في الوقت الذي كثر فيه الحديث خلال الفترة الماضية عن مبادرات مختلفة لحل الأزمة السورية، لم يفض أي منها حتى الآن إلى التوصل لأي حل، وسط جمود في الملف السوري خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وارتباط هذا الملف بتفاهمات الدول الفاعلة في سوريا، ما جعل من العملية السياسية برمتها مضيعة للوقت بحسب رأي المعارض السوري كمال اللبواني، خلال حديثه لـ”الحل نت”، حيث نكشف لكم في السطور التالية تفاصيل ما دار ضمن المقابلة الصحفية الخاصة.

“المعارضة المأجورة” والدور الخارجي!

في تصريحات سابقة، لرئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، تحدث من خلالها عن المعارضة السورية، فذكر بن جاسم أن معظم المعارضة السورية “فاسدة”، حيث شبهها في ذلك الوقت بـ”السلطة”.

وفي هذا السياق رأى كمال اللبواني، أن حمد بن جاسم كان له مساهمة كبيرة بتخريب المعارضة السورية، من خلال دولته قطر ودول عربية أخرى بالإضافة لتركيا، فهم من جاؤوا بالعملاء ووضعوهم كمعارضين ويصرون على بقائهم، متهما عددا من قيادات المعارضة بأنهم كانوا مندوبين لأجهزة المخابرات السورية في الأصل.

وأضاف اللبواني خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن المعارضة والمعارضين يمثلون الدول التي وضعتهم، وليس لهم علاقة بالسوريين ولا بالسياسيين السوريين المعارضين القدامى الذين استقالوا، فهم أشخاص مسلوبو الإرادة ويعملون كإجراء لدى هذه الدول، إذا فهذه المعارضة لا تمثل أي شيء له علاقة بالشعب السوري، هم يمثلون مصالحهم الخاصة والدول التي اختارتهم وتقوم بتشغيلهم، وفق وصفه.

ولفت اللبواني، إلى أن “الشعب السوري محروم من تمثيل نفسه، وبالتالي كل ما ينتج عن المعارضة لا يعني أي شيء للسوريين على الإطلاق”، وحتى لو قاموا بوضع دستور فلن يعمل به السوريون الذين لم يؤخذ رأيهم فيه أصلا.

وأما بالنسبة لتصريحات بن جاسم، فلا يحق لقطر الحديث عن المعارضة، فهي ليست “سلطة” حسب تعبير بن جاسم، بل هي وفق اللبواني “طبخة من الحجارة”، “معظم الأخطاء سببها دول الخليج، والمعارضة لم تستطع الرد على بن جاسم لأن قطر تدعم الإخوان المسلمين وتركيا أيضا تدعمهم، فالهدف كان إفشال الحراك الشعبي في سوريا، وتم إفشاله. وهذه الدول هي من دعمت القياديين الفاسدين والانتهازيين وهي من جلبت جبهة النصرة لسوريا”.

لا يوجد حل سياسي في سوريا؟

العديد من المبادرات التي تم طرحها خلال السنوات الماضية من أجل حل الأزمة السورية، كما تعاقب عدة مبعوثون من الأمم المتحدة ليكونوا وسطاء دوليين بين حكومة دمشق والمعارضة، للتوصل لحل، ولكن تم تجاوز القرار الدولي 2254 الخاص بإيجاد حل وتقسيمه إلى أربع سلال من قبل المبعوث الخاص السابق ستيفان ديمستورا، ليتم الإبقاء خلال عمل المبعوث الحالي غير بيدرسن على عملية صياغة دستور جديد فقط، تم من أجل ذلك تشكيل ما عُرفت باللجنة الدستورية المكونة من وفد تابع لدمشق، وآخر للمعارضة، إضافة لإشراك المجتمع المدني.

اللبواني، وخلال حديثه لـ”الحل نت”، رأى أن اللجنة الدستورية التي تتحدث عن حل سياسي، تعلم أنه لا يوجد حل كهذا في سوريا، “الملف السوري مجمد والعالم مشغول عنه بأمور أخرى، وبالتالي ليس فيه أي تغييرات”.

وبالنسبة لبيدرسن، فاعتبره اللبواني “شخص يبحث عن عمل وأجور من الأمم المتحدة، وليس لديه خطة حقيقية، حتى مقاربته المسماة خطوة مقابل خطوة، ليست أكثر من عنوان فارغ غير قابل للتطبيق، كما لا يمكن التعويل على أي جهد دولي تحت مسمى الحل السياسي لأن أي جهد هو تضييع للوقت وبيدرسن يعلم ذلك جيدا”.

وبالتالي، حسب اللبواني، فإن الحل في سوريا هو حل عسكري، لا سياسي، فبحسب تعبيره فإن “النظام سلب الحكم في سوريا بالقوة ولا يمكن استرجاعه إلا بالقوة، فلا يوجد حل سياسي مع نظام ارتكب الكثير من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وبالتالي كان من الممكن قياسا على إيجاد حل سياسي مع النظام السوري إيجاد حل مع أسامة بن لادن”.

وفي الحلول التي اقترحها اللبواني، “تشكيل مجلس عسكري، تم اقتراحه فعلا وبتشكيل يقبل به الجانب الروسي، وهو شكل آخر لتطبيق القرار 2254، وهو أسرع ويقوم بتجزئة القرار إلى مراحل، أولها إنهاء الملف الأمني والعسكري، ثم إعادة اللاجئين السوريين، ثم إجراء انتخابات ووضع دستور جديد”.

ولكن وبحسب اللبواني، فإن هذا المشروع مجمد أيضا ككامل الملف السوري، لعدم وجود تفاهم بين روسيا والولايات المتحدة نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

غزو أوكرانيا والملف النووي الإيراني

يعتبر ملفي غزو روسيا لأوكرانيا، والملف النووي الإيراني والمفاوضات لإحياء الاتفاق الخاص به، من الأمور التي تنعكس بشكل كبير على الملف السوري.

واعتبر كمال اللبواني، خلال حديثه لـ”الحل نت” أنه إذا اتفقت روسيا والولايات المتحدة على تفاهمات حول أوكرانيا فإن هذه التفاهمات ستشمل سوريا، “لكن بعد تمادي بوتين وعدوانيته وتهديده باستخدام السلاح النووي، لم تبق أي من الدول الغربية توافق على الرضوخ لتهديدات من هذا النوع، وبالتالي فالحرب في أوكرانيا مستمرة حتى تتحقق خسارة روسيا”.

وبين اللبواني أنه من الممكن أن تفكر أميركا بتوسيع الحرب في سوريا، لكن ليس لديها عدد كاف من العناصر، وتاليا فالوضع في سوريا سيبقى كما هو.

أما بالنسبة للاتفاق النووي مع إيران، أشار اللبواني إلى رسالة خلال الاتفاق القديم كان الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أرسلها للمرشد الإيراني، علي خامنئي، يبلغه فيها أنه إذا وقعت إيران الاتفاق فإن الولايات المتحدة ستتعاون إيجابيا لإيجاد حل في سوريا يضمن بقاء بشار الأسد، وهو طمأنة لإيران، وفق تعبيره.

وختم اللبواني، باعتقاده بأن الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، لن يستثني الملف السوري من ملف الاتفاق النووي الإيراني، فإدارته لا تزال تعمل وفق ما كانت عليه إدارة أوباما، وبالتالي فإن الاتفاق النووي سيكون كارثة كبرى على السوريين فيما لو تم توقيعه، وفق رأيه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.