ما يزال التوتر يخيم على الأحياء المأهولة في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية والميليشيات الموالية لها، لليوم الثالث على التوالي، خوفا من اندلاع مواجهات مسلحة بين ميليشيات “الدفاع الوطني” المنتشرة داخل تلك الأحياء، على خلفية قتل قيادي لأحد عناصره وهو تحت تأثير الكحول.

بدون سبب

عنصر من “الدفاع الوطني”، فضل عدم كشف اسمه، قال لـ “الحل نت” إن القيادي أحمد اللاحج (ابن عم فراس الجهام المتزعم العام للميليشيا في المنطقة) أقدم على قتل عنصر في مجموعته بدون أي سبب، وهو تحت تأثير الكحول، حيث أطلق النار عليه بشكل مباشر ليرديه قتيل على الفور، كما أطلق النار بشكل عشوائي باتجاه منازل المدنيين المحاذية لمقره في حي الجورة، ما تسبب بهلع كبير للأهالي.

مضيفا أن اللاحج فر بعدها بتسهيل من ابن عمه فراس، إلى المقر الأمني التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني بداخل المطار العسكري، لحماية نفسه من ذوي القتيل الذين هددوا بقتله، في حال لم تتم محاسبته واعتقاله.

موضحا بأن اللاحج يعد من أبزر تجار الحشيش والمخدرات في المنطقة بالتعاون مع “الجهام” هذا وتربطه علاقات مشتركة في تلك التجارة مع قادة وعناصر بـ “الحرس الثوري” و””حزب الله اللبناني.

بيعها يتم في العلن

المحامي منصور المضحي، نازح في مدينة البصيرة، تحدث لـ “الحل نت” قائلا، إن مناطق سيطرة الحكومة السورية في دير الزور، تعتبر مركزا لترويج المخدرات والحشيش، ويتم ذلك برعاية من ضباط في “الفرقة الرابعة” وقادة وعناصر في “الدفاع الوطني”، إضافة إلى الميليشيات المدعومة إيرانيا وعلى رأسها ميليشيا “حزب الله” اللبناني.

 وتنتشر تلك الحبوب بين عناصر الجيش السوري والأفرع الأمنية وبين عناصر الميليشيات الأخرى، بكثرة ويعتبر المروج الأول لها في المنطقة وبشكل علني، فراس الجهام وابن عمه أحمد اللاحج. 

سببها المخدرات

يتسبب الانتشار الكبير للحبوب المخدرة والحشيش بين عناصر الميليشيات بوقوع خلافات بينهم بشكل مستمر وغالبا تتطور إلى اشتباكات مسلحة يسفر عنها قتلى وجرحى منهم وأحيانا أخرى ضحايا مدنيين أيضا، حيث وقع اشتباك مسلح، في حزيران/يونيو الفائت، بين عناصر من لواء “أبو الفضل العباس” ولواء “السيدة زينب” في مدينة الميادين، بسبب خلاف بينهم على شراء كمية من حبوب “الكبتاجون” المخدرة، أسفر عن مقتل عنصر وإصابة أكثر من تسعة آخرين.

وتسببت الاشتباكات المسلحة والتي استمرت قرابة الساعة في مركز المدينة، دون تدخل من أي طرف لوقفها، إلى إصابة سيدة وطفلها بجروح بليغة، لتواجدهم بالقرب من مكان الاشتباك لحظة وقوعه، إضافة لأضرار مادية في المنازل والممتلكات

في سياق متصل يقول عنصر سابق في “الدفاع الوطني” بمدينة دير الزور، وكان يتعاطى سابقا المخدرات ونجح بتركها بعد معاناة طويلة، إن بيع المخدرات يبدأ بأسعار رمزية وهو أسلوب يعتمده المروجون لها، وبعد الوصول إلى مرحلة الإدمان يبدأ رفع الأسعار رويدا رويدا، وهنا لا يبقى أمام المتعاطي خيار سوى الانضمام لميليشيا الدفاع الوطني أو إحدى الميليشيات الإيرانية التي تقدم لعناصرها رواتب مجزية، لافتا في حديثه لـ “الحل نت” أن البعض قد يلجأ للسرقة والسطو لكسب المال وشراء المخدرات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة