مع زيادة عدد السكان حول العالم وندرة الموارد، تزداد مناطق المواجهة من أجل الحصول على المياه في القارات الخمس.

السنغال وموريتانيا.. سد في الساحل

في أعقاب الصراع بين البلدين في التسعينيات، يخشى أن يساهم تشغيل سد “دياما” على نهر السنغال اليوم في تأجيج التوترات عبر الإخلال بالتوازن غير المستقر بين الرعاة والمزارعين. ويدير السد الآن منظمة “تنمية نهر السنغال”، التي تضم أربع دول أعضاء هي السنغال وموريتانيا ومالي وغينيا. ويملأ هذا السد بحيرة غيير في السنغال، وبحيرة ركيز، وحوض الفتوت الساحل في موريتانيا، ويعمل بالإضافة إلى سد “مانانتالي” على توليد الطاقة الكهرومائية في مالي، بحسب ما أفاد به تقرير لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، وترجمه موقع “الحل نت”.

سلوفاكيا والمجر.. مواجهة على نهر الدانوب

يسمم النزاع حول تنظيم مياه نهر الدانوب العلاقات بين المجر وسلوفاكيا. وفي خضم هذا النزاع، تم إبرام اتفاقية في عام 1977 تهدف إلى الحد من الفيضانات وتسهيل الملاحة في هذا النهر المتقلب. لكن انهيار الكتلة السوفيتية كشف عن المطالب المتباينة للطرفين على جانبي النهر. وأدانت محكمة العدل الدولية في لاهاي، التي رفعت النظر دعوى أمامها في عام 1993، الطرفين لعدم احترام الاتفاقية المذكورة.

أوكرانيا وروسيا.. قناة القرم

غذت إمدادات المياه في شبه جزيرة القرم التوترات الروسية الأوكرانية منذ ضم شبه الجزيرة غير القانوني من قبل موسكو في عام 2014. وأغلقت سلطات كييف، التي عقدت العزم على استعادة السيطرة على القرم، بوابات القناة التي تم حفرها في الستينيات لتوجيه جزء من مياه نهر دنيبر هناك. ومنذ ذلك الحين، تواجه المنطقة، التي كانت تستمد حتى ذلك الحين 85 بالمئة من مياه الشرب منها، موجة جفاف متكررة. وبعد اجتياح جنوب البلاد، في نهاية شباط/فبراير الماضي، أعاد الجيش الروسي مباشرة تشغيل هذه القناة.

لبنان.. جفاف برج المياه في الشرق الأوسط

لأول مرة، يعاني لبنان من “إجهاد مائي شديد للغاية” بحسب تقرير صادر عن معهد “الموارد العالمية”. هناك مناطق مهددة بالتصحر في هذا البلد، والسبب هو الاحتباس الحراري، ولكن أيضا الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد منذ عام 2019. وفي الوقت الحالي، تظل العواقب محلية، لكنها يمكن أن تمتد إلى المستوى الإقليمي.

تركيا والعراق وسوريا.. الحق في المياه للأقوى

انخفضت مستويات نهري دجلة والفرات، اللذين يعبران تركيا وسوريا والعراق، بشكل كبير، وبسبب السدود الكبيرة والكثيرة، تقلل أنقرة من تدفق المياه إلى جيرانها، حيث يعاني العراق من الجفاف للعام الثالث على التوالي. وقد تنفد المياه قريبا تاركة ملايين السوريين عطشى. وتتهم بغداد والسلطات الكردية والعربية في شمال سوريا أنقرة باستخدام المياه كسلاح للوصول إلى غاياتها.

إثيوبيا.. تسبب سد على النيل في أزمة إقليمية

يعتبر “سد النهضة الكبير” الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل، سببا أساسيا للقلق بالنسبة للسودان ومصر الواقعين على مجرى النهر. بالنسبة لإثيوبيا، فإن هذا المشروع ذو أهمية حيوية، حيث يرغب المهندسون الإثيوبيون في إكماله في غضون عامين ونصف. وتطالب مصر والسودان بوقف الملء لحين التوصل لاتفاق ثلاثي.

اليمن.. الحرب والقات

في اليمن، الذي يعيش في حالة حرب منذ عام 2015، تعتبر المياه قضية إستراتيجية. ويوضح فرانك غالاند، باحث مشارك في “مؤسسة البحوث الإستراتيجية” ورئيس قسم الطوارئ والأمن البيئي الفرنسي، قائلا: “حتى قبل بدء القتال، كانت اليمن في وضع صعب للغاية. كان هناك فقط 250 متر مكعب من المياه في السنة للساكن الواحد في العاصمة من حيث الموارد المتجددة، بينما يكون مستوى الإجهاد المائي 1000 متر مكعب. ولمدة 30 عاما، كان الماء يستخدم بشكل أساسي لإنتاج القات. فعادة ما يتم استخدام 85 بالمئة من موارد الدولة في الري والزراعة. وفي اليمن، تستهلك محاصيل القات 60 بالمئة من موارد البلاد”.

الهند وباكستان.. الخلاف على نهر السند

ينبع نهر السند في التيبت، ويمر عبر الهند، ثم من كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، قبل أن يتدفق في باكستان وينهي مجراه في بحر العرب. وعند التقسيم في عام 1947، كانت الأراضي المروية كبيرة في باكستان، لكن الهند احتفظت بمعظم إمدادات المياه. ومنذ عام 1960، تم ضمان إدارة النهر بموجب معاهدة. لكن الهند تهدد بانتظام بقطع المياه عن جارتها، أو إطلاق الكثير من المياه في المناطق التي غمرتها الفيضانات. وتغذي قضية نهر السند الصراع في كشمير بشكل واضح.

الصين ولاوس وفيتنام.. سدود على نهر ميكونغ

إن مضاعفة عدد السدود الكهرومائية من قبل الصين عند منبع أطول نهر في جنوب شرقي آسيا يهدد إمدادات المياه لـ60 مليون نسمة، من لاوس إلى فيتنام عبر بورما وتايلاند وكمبوديا، يعتمدون عليها في الزراعة وصيد الأسماك. ومنذ عام 1995، كان من المفترض أن تفصل لجنة ميكونغ في خلافاتهم، لكن رفض الصين الخضوع للتحكيم يغذي التوترات المتكررة مع جيرانها.

كندا والولايات المتحدة.. اتفاق في خطر

أسفرت معاهدة نهر كولومبيا، التي صادقت عليها الولايات المتحدة وكندا في عام 1964، عن بناء أربعة سدود ضخمة لتوليد الطاقة الكهرومائية للحد من مخاطر الفيضانات وتوليد الكهرباء بمليارات الدولارات. تنتهي بعض بنود الاتفاقية في عام 2024، والمفاوضات جارية بين البلدين لتحديثها، لكن الممثلين الأميركيين، الذين يجدون هذه البنود باهظة الثمن، يريدون تغييرها بالكامل.

الولايات المتحدة والمكسيك.. الجفاف يؤجج التوترات

نهر الكولورادو، الذي يمتد في جنوب غرب الولايات المتحدة والمكسيك، هو واحد من أكثر هذه الأنهار تنظيما. لكن هذا النهر أصبح أكثر جفافا من أي وقت مضى. واليوم، يجب أن تتفق أريزونا ونيفادا على تقاسم المياه، بينما يؤجج الجفاف التوترات مع المكسيك، ويجب على الأخيرة، بموجب اتفاقية تم توقيعها في عام 1944، تزويد جنوب الولايات المتحدة بـ 450 مليار لتر من المياه سنويا. بعد جفاف نهر ريو غراندي، تريد الولايات المتحدة استعادة ملايين الأمتار المكعبة من مياه الكولورادو.

البرازيل والأرجنتين وباراغواي.. التوتر في ريو بارانا

في عام 1979، وضعت هذه الدول الثلاث حدا لعشر سنوات من الصراع من خلال توقيع اتفاقية حول الاستغلال المشترك لمياه ريو بارانا على حدود الدول الثلاث. وقد مكنت هذه الاتفاقية من بناء سد “إيتايبو” على الحدود بين البرازيل وباراغواي. كما نصت على بناء سد “كوربوس” الذي تم بناؤه بشكل مشترك بين الأرجنتين وباراغواي، لكن هذا السد لم ير النور. وشروط هذه الاتفاقية، التي تنتهي في عام 2023، تثير استياء باراغواي على وجه الخصوص.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة