على الرغم من التطورات الأخيرة التي شهدتها محافظتي درعا والسويداء في جنوب سوريا، والتي أفضت إلى حلول مؤقتة في درعا وهدوء نسبي في السويداء، إلا أن التصعيد في المحافظتين لم ينته بعد، فلا تزال الأجواء مشحونة بالتوتر، مع احتمالات لتغير الأحداث في أي وقت.

هدوء نسبي في درعا

مصدر محلي في طفس، نقل لـ”الحل نت”، تصريح المتحدث باسم لجنة التفاوض في مدينة طفس، حسين الزعبي، الذي أكد على التوصل اليوم الخميس، إلى صيغة توافقية مع ضباط الجيش السوري، حول مدينة طفس، تفضي بوقف فوري لإطلاق النار في المدينة، مبينا أن الاتفاق يقضي أيضاً بإخراج بعض الشخصيات المطلوبة للنظام من مدينة طفس، شريطة انسحاب قوات النظام من محيط طفس خلال الساعات القادمة، وقد صدر بيان رسمي بالاتفاق، حصل “الحل نت” على نسخة منه.

وكان الجيش السوري، يوم أمس بدأ بفرض حصار على مدينة طفس، بحجة اعتقال مطلوبَين داخل المدينة، وهما إياد جعارة وعبيدة الديري.

حيث نشر الجيش، عناصره يوم أمس الأربعاء، على الطريق الواصل بين درعا وطفس، بعد إغلاق الطريق بالكامل، وإنشاء ثلاث نقاط عسكرية، مدعومة بالدبابات والأسلحة المتوسطة.

كما أرسل تعزيزات إلى تل السمن، القريب من مدينة طفس، وتل أم حوران بين نوى وجاسم ،بالإضافة لتعزيزات مشابهة تمركزت في الملعب البلدي بدرعا، وعلى الطريق الواصل بين درعا واليادودة، بحسب مصادر لـ”الحل نت”.

ويوم أمس الأربعاء، قام عناصر الجيش السوري، باستهداف محيط مدينة طفس وبلدة اليادودة بريف درعا الغربي، بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، ما أدى لسقوط قتيل (عصام ناصر الشعابين)، وإصابة عدد من المدنيين بجروح .

وجاءت عمليات القصف يوم أمس، بعد اجتماع جرى في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، بين اللجنة الأمنية في درعا، ووجهاء من عدة مدن وبلدات، طلبت فيه اللجنة تسليم مطلوبين للأجهزة الأمنية، أو سيكون في مقابل الرفض عملية عسكرية واسعة، مع إعطاء مهلة للأهالي لـ48 ساعة للالتزام بطلب اللجنة.

إقرأ:راجي فلحوط والأمن العسكري.. تطورات جديدة وحاسمة في أحداث السويداء

السويداء واختفاء راجي فلحوط

في بيان لها مساء أمس الأربعاء، أعلنت حركة “رجال الكرامة” في السويداء، أنها لم تستطع العثور على راجي فلحوط، قائد قوات “الفجر” التابعة للأمن العسكري، وذلك بعد اقتحام مقره يوم أمس.

وجاء في البيان،” بعد اقتحام منزل الإرهابي راجي فلحوط، من قبل عناصر حركة رجال الكرامة والشباب المؤازرين بعد مقاومة عنيفة لم يتم العثور عليه خلافاً لما تم تداوله من اخبار، وبقي مصيره مجهولا وتم قتل وأسر جميع العناصر الإرهابية المتواجدة في المنزل من قبل شباب الحركة، والمؤازرين من شباب الجبل الابطال والذين يعرفون أن المدعو راجي فلحوط، لم يكن بالمقرات التي تمت مداهمتها”.

من جهته، قال قائد حركة “رجال الكرامة”، ابو حسن يحيى الحجار، من شهبا خلال تشييع قتلى الاشتباكات اليوم، إن “مشروع كبير سقط.. وجبل العرب سيبقى جبل الموحدين”.

وكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت، في بلدتي سليم وعتيل، خلال اليومين الماضيين، بين مجموعة راجي فلحوط التابعة للأمن العسكري، وفصائل محلية على رأسها حركة “رجال الكرامة” أسفرت، عن 17 قتيلا، و35 جريحا، غالبيتهم إصاباتهم خفيفة.

وكان التوتر قد بدأ منذ يوم السبت الماضي، عندما خطفت مجموعة فلحوط، الشاب جاد الطويل من أهالي شهبا، مما أثار غضبا شعبيا في المدينة، دفع العشرات من أهالي شهبا لإغلاق طريق دمشق السويداء، واحتجزوا 4 ضباط من أجهزة المخابرات، ليرد فلحوط بخطف المدنيين من أهالي شهبا عشوائيا، عبر حواجز كانت تفرضها مجموعته، في بلدتي عتيل وسليم.

ونتيجة لذلك تجمع العشرات من مقاتلي قرى حزم، والجنينة، وعراجي، ومجادل، وأم الزيتون، في شهبا، وتم الهجوم على مقر فلحوط، في بلدة سليم. كما طرد مقاتلون محليون من بلدة عريقة، لمجموعة تابعة للفلحوط، عن حاجز لها غربي السويداء، اعتدى على أهالي البلدة.

ودخلت حركة “رجال الكرامة”، أكبر الفصائل العسكرية في السويداء، على خط المواجهة، ودفعت بتعزيزات كبيرة، لمؤازرة أهالي شهبا، بعد ظهر الثلاثاء الماضي، بدأت الفصائل المحلية، هجوما بمختلف أنواع الأسلحة، على مقر فلحوط، في بلدة سليم، واندلعت اشتباكات عنيفة جدا، استمرت حوالي ساعتين.

واستمرت الاشتباكات حتى ظهر يوم أمس الأربعاء، والتي انتهت بمداهمة مقرات فلحوط والسيطرة عليها، وقتل وأسر عدد من مقاتلي قوات “الفجر” التابعة له، في حين لم يتم العثور عليه وسط معلومات عن هروبه قبل دخول الفصائل المحلية لمقره الرئيسي في بلدة عتيل.

قد يهمك:فوضى أمنية في السويداء.. ما علاقة الميليشيات الإيرانية؟

من الجدير بالذكر أن الجنوب السوري، وخاصة درعا والسويداء يواجه مشروعا إيرانيا كبيرا، بات معروفا لكل المراقبين للسيطرة على هذه المنطقة، وتحويلها لقاعدة لإنتاج وتهريب المخدرات، وتهديد دول الجوار السوري.