ساعات حاسمة يترقبها العالم بحذر، حول تطورات مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، وذلك بعد أن خيّرت واشنطن الجانب الإيراني، بين العودة للاتفاق أو تشديد العقوبات، في حين ردّت طهران على المقترحات الغربية بشأن العودة للاتفاق.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أكد استعداد بلاده للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، إذا كانت طهران مستعدة لذلك، وحذر من أن واشنطن ستشدد ضغوطها الاقتصادية والدبلوماسية على طهران، إذا رفضت العودة إلى الاتفاق.

وأضاف برايس، في تصريحات خلال لقائه الدوري بوسائل الإعلام، أن الطريقة الوحيدة للعودة للامتثال المتبادل، هو تخلي إيران عن مطالبها الخارجة عن الاتفاق، وقال إن الدبلوماسية هي الوسيلة الأفضل لوضع قيود على برنامج طهران النووي.

الرد الإيراني

الجانب الإيراني، رد على اقتراح الاتحاد الأوروبي، بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث تطالب إيران بأن يتم تعويضها إذا انسحب أي رئيس أمريكي مستقبلي من الاتفاق.

ونقلت شبكة “سي إن إن”، عن مصدر دبلوماسي قوله إن: “القضية الرئيسية التي تواجه إحياء الاتفاق، هي الضمانات المطلوبة من الجانب الإيراني، والتي تضمن تعويض إيران في حال قررت الإدارات الأمريكية، في المستقبل الانسحاب مرة أخرى من الصفقة“.

وتضع إيران، شروطا يصفها مراقبون بـ“التعجيزية“، لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي، وقالت الخارجية الإيراني الإثنين، إنه تم إحراز تقدم نسبي في محادثات فيينا النووية، لكن التقدم لم يلبّ تماما المطالب القانونية لطهران، فيما طالبت الجانب الأميركي بـ“إبداء مرونة أكثر لإحياء اتفاق عام 2015”.

وكان الاتحاد الأوروبي في الاجتماع الأخير، وزع “النص النهائي” لإعادة إحياء الاتفاق النووي التاريخي، الذي يضمن لإيران تخفيفا للعقوبات مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي.

وقال جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على تويتر، “ما يمكن التفاوض عليه تم التفاوض عليه وهو الآن في نص نهائي، ومع ذلك خلف كل قضية فنية وكل فقرة يكمن قرار سياسي، يجب اتخاذه في عواصم الدول المعنية“.

أما الخارجية الأميركية، فقالت، إن “النص الذي طرحه الاتحاد الأوروبي، هو الأساس الوحيد الممكن لإحياء الاتفاق النووي مع إيران المبرم عام 2015”.

وأضافت الخارجية الأميركية، إن “الولايات المتحدة مستعدة للتوصل إلى اتفاق سريع على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي“، مضيفة أن “إيران قالت مرارا إنها مستعدة لإحياء الاتفاق النووي، لنرى ما إذا كانت أفعالهم تتسق مع أقوالهم“.

قد يهمك: عام على استلام إبراهيم رئيسي السلطة في إيران.. مخاطر وتحديات

تنازلات لإيران

تقرير سابق لـ“الحل نت“، نقل عن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن مسودة الاقتراح المقدم من الاتحاد الأوروبي، تنص على أن توافق إيران على معالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، قائلة إنه من المتوقع أن تجيب إيران، على أسئلة الوكالة بهدف توضيحها.

وتعتبر مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية من امتلاك إيران لبرنامج سلاح ذرّي، نقطة خلاف رئيسية في المحادثات التي استمرت مؤخرا 16 شهرا لإحياء اتفاق عام 2015، الذي وضع قيودا على البرامج النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات.

ويقول النص، إنه “إذا تعاونت طهران، فإن الولايات المتحدة والأطراف الأخرى في المحادثات ستحث مجلس الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إغلاق التحقيق“.

وقال فريق الاتحاد الأوروبي، الذي يرأس المحادثات ويتولى مسؤولية صياغة الاتفاقية، إن هذا هو النص النهائي الذي سيقدمه لإحياء الاتفاق النووي.

وبحسب الصحيفة، فإنه: “إذا وافقت جميع الأطراف في الاتفاقية: الولايات المتحدة وإيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين، على النص المقترح، فسيضع ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في موقف صعب، مع تنفيذ الاتفاق إلى حدّ كبير على تقييمها لتعاون طهران“.

وحول الموقف الأميركي، نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله، إن واشنطن تريد تسوية تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال المسؤول: “الطريقة الوحيدة لحدوث ذلك، هي أن تزود إيران الوكالة بالمعلومات التي تحتاج إليها. هذا هو موقفنا بغض النظر عما إذا كان معبّرا عنه في نص تفاهم أو في مكان آخر“.

بينما صاغ الاتحاد الأوروبي الاقتراح لإدراج “حل وسط“، بشأن تحقيق الضمانات في نص الاتفاق النووي، فقد فعل ذلك بعلم الولايات المتحدة، والأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق -فرنسا وألمانيا وبريطانيا- وفقا لأشخاص مطلعين على المحادثات.

أوهام إيرانية

بحسب تقرير “الحل نت“، بعد الجولة الأخيرة من المفاوضات، يبقى المصير المتوقع لمباحثات الاتفاق النووي مع إيران في ظل استمرار المماحكات الإيرانية، التي تعي أنها أمام فرصة أخيرة في الأيام القليلة المقبلة، إما إغلاق ملف المفاوضات، أو تعليقه لأجل غير معلوم على أقل تقدير.

الصحفي الأفغاني، والمهتم بالشؤون الإيرانية، علي أخلاقي، قال في وقت سابق لـ“الحل نت“، إن النظام الإيراني وضع شروطا صارمة للتوصل إلى اتفاق نووي، و“يبدو أنهم يعيشون في عالم مواز، غافلين عن حقيقة ضعف إيران بعد سنوات من العزلة الاقتصادية الدولية“.

وأضاف أخلاقي، أنه في العالم الموازي الذي يوجد فيه العديد من قادة إيران، فإن الخلاف حول استئناف المحادثات وتكاليفها يقع في إيران وليس في الغرب، إذ إن رئيس “الحرس الثوري” الإيراني، حسين سلامي، المعارض لاتفاق مع الغرب، يصر على أن القوة الحقيقية لإيران تكمن في “إيمان الناس ووعيهم” و“القيادة الشجاعة” للمرشد الإيراني، علي خامنئي.

يذكر أن إيران، أبرمت الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين، وفي عام 2018، انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ومنذ ذلك الوقت، توسعت طهران بشكل كبير في أنشطتها النووية.

إقرأ أيضا: إيران.. احتجاجات شعبية واسعة ضد الغلاء والخامنئي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة