نتيجة لعدم التزام حكومة دمشق بشأن تزويد مخصصات المحافظات بالمحروقات، تفاقم أزمة المواصلات في العديد من المدن والمناطق السورية. حيث أدى غياب المواصلات العامة من الباصات والسرافيس إلى فتح الباب أمام أصحاب سيارات الأجرة لاستغلال المواطنين، إذ وصلت أجرة “التكاسي” إلى أرقام فلكية، فأجرة الراكب الواحد في “التكسي” تراوحت بين 5-8 آلاف ليرة سورية.

الأسباب

أهالي محافظة السويداء، أكدوا استمرار معاناتهم جراء الوقوف لساعات طويلة بانتظار وسيلة نقل، مع عدم كفاية آلات النقل العاملة فعليا على الخطوط أثناء ساعات النهار، وخاصة أوقات ما بعد الظهيرة، الأمر الذي أدى إلى بقاء الكثير من الأهالي تحت وطأة الابتزاز من قبل سيارات التكسي بأسعار فلكية تتراوح بين 5-8 آلاف، للراكب الواحد حسب المسافة المقطوعة، لتزيد من معاناتهم وتحميلهم أعباء مادية إضافية يعجز معظمهم عن دفعها، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد.

وتساءل المواطنون عن كيفية تأمين تنقلاتهم إلى عملهم في ظل توقف وسائل النقل عن عملها على جميع الخطوط الداخلية، والنقل بين الأرياف والمدينة وبالعكس.

من جانبه، رئيس نقابة عمال النقل في اتحاد عمال السويداء، سليم العربيد، أفاد للصحيفة المحلية، أن أزمة النقل التي باتت تشهدها معظم خطوط النقل على ساحة المحافظة، جراء عدم تأمينها بالمخصصات الكافية من مادة المازوت، ليتسنى لجميع السائقين تحقيق مخطط النقل لكل خط.

وأوضح العربيد، أن تخفيض المخصصات إضافة إلى التأخير أحيانا بوصول المادة إلى السويداء، والتي يتم توزيعها كل عشرة أيام للسائقين، كان السبب الرئيسي بتفاقم مشكلة النقل.

أما المكتب التنفيذي المختص في المحافظة، قال أن تخفيض المخصصات كان بنسبة 25 بالمئة منها، مع توزيع الـ75 بالمئة على جميع آليات النقل على جميع الخطوط موضحا، أن الكميات الموزعة مجدية؛ ولكن في حال تم تنظيم العمل بين الآليات العاملة على جميع خطوط النقل على ساحة المحافظة.

من جانبه، رئيس نقابة عمال النفط في اتحاد عمال السويداء، وعضو لجنة المحروقات الفرعية في المحافظة ثائر عزام، أوضح أن حاجة المحافظة من مادة المازوت لتأمين عمليات النقل الجماعي على جميع الخطوط الداخلية يصل شهريا إلى نحو 60 صهريجا، في حين الواصل منها يبلغ 48 صهريجا.

قد يهمك: “مزاج السائقين” يزيد من أزمة المواصلات في سوريا

غلاء المواصلات

في المقابل، صحيفة “البعث” المحلية سلطت الضوء في تقرير نشرته الأربعاء الفائت، على تأثير مزاجية أصحاب وسائط النقل العامة والخاصة على تفاقم أزمة المواصلات، حيث يختلف مزاج سائقي وسائل النقل العام من سرافيس وتكاسي أجرة، أو حتى “تكسي الركاب” بين الصباح والمساء، فترتفع التعرفة بين الفترتين.

وأكدت الصحيفة، أن الكثير من السائقين، يعمدون إلى استغلال ندرة وسائط النقل في المساء حاجة الأهالي للمواصلات في العديد من مناطق العاصمة دمشق.

وجاء في تقرير الصحيفة المحلية: “اللافت في سلوك بعض سائقي السرافيس، أنهم يقومون بإزالة اللافتة التي تحدد الخط الذي يعملون عليه، ليصبح اختيارهم وفق مزاجهم بعد رصد وجهة الركاب، فيما ترتفع الأجرة المحددة بـ 300 ليرة إلى المعضمية، و400 إلى الجديدة لتصبح ألف ليرة مساء، أما تكسي الركاب التي تتقاضى نهارا 3000 ليرة إلى المعضمية فتزيد ليلا لتصبح 5000 ليرة، وإلى الجديدة 7000″.

وبحسب الصحيفة المحلية، فإن كلا من مديرية تموين دمشق، أو الجهات المعنية بالمحافظة، تعيدان التصريحات ذاتها لدى كل مشكلة بمتابعة المخالفات، وتنظيم الضبوط دون أي أثر ملموس على أرض الواقع سوى زيادة معاناة المواطنين.

“تكسي الركاب”

في الآونة الأخيرة، نتيجة لأزمة النقل الخانقة في البلاد، انتشرت ظاهرة “تكسي الركاب”، أي يركب أربعة أشخاص التكسي ويتقاسمون الأجرة كاملة فيما بينهم، وأصبح الطلب على 100 ألف ليرة، حديث عادي بين أصحاب السرافيس والتكاسي، وهذا مبلغ الأجرة التي يحصل عليها صاحب التكسي على طلب توصيلة مطار “دمشق” وبعض السائقين يتصيدون التسعيرة بطرق مختلفة.

وأضاف تقرير سابق لموقع “الساعة 25” المحلي، بأن أصحاب السيارات الذين يعملون عبر التطبيقات سمعوا بهذه الأرقام الفلكية، وأصبحوا يهجرون الطلبات بذريعة عدم توفر البنزين، ومنهم من أصبح يتصيد زبائن التطبيقات خارج الطلبات المعتمدة من أجل التحكم بالأجرة على مزاجه، وعند مناقشة صاحب أي تكسي أجرة، يرد بكل بساطة “أدفع الأجرة وروح اشتكي” وهو يعلم جيدا أن الرقابة الحكومية غير مجدية.

هذا ويبدو أن وجود الأزمات لن يختفي من الحياة اليومية للسوريين، وسيبقى شبحا يطاردهم، خاصة ممن يعيشون تحت خط الفقر، والذين تشكل نسبتهم الآن، أكثر من 90 بالمئة من السكان وفق ما أفادت به تقارير أممية.

وعلى الرغم من إطلاق حكومة دمشق العديد من الوعود لإنهاء أزمة المواد النفطية المستمرة منذ أشهر، وذلك من خلال التأكيد على وصول ناقلتي نفط إلى الموانئ السورية من إيران، إلا أن ذلك لم ينعكس على الأزمة، حيث ما تزال مستمرة، فضلا عن الطوابير الطويلة على محطات الوقود في البلد، وبدلا من ذلك، شكل وصول تلك البواخر الإيرانية رافدا جديدا للسوق السوداء.

وساهمت أزمة المحروقات مؤخرا في شلل شبه كامل لوسائل المواصلات، في ظل عزوف معظم السائقين عن العمل، بدعوى عدم تلقيهم لمخصصاتهم في المحروقات، فضلا عن ارتفاع كافة أسعار السلع، والمواد الأساسية التي يعتمد إنتاجها بشكل أساسي على المحروقات والكهرباء.

قد يهمك: سوريا.. أجرة السفر على “درج” البولمان 5 آلاف والتكسي بمليون ليرة!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.