سد النهضة الإثيوبي، الذي يعتبر من أكبر السدود المائية في العالم والذي أُقيم على نهر النيل في أثيوبيا باعتبارها بلد المنبع للنهر، والذي يساهم في نهضة العديد من القطاعات الأثيوبية بينما يثير قلق وتخوف مصر والسودان على أمهنما المائي، أُعلن اليوم عن الملء الثالث له.

22 مليار متر مكعب

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعلن اليوم الجمعة، اكتمال عملية الملء الثالث لسد النهضة بنجاح، في وقت أعلنت فيه أديس أبابا تشغيل توربين ثان لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 375 ميغاوات، ليرتفع بذلك مقدار توليد الطاقة إلى 750 ميغاوات.

وقال آبي أحمد إن “التعبئة تمت بطريقة سلسة دون أي ضرر في حصة مياه دول المصب”، مضيفا أنه “تم احتجاز 22 مليار متر مكعب، وتشغيل توربين واحد في السد لتوليد الطاقة الكهربائية، دون إلحاق ضرر بدولتي المصب ولا بحصتيهما المائية”.

وتابع في كلمة ألقاها اليوم من موقع السد، بحسب متابعة “الحل نت”، أنه “أثناء التعبئة لم تتوقف المياه ليوم واحد، وكانت تتدفق وتذهب لأشقائنا”، ومشيرا إلى أن، إثيوبيا حريصة على استثمار مواردها وتوفير الكهرباء لشعبها دون إلحاق الضرر بالآخرين، مؤكدا أن هدف بلاده هو العمل مع دول المصب لتحقيق التنمية المشتركة.

وكان آبي أحمد، دشن رسميا المرحلة الأولى من إنتاج الطاقة الكهربائية من سد النهضة في شباط/فبراير الماضي، وذلك بعد 7 أشهر من اكتمال الملء الثاني لخزان السد.

يوم أمس الخميس، أعلنت إثيوبيا تشغيل التوربين الثاني لسد النهضة من أجل توليد الطاقة الكهربائية، وذلك بحضور رئيسة البلاد سهلي ورق زودي ورئيس الوزراء آبي أحمد ومسؤولين آخرين.

إقرأ:توقيع اتفاقية لنقل الغاز من مصر إلى لبنان عبر سوريا.. هل تُنفّذ؟

رفض لاتفاق مع مصر والسودان

وزارة الخارجية المصرية أعلنت أن إثيوبيا أخطرتها ببدء الملء الثالث لسد النهضة في تموز/يوليو الماضي، وقالت إنها وجهت إلى مجلس الأمن الدولي اعتراضا على خطط إثيوبيا للملء بشكل أحادي دون اتفاق مع مصر والسودان.

وتتهم مصر إثيوبيا بانتهاك الاتفاق الأولي الموقع بين الدول الثلاث عام 2015، ويحظر على أي منها اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في استخدام مياه النهر.

وفي هذا السياق، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي على ملء وتشغيل السد، لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن أديس أبابا ترفض ذلك وتؤكد أن السد الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد، لا يستهدف الإضرار بأحد.

وفي نفس الوقت دعا رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد مصر والسودان، الخميس، إلى الحوار والتفاوض باعتبارهما الحل الأمثل للعمل فيما يفيد الأطراف كافة بشأن ملف سد النهضة.

وكانت إثيوبيا قد أطلقت مشروع المشروع الذي تقدر قيمته بنحو 4 مليارات دولار، في عام 2011 ويهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، إلا أنه يثير توترات إقليمية، خصوصا مع مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير حوالي 90بالمئة من حاجاتها من مياه الري والشرب.

ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة “بني شنقول-قمز” على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود مع السودان، ويبلغ طوله 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا.

قد يهمك:أكذوبة أبو الهول “مغمض العينين”.. هذه هي الحقيقة

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ إطلاق المشروع عام 2011 أثار سد النهضة نزاعا مع السودان ومصر اللذين يعتمدان على النيل في مواردهما المائية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.