ارتفاع الأسعار المستمر في سوريا لم تعد المشكلة الوحيدة التي تواجه السوريين، فهذه الارتفاعات رافقها انقطاع في بعض المواد الاستهلاكية من جهة، وركود في مواد من جهة أخرى.

المتة المادة المفقودة

في السويداء، حيث تعتبر المتة المشروب الشعبي الأبرز لدى الأهالي، تكاد تكون هذه المادة مقطوعة من الأسواق، والمحال التجارية لتتحول إلى إحدى مواد السوق السوداء.

وبحسب تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، اليوم الخميس، فإن سعر عبوة المتة في المحال التجارية يتراوح بين 7 و8 آلاف ليرة، بسبب احتكارها من قِبل التجار، حيث أكد عدد من المواطنين أن المادة اختفت منذ أيام قليلة من المحال، في حين يطلب بعض أصحاب المحال الذين تتوافر لديهم المادة سعرا مضاعفا بالعبوة، وصل إلى 8000 ليرة، وعلى البسطات 9500 ليرة سورية.

وفي سبيل مكافحة عمليات الاحتكار، ورفع الأسعار، نقلت الصحيفة عن مدير حماية المستهلك في السويداء، جهاد طرابيه، أن المديرية قامت خلال الشهر الماضي بـ 62 جولة على الأسواق، وسحبت 24 عينة، كما نظمت 15 ضبطا تنظيميا وإغلاقا واحدا، لعدم الإعلان عن الأسعار، وعدم وجود فواتير نظامية.

ونقل تقرير سابق لـ”الحل نت”، عن مدير الأسعار في وزارة التجارية الداخلية وحماية المستهلك، نضال مقصود، أن مادة المتة متوفرة في الأسواق وهناك تواصل مباشر مع المورّدين لها بشكل يومي، والكميات التي تدرج في الأسواق ما تزال ذاتها منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة مورّدين يقومون باستيراد، وتعبئة مادة المتة وطرحها في السوق.

وأشار مقصود، إلى أن سعر المتة ثابت لم يتغير منذ ستة أشهر، حيث يبلغ سعر الـ250 غرام 4300 ليرة للمستهلك، ويمكن لأي مواطن تقديم شكوى بحال شراء المادة بسعر أعلى من ذلك، حسب قوله.

ولفت مقصود، أن هناك دراسات واقتراحات تطرح بشكل مستمر، من بينها إدراج بيع المتة على البطاقة الذكية، ولكن ذلك يرتبط بالإمكانات المتوفرة حتى يتم اتخاذ القرار المناسب.

وفي نهاية تموز/يوليو الماضي، أكد تقرير لـ”الحل نت”، أن مادة المتة، شبه مفقودة كما وصل سعر الكيلو الواحد منها لحدود 20 ألف، ووصل سعر العبوة زنة 250 غرام لحدود 5 آلاف ليرة بعد أن كانت تباع بـ4400 ليرة.

وأوضح بعض تجار المواد الغذائية، أن الكميات الموزعة عليهم من المتة قليلة جدا، ولا يمنحهم الموزع الكميات التي يريدونها وكل يوم بسعر جديد. كما أكد آخرون، أن سعر السكر يختلف يوميا، ويشتريه كل يوم بسعر جديد.

إقرأ:المتة في سوريا على “البطاقة الذكية“؟

ركود في سوق اللحوم

كما في عموم سوريا، تشهد أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا جديدا في أسواق اللاذقية، وسط ركود واضح في عملية البيع والشراء نظرا لتراجع القدرة الشرائية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود، في تناسب عكسي مع تحليق أسعار اللحوم بعيدا عن ميزانيتهم الشهرية التي لم تعد تقوى على إدراج اللحوم في قائمة المشتريات، بحسب تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، اليوم الخميس.

ونقلت الصحيفة، عن أصحاب محال لبيع اللحوم، أن هناك ركودا كبيرا في السوق، حيث لم يعد هناك قدرة شرائية لدى المواطنين للشراء كما السابق، مضيفين أنه حتى زبائن المحل تغيرت عاداتهم الشرائية، فالزبون الذي كان في السابق يشتري نصف كيلو، كل فترة، بات اليوم يشتري “بالأوقية والأوقيتين”، ومن كان يشتري بالأوقية بات يشتري بربع وقية.

أصحاب محال آخرون، أوضحوا أن معاناتهم لا تقتصر على قلة الشراء، وإنما تتعداها إلى التقنين الكهربائي الطويل الذي يعرّضهم لخسائر كبيرة، فهم لا يستطيعون حفظ اللحوم في البراد، وليس لدى جميع الباعة إمكانية شراء المازوت لتشغيل مولدات كهربائية.

وأضافوا، أن هذا الواقع دفع البائع للاتفاق مع بائع آخر، أو أكثر للاشتراك بشراء خاروف واحد وتقاسمه، حتى يتمكنا من بيع اللحم وعدم التعرض للخسارة، وذلك بأن ينقضي النهار، ولا يبقى لديهما لحم لن يتمكنا من حفظه، مبيّنين أن البائع لم يعد باستطاعته تحمّل الخسارة في ظل غلاء المعيشة وركود الأسواق، ومشيرين إلى أن أصحاب محال منهم من غيّر مصلحته ومنهم من أغلق محله بعد أن أصبح حاله “لا بيعة ولا شروة”.

تقرير سابق لـ”الحل نت”، كشف عن اختلاف في أسعار اللحوم، وبين ما هو مغشوش منها، مبيّنا اختلاف الأسعار بين مكان وآخر، فبلغت أسعار اللحمة المسوفة وفقا لنشرة أسعار حماية المستهلك الصادرة بداية الشهر الماضي 26 ألف ليرة، للغنم مع 50 بالمئة دهن، و19 ألف ليرة، للحم العجل و16500 ليرة، للحم البقر، في حين بلغ سعر الكيلوغرام منها في صالة السورية للتجارة في السوق ذاته، 15 ألف ليرة للحم العجل، و21 ألف ليرة للحم الغنم.

وبلغ سعر اللحمة الناعمة والخشنة من لحوم العجل في الصالة 25 ألف ليرة، واختلفت أسعارها عند اللحامين داخل السوق فبعضهم يعرض الكيلوغرام منها بثمانية آلاف ليرة، وآخر بـ12 ألفا وثالث بسعر 15 ألفا.

كما اختلفت أسعار اللحوم الناعمة أيضا عن باقي أنواع اللحوم، ففي حين سعّرت حماية المستهلك، الكيلوغرام من هبرة الغنم بسعر 32500 ليرة، مع 25 بالمئة دهن، يصل سعرها في السوق عند 42 ألف ليرة، في حين وصل الكيلوغرام من الهبرة الخالية من الدهن عند 50 ألفا، ووصل سعرها للحم العجل عند 40 ألفا، بينما سعرها 29500 ليرة، وفقا لتسعيرة التموين، وبلغ سعر هبرة البقر الرسمي 24 ألفا، والشرحات والموزات 26 ألفا.

وفي دمشق، قد بلغ سعر كيلوغرام سودة الغنم 25 ألفا، والدرن 12 ألفا، واللسانات 13 ألفا، والقلوب والكلاوي والطحال بسعر 12 ألفا للكيلوغرام، وسعر النخاع الواحد 3 آلاف ليرة، ورأس الغنم بسعر 15 ألف ليرة، وبيض الغنم بسعر 25 ألفا للكيلوغرام.

كما بلغ سعر كيلوغرام النقانق في صالة السورية للتجارة 20 ألفا، ومثلها الهمبرغر، بينما بيع كيلوغرام شرحات الدجاج بسعر 17 ألفا، والوردة، أو الدبوس بحوالي 7500 ليرة، والفروج المذبوح والمنظف بسعر 9 آلاف ليرة، وكذلك الكيلوغرام من كستا الفروج.

وأشار تقرير آخر لـ”الحل نت”، أنه ضمن سياق ارتفاع الأسعار بنسب متفاوتة في عموم الأسواق السورية، اشتكى عدد من المواطنين من ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء (الفروج)، في ريف دمشق خلال الأسبوع الماضي.

ولفت التقرير، إلى أن الأسعار قفزت بشكل مفاجئ، وغير متوقع خلال الأسبوع الماضي، حيث تم بيع كيلو الشرحات الأسبوع الماضي بـ 23.500 ليرة سورية، ثم ازداد سعره خلال يوم واحد 3000 ليرة ليصل إلى 26500 ليرة، وهذا السعر بالجملة وليس بالمفرق وهو غير مسبوق، حيث لم تصل أسعار الشرحات إلى هذا المبلغ.

قد يهمك:ارتفاع مفاجئ في أسعار اللحوم البيضاء بسوريا.. الكيلو  بـ26 ألفاً

يذكر أن معظم المواد الاستهلاكية والغذائية في سوريا، باتت تفوق في أسعارها قدرة السوريين على شرائها لتتحول في نظرهم إلى كماليات في ظل تدهور اقتصادي مستمر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.