) اجتمع بطلاب الشهادة الثانوية المتفوقين قبل عدة أيام، وقدم لهم مبالغ مالية، إلى جانب المنح الدراسية التي تخولهم السفر إلى إيران للدراسة هناك.

وأشار المتحدث إلى دور عملاء إيران المحليين أيضا والذين يقومون بين الحين والآخر بتوزيع الهدايا والألعاب على الأطفال، حيث شهد مطلع الأسبوع الفائت، توزيع حقائب مدرسية على الأطفال كتب عليها “قربان الحسين” تضمنت بعض الأقلام والدفاتر، إضافة لسلة غذائية، وذلك أثناء نشاط ترفيهي أجري لهم في حديقة “كراميش” بحضور “الحاج سلمان” (متزعم ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في مدينة الميادين).

كما أقدمت منظمة “جهاد البناء” الإيرانية، الثلاثاء الفائت، على توزيع سلل غذائية على المدنيين في أحياء الجورة والقصور، في محاولة منها لكسب ودهم.

إقرأ:ارتفاع الأسعار يحرم الأطفال لباس العيد في دير الزور

توظيف بعد التخرج

معيد في جامعة الفرات، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، قال لـ “الحل نت” إن المنح الدراسية التي تقدمها إيران للطلاب السوريين من خلال “المركز الثقافي” الإيراني، نوعان الأولى، منحة كاملة تُعطى للمتفوقين، وتشمل مصاريف الدراسة والسكن، إضافة إلى راتب شهري حتى موعد التخرج، أما الثانية فيحصل عليها الأقل تفوقا، وتشمل تكاليف الدراسة والسكن فقط. موضحا بأن عدد كبير من الطلاب يسعى للالتحاق بهذه الجامعات، بسبب الظروف المعيشية المتدنية التي يعيشونها.

وأضاف أن “المراكز الثقافية” الإيرانية على العموم، تهدف بشكل رئيسي إلى ترويج مشاريع إيران في سوريا، كما تعمل على استقطاب الطلاب المتفوقين في المرحلة الثانوية للدراسة في الجامعات الإيرانية، بمختلف الأنشطة التي تجذبهم، ومن بين المغريات التي تقدم للطلاب عند لقائهم بموظفي “المركز الثقافي”، عروض عمل مُتاحة في المستقبل، لخريجي الجامعات الإيرانية، ودارسي اللغة الفارسية، وذلك ضمن المشاريع الإيرانية المختلفة في سوريا، مثل الحراسة الأمنية للمنشآت الإيرانية أو مشاريع الطاقة والاستثمارات.

قد يهمك:حدائق دير الزور تتحول إلى مقرات ومراكز تدريب إيرانية

هذا وتواصل إيران نشاطاتها التي تهدف إلى نشر التشّيع وفرض نفوذها على عموم محافظة دير الزور، وفقا لتسهيلات تقدمها الحكومة السورية للميليشيات الإيرانية، والتي باتت تسيطر فعليا على أهم مدن المحافظة ولا سيما مدينة البوكمال والميادين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة