حملات ودعوات مستمرة لإعادة اللاجئين السوريين، وصلت مؤخرا إلى حد التحضير لمئات آلاف الملصقات التي تدعو لإعادتهم إلى البلاد، حسب ما جاء على لسان زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو مؤخرا.

ووفق وعود كليتشدار أوغلو، فإنه سيتم توزيع المنشورات على يد متطوعين في العديد من الولايات وبالأخص تلك التي يتركز فيها اللاجئون السوريون مثل غازي عنتاب وهاتاي وكيليس وشانلي أورفا وماردين.

ويحضر زعيم الحزب خطة مكونة من أربعة مراحل، تبدأ في إعادة العلاقات مع النظام السوري وتأسيس بيئة صالحة للعيش في سوريا وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي من ثم إعادة اللاجئين السوريين بدون “عنصرية وتمييز”.

ومع استمرار هذه الحملات والدعوات والتصريحات الداعية إلى إعادة اللاجئين السوريين، ازدادت في الآونة الأخيرة حالات الترحيل، وفق ما أكده حقوقيون مطلعون.

خطة واحدة!

مع اقتراب موعد انتخابات 2023 في تركيا، تواصل الأحزاب المتنافسة التحضير لحملاتها الانتخابية، فيما يبدو أن ملف السوريين بين أكثر الملفات التي تتبناها هذه الأحزاب.

تعليقا على حملة حزب الشعب الجمهوري، يقول المهتم بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي، لـ “الحل نت”: “الأحزاب المعارضة بمعظمها وليس جميعها، تتخذ اليوم ملف السوريين كجزء أساسي من حملاتها الانتخابية، وما جاء على لسان زعيم حزب الشعب الجمهوري يتوازى مع الحملة الأخيرة التي أطلقتها الحكومة التركية والمتعلقة أيضا بمشروع العودة الطوعية والمعلن عنه من قبل الرئيس التركي”.

الغازي يضيف، “لذلك نرى أن التيارين حكومة ومعارضة يستخدمان ملف إعادة اللاجئين السوريين، أما الدليل على ذلك فهو أن الحزب الحاكم لم يطلق مشروع العودة الطوعية إلا قبل أشهر من انتخابات 2023”.

وحسب تصور الغازي، بإن “الأحزاب المعارضة ستكون حذرة في تناول ملف اللاجئين السوريين ولن تلمس الجانب العنصري، فهي قد تعد وتعتمد على وعود لإعادة السوريين، بينما الحزب الحاكم غير قادر على ردع ذلك كونه يدخل ضمن حيز الحملات الانتخابية”.

الغازي يتابع، بأن “ما سبق مشكلته أمر واحد ألا وهو عدم وجود أية برامج أو سياسات واضحة للتعامل مع ملف اللاجئين، لذلك في المرحلة القادمة ستزداد حالات الترحيل وقد يرتبط ذلك مع ما نسمعه اليوم من تفاهمات وتسريبات بين الجانب التركي والنظام السوري”.

إقرأ:سوري يُمنع من دخول تركيا رغم سريان إقامته.. هل اقترب موعد رحيل السوريين؟

الترحيل متواصل

لم تتوقف حالات الترحيل منذ أن تركز الاهتمام على ملف اللاجئين السوريين بجانب إعادتهم، بل على العكس ازدادت في الأسابيع الأخيرة.

الغازي يقول لـ “الحل نت”: “حالات الاحتجاز والترحيل ازدادت خلال الأسابيع الماضية، لاحظنا هذا الشيء، وهذا مرده لجملة من المتغيرات، مثل الاقتراب من موعد الانتخابات والضغوط الاقتصادية التي يقبع تحتها المواطن التركي”.

اليوم السباق بين الطرفين، فإن كانت المعارضة تعد بإعادة السوريين خلال عامين فإن الحكومة التركية أيضا في المقابل وعدت بإعادتهم خلال عام.

طبعا حالات الاحتجاز والترحيل زادت خلال الأسابيع الماضية ولاحظنا هذا الشيء وهذا مرده الأخير لجملة من المتغيرات، مثل اقترابنا من موعد الانتخابات والضغوطات الاقتصادية التي يقبع المواطن التركي تحتها.

هذا مشكلته شيء واحد … هو أنه لا يوجد أي برامج أو سياسة واضحة للتعامل مع ملف اللاجئين … لذلك في المرحلة القادمة الترحيل سيزداد لاسيما قد يرتبط هذا الأمر أو يتزامن مع التفاهمات والتسريبات بين الجانب التركي والنظام السوري.

قد يهمك:تركيا والمعارضة السورية: ما مصلحة أنقرة في التطبيع مع حكومة دمشق؟

وبالأمس، كان قد تعرض 25 لاجئا سوريا للترحيل بعد أن دخلوا الأراضي التركية وتم اعتقالهم قرب ولاية كيليس، ليتم تسليهم إلى مديرية الهجرة ومن ثم ترحيلهم عبر معبر أونجو بينار المقابل لمعبر باب السلامة الحدودي.
الجدير بالذكر أنه مع تواصل عمليات الترحيل للاجئين سوريين في تركيا، ارتفعت أعداد السوريين الذين يحاولون عبور الحدود التركية نحو دول أوروبا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.