رفضا للعنصرية وانتشار خطاب الكراهية والاعتداءات المتكررة بحق السوريين في تركيا، يدعو لاجئون سوريون، العمال في المصانع والورشات والشركات التركية إلى الإضراب عن العمل، مدة أسبوع كامل، وذلك ابتداء من يوم الاثنين المقبل الموافق 12 من الشهر الحالي وحتى يوم الجمعة القادم الموافق 17 أيلو/سبتمبر.

الدعوة لإضراب العاملين السوريين في تركيا، قابلها خلال الساعات الماضية، عدة ردود وآراء، فهناك من دعم هذا الموقف ودعا لإنجاح الإضراب بهدف وقف الجرائم والانتهاكات المتكررة بحق السوريين في تركيا، بينما آخرون برروا عدم موافقتهم بما سيلحق المشاركين في الإضراب من ضرر لاحق.


ويبدو أن العديد من الفعاليات الاقتصادية التركية تأثرت بشكل ملحوظ مؤخرا، بالتزامن مع موجة اللجوء الجديدة إلى أوروبا والتي تشغل هم السوريين اليوم أملا بالوصول لبلد أكثر أمانا.

وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهر عدة أرباب عمل أتراك يشتكون من قلة أعداد العاملين لديهم بعدما ترك العمل آلاف السوريين الذين قرروا الخوض في رحلة لجوء جديدة.

ما أسباب الإضراب؟

مع تصاعد خطاب الكراهية والجرائم العنصرية التي يتعرض لها اللاجئين السوريين إضافة لعمليات الترحيل القسري الحاصلة بحقهم وسط توعد معظم الأطراف الفاعلة بترحيلهم إلى سوريا في حال تسلموا الحكم بعد انتخابات 2023 المقبلة.

الدعوة للإضراب تأتي بالتزامن مع التفاعل الكبير الذي حصل على قضية مقتل الطالب الجامعي السوري، فارس العلي، الأسبوع الفائت، طعنا بالسكاكين على يد مجموعة أتراك في ولاية هاتاي جنوب تركيا.

ووفق مقاطع مصورة انتشرت خلال اليومين الماضيين ويظهر فيها لاجئون سوريون، فإن الدعوة للإضراب تهدف إلى مطالبة السلطات التركية بمحاسبة كافة السياسيين المسؤولين عن تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية بحق اللاجئين السوريين مؤخرا.

وتفيد التقديرات، بأن نسبة العاملين السوريين بين جميع العاملين في تركيا تصل إلى 2،9 بالمئة، فيما هناك ما يقارب 930 ألفا من أصل حوالي مليوني سوري في سن العمل يعملون حاليا، ويبدو أن معظمهم يعملون بشكل غير قانوني لأسباب أبرزها تعنت أصحاب العمل عن استخراج إذن العمل لهم.

بين مؤيد ومعارض

مع اقتراب حلول موعد الدعوات لإضراب العاملين السوريين عن العمل، يبدو أن قسما كبيرا منهم يدعمون هذه المبادرة في الوقت الذي يرى البعض أنها لن تجلب للسوريين إلا الضرر.

ويدعم هذه الدعوة العديد من الشخصيات من بينهم، الفنانين عبد الحكيم قطيفان ومازن ناطور ورجل الأعمال السوري، عبد الله الحمصي وغيرهم، فيما وردت أنباء، اليوم السبت، عن اعتقال الحمصي بسبب دعوته للإضراب.

وفي استطلاع رأي أجراه مراسل “الحل نت” في تركيا، يبدو أن الغالبية مع أي حملات تدعو لحمايتهم وحفظ حقوقهم في تركيا، حيث يقول عدنان وهو أحد العاملين السوريين في غازي عنتاب لـ “الحل نت”: “أدعم هذه الحملة وسأشارك بها ولكن أتمنى أن تحصل المشاركة من الجميع، على الأقل لنكن هذه المرة نقف وقفة رجل واحد”.

الشاب يضيف، بأن “العديد من الورشات تشتكي نقص العمالة اليوم بسبب توجه قسم من العاملين السوريين للخوض في رحلة اللجوء، كما أن السبب الآخر يعود لعدم تقبل العديد من الأتراك الأعمال التي كان يشغلها السوريون”.

من جانبه، يقول علاء وهو لاجئ سوري يعمل في مجال الكهربائيات في غازي عنتاب، لـ “الحل نت”: “الأتراك يعتمدون في الأشغال الشاقة بشكل كبير على السوريين، وفي حال تركنا العمل جميعا حتما سيؤثر ذلك عليهم، لكنني لا أتوقع أن يكون هناك استجابة على نطاق واسع لهذه الدعوات، فهناك عائلات تعيش اليوم بيومه ولا يمكنها ترك العمل”.

وتزداد ظروف اللاجئين السوريين سوءا في تركيا سواء من ناحية تنامي خطابات العنصرية والكراهية أو من ناحية القرارات التي ساهمت في التضييق أكثر عليهم فيما بات أي منهم يحمل وثيقة “الكيملك” معرض للترحيل القسري.

الجدير بالذكر أنه تم ترحيل عشرات اللاجئين السوريين بينهم أطفال عبر معبر باب الهوى إلى سوريا فيما تفيد شهادات للبعض منهم بأنهم تعرضوا للخديعة ولم يتم التوضيح لهم أنه سيتم ترحيلهم إلى الأراضي السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.