لا تزال السوق العقارية في سوريا تعاني من حالة عدم استقرار، ونتيجة للأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها السوريون، أصبح امتلاك مسكن في سوريا من الأمور شبه المستحيلة نتيجة ارتفاع أسعار العقارات، ما دفع مستثمرين لإنشاء شركات للتمويل العقاري، ولكن حتى الآن لم يتم ترخيص أي شركة، ليبرز تساؤل حول عدم وجود شركات من هذا النوع في سوريا.

سوق غير مستقرة

تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية اليوم الأحد، نقل عن مدير عام هيئة الإشراف على التمويل العقاري، انتصار ياسين، أنه راجع الهيئة خلال الفترة الماضية عدد من المستثمرين، وأظهروا رغبة في الترخيص لشركات تمويل عقاري ومنهم مستثمرون محليون وعرب.

واعتبرت ياسين، أن الهيئة تعمل على التشجيع لترخيص شركات تمويل عقاري من خلال إعادة دراسة القوانين والقرارات التنظيمية المتعلقة بترخيص شركات التمويل العقاري، لتذليل الصعوبات والعقبات التي حالت دون ترخيصها، وإعادة تمويل عقاري لغاية الآن، في إشارة منها إلى أن إجراءات وخطوات تأسيس هذه الشركات لا تزال معقدة، ومبينة وجود دراسة إمكانية مساهمة المصارف العاملة في ترخيص شركات تمويل عقاري، وفق القوانين والأنظمة ذات العلاقة، إضافة إلى دراسة إمكانية استثمار فائض السيولة لدى بعض الجهات العامة من خلال مساهمتها في ترخيص مثل هذه الشركات، وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالتأسيس قدر الإمكان وبما لا يخالف القوانين والأنظمة ذات العلاقة.

وهذا ما يعتبره مختصون، عائقا إذ يجب أن تكون هذه الشركات مستقلة من أجل القدرة على المنافسة وتقديم عروض تناسب المواطنين، أما ربطها بالمصارف التمويلية السورية، والجهات العامة يفقدها القدرة على دخول السوق، ويبقي الأسعار مرتفعة بالنسبة للمواطنين.

وحول عدم إحداث شركات تمويل عقاري حتى الآن، اعتبر الخبير في الاقتصاد الهندسي، محمد الجلالي، أن عدم استقرار السوق والنشاط الاقتصادي وتبدلات سعر الصرف خلال الفترة الماضية حدّ من رغبة المستثمرين، في إحداث شركات للتمويل العقاري وخاصة أن هذه الشركات تحتاج لملاءة مالية عالية تعتمد على أموال المساهمين والمودّعين، بحسب الصحيفة.

إقرأ:أسعار العقارات في دمشق أغلى من لندن.. ما القصة؟

ركود عالمي في سوق العقارات

تقرير سابق لـ”الحل نت”، بين أن بيع وشراء العقارات في سوريا شهد ركودا منذ عدة أشهر، وفق الخبير في الاقتصاد الهندسي، محمد الجلالي، والذي قال إن هذا الوضع ممتد إلى خارج سوريا وتفاقم بسبب الأزمة الأوكرانية.

وأشار التقرير، إلى أن تراجع الطلب على العقارات أدى إلى تراجع أسعار السوق، وهو ما تشهده أغلب الدول، في حين أن القيم العقارية لا تزال أقل بنسبة تتراوح بين 20 و30 بالمئة عما كانت عليه قبل عام 2011، فعلى سبيل المثال، الآن الشقة التي كانت تباع سابقا بمبلغ 100 ألف دولار، قيمتها الحالية 70 ألف دولار، إلا أن المواطن يرى أن سعر العقارات مرتفع، لأن دخله بالليرة السورية وليس بالقطع الأجنبي.

وأكد التقرير، على أن حركة البناء تقتصر حاليا على عدد قليل من الجمعيات السكنية، وأنها بالعموم بطيئة جدا بسبب ارتفاع الأسعار والتكاليف، لافتا إلى أن مشروع “الماروتا سيتي” الذي انطلق منذ نحو سبع سنوات، يشهد حركة عمرانية ضعيفة لا تتماشى مع ما وعدت به المحافظة.

وحول حالة التناقض في أسعار العقارات في سوريا، أوضح التقرير، أن أسعار العقارات في مناطق العشوائيات أو الريف تعتبر منطقية وقريبة من التكاليف لكن في المناطق الراقية مثل المالكي وأبو رمانة، والتي لا تبعد أحيانا سوى عدة كيلومترات عن مناطق العشوائيات يمكن شراء عشرة عقارات، أو أكثر بسعر شقة واحدة في هذه المناطق، وهذه الظاهرة غير موجودة بأي دولة في العالم.

قد يهمك:سوريا.. تبييض أموال أمراء الحرب من خلال سوق العقارات

الركود وقرارات الحكومة

تقرير “الحل نت” أوضح أن سوق العقارات في سوريا، يتأثر بعدة عوامل مرتبطة بشكل غير مباشر بالهجرة من جهة، وإصدار الحكومة السورية تعديلات على قوانين المالية العقارية من جهة أخرى. إلا أن خبراء اقتصاديون أكدوا في وقت سابق، أن أسعار العقارات في دمشق لا تزال شبه ثابتة، وسبب ارتفاع أسعارها هو، انخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية أي أن هذا الارتفاع غير حقيقي.

وكانت القرارات الأخيرة حول رخص البناء التي أقرتها وزارة الأشغال العامة والإسكان، والتي أثارت عاصفة من الجدل في قطاع المقاولات، ووصفت من قِبل العمال السوريون، بأنها تحافظ على وضعهم المتوقف وتفاقم الأعباء المادية على المقاولين في سوريا، لا سيما بعد رفع رسومها إلى 200 بالمئة، سببا آخر في توقف حركة البناء والبيوع العقارية في سوريا.

إقرأ:أسباب جديدة لارتفاع أسعار العقارات في سوريا

ومن الجدير بالذكر، أنه قياسا على سعر صرف الليرة السورية، فقد ارتفعت أسعار العقارات في دمشق بشكل غير مسبوق، إذ بات متوسط سعر المنزل بمساحة 100- 120 متر مربع يبلغ نحو 1,5 مليار ليرة سورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة