في حالات فريدة من نوعها تحدث بين الحين والآخر على شواطئ الساحل السوري، حيث تداولت صفحات للتواصل الاجتماعي مؤخرا صورا لأسماك تم اصطيادها من الأنواع النادرة والغريبة عن الصيادين وعامة الناس، كما تم تداول صور وفيديوهات تظهر الحيتان والدلافين على الساحل السوري.
وكان آخر هذه الحالات، اصطياد فردين من نوع سمكة “الببغاء” النادرة، يوم الإثنين الماضي، في مدينة بانياس بريف طرطوس الساحلي، وتداول صور للأسماك، وتم ذكرها على أنها نادرة جدا.
أول مرة في 2018
وعن ماهية السمكة، كشف أستاذ علوم البحار والباحث في المعهد العالي للبحوث البحرية في جامعة “تشرين” أمير إبراهيم، لموقع “أثر برس” المحلي، اليوم الأربعاء، أن “سمكة الببغاء ليست نادرة، فقد تم تسجيل أول ظهور لها في المياه السورية عام 2018، وهي قادمة إلى مياهنا عن طريق قناة السويس”.
وأردف إبراهيم: “التأكد من أن سمكة الببغاء مستوطنة في مياهنا أو أنها تأتي إلينا باستمرار عبر التيارات البحرية، أمر بحاجة إلى دراسات وبحوث بشكل عميق ومستفيض”، مستعربا: “إذا تم توثيق وجودها بمراحل عمرية متدرجة فهذا يعني أنها مستوطنة وتتكاثر في مياهنا، أما إذا كانت جميعها، كما تم رؤيتها مؤخرا، بنفس الأطوال، فهذا يدل على أنها قادمة إلينا عبر التيارات البحرية”.
صالحة للأكل
أشار إبراهيم، إلى أن سمكة “الببغاء” من أنواع الأسماك التي تعيش في المياه الدافئة أصلها البحر الأحمر، والتي تنتقل إلى البحر المتوسط بسبب التغيرات المناخية، وارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط، مبيّنا أنها صالحة للأكل.
ونوّه إبراهيم، إلى أن الهيئة العامة للثروة السمكية حظّرت على الصيادين صيد الأحجام الصغيرة للأسماك “البذرة” مهما كان نوعها، وذلك حرصا على وجودها في المياه، موضحا في الوقت ذاته أن الصياد لا يستطيع تقصّد اصطياد نوع معين من السمك دون غيره، لأنه عندما يرمي شباكه في البحر لا يعرف ماذا ستطرح له الشباك المحددة بفتحات معينة، حتى لا يتم صيد الأسماك الصغيرة، عندما يسحبها من المياه.
من جانبه، الصياد فراس رحمون، أفاد للموقع المحلي، أنه تم بيع “فردي” لسمكة “الببغاء” في المزاد بسعر 42 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، لافتا إلى أن وزن كل “فرد” بلغ 2.5 كيلوغرام.
وأضاف رحمون، هي المرة الأولى التي يتم اصطياد سمكة “الببغاء” بوزن 2.5 كيلوغرام، مشيرا أنه في العادة يتم اصطيادها بوزن نصف كيلو أو 300 غرام، وذلك بالصدفة بين فترات طويلة.
هذا وتعتبر سمكة الببغاء، التي يعد البحر الأحمر موطنها الأصلي، مهمة جدا لتجديد البيئة حيث تأكل الطحالب والشعاب المرجانية الميتة، فضلا عن أنها تقوم بقضم الصخور محولة إياها إلى رمال.
قد يهمك: “أم عين“.. سمكة بمليون ليرة سوريّة
دلافين وحيتان في السواحل السورية
تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، مؤخرا، أشار إلى تداول صفحات للتواصل الاجتماعي مؤخرا فيديو يظهر دلافين تسبح على سطح مياه البحر في منطقة البسيط بريف اللاذقية، فيما وصف البعض وجودها في المياه السورية بالحالة النادرة، في حين أكد خبراء بأنها موجودة في المياه السورية منذ سنوات ولا تهاجم أحدا.
ونقل الموقع عن رئيس الجمعية السورية لحماية البيئة المائية وأستاذ علم الأسماك والبيئة البحرية في كلية الزراعة بجامعة “تشرين”، أديب سعد، “تعتبر الدلافين من الكائنات البحرية التي تسهم في تحقيق التوازن البيئي البحري، وهي موجودة في المياه السورية منذ سنوات عدة، تم توثيق وجودها من قبل مختصين في البيئة البحرية السورية”، مبينا أن وجودها يشكّل عنصرا مهما في التنوع الحيوي للكائنات البحرية، وفي المخزون الوراثي للأنواع الحية البحرية.
وفي تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى تداول لمقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر حوتا ضخما بالقرب من سطح مياه البحر قبالة سواحل طرطوس، وهو ما أغضب الكثيرين الذين حبسوا أنفاسهم خوفا من اقترابه من الشواطئ أو مباغتته للسبّاحين أو الصيادين في البحر.
وأضاف التقرير، أن هذا الحوت بالذات شوهد بالقرب من سواحل طرطوس، وهي المرة الأولى التي يصل فيها مثل هذا النوع من الحيتان، وبهذا الحجم الضخم إلى سواحل شرق البحر المتوسط، وتحديدا لبنان وسوريا.
ونقل التقرير، تصريحا للمحاضر في “المعهد العالي للبحوث البحرية” في جامعة “تشرين” والاختصاصي في إدارة المصائد السمكية، فراس الشاوي، بأن الحوت موجود في البحر المتوسط، ورؤيته ليست حالة نادرة أو جديدة”، معيدا إلى الأذهان حادثة العثور على حوت نافق بطول 3 أمتار على شواطئ بانياس بريف طرطوس عام 2021.
وأضاف الشاوي، أن رؤية الحيتان أمر طبيعي، وبالنسبة للحيتان الضخمة فتكون سابحة في البحر المتوسط، حيث تقوم بالتكاثر في البحر المتوسط ومن ثم تعود إلى القطب الشمالي، كما ودعا الشاوي، المواطنين إلى عدم الخوف من تداول صور لحيتان في البحر، مؤكدا أن الحوت من الأنواع الوديعة التي لا تهاجم أحدا، ولا تقترب من المياه الضحلة.
كائنات غريبة
مناطق الساحل السوري شهدت خلال الأسابيع الماضية، اصطياد العديد من الأسماك العملاقة، أبرزها، سمكة “القمر العملاقة“، أو “السمكة القمرية“. وهي من أنواع السمك التي تعيش في المحيطات وأعماق البحار.
وأظهرت تسجيلات مصورة، تم تداولها عبر منصات للتواصل الاجتماعي، رافعة تقوم بنقل السمكة التي تزيد نحو 1000 كغ من ميناء جبلة.
وتعد السمكة القمرية من الأنواع المهددة بالانقراض، وتعيش في المياه العميقة، وأحيانا تظهر قريبة من سطح المياه عند بحثها عن الطعام، أو أثناء ملاحقة أسراب الأسماك الصغيرة.
كذلك، شهدت شواطئ بانياس في بدايات حزيران/يونيو الماضي غزو لكائنات بحرية هلامية المظهر، الأمر الذي أثار مخاوف وتساؤلات عدة بين السكان، من مرتادي البحر حول ماهية هذا المخلوق البحري المستجد ومخاطره، ليتبيّن لاحقا أنه نوع خطر من القناديل يسمّى بـ “القنديل المشطي”.
قد يهمك: دلافين وحيتان في السواحل السورية.. ما قصتهم؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.