مرة أخرى، اشتعل التوتر بين أثينا، وأنقرة، بعد إبلاغ أحد أفراد طاقم سفينة تركية، اليوم الأحد، أنهم يتعرضون لهجوم من قِبل خفر السواحل اليوناني، وهي المرة الثانية التي يحدث فيها توتر، بعد أن أعلنت تركيا، الأحد الماضي، أن طائرات تركية كانت في مهمة في بحر إيجه، في شرق البحر المتوسط استُهدفت من جانب اليونان بنظام الدفاع الجوي “إس-300″، منددة بـ”عمل عدائي”.

حرب المضائق تشتعل

خفر السواحل التركي، قال اليوم الأحد في بيان، إن سفن خفر السواحل اليونانية، فتحت النار على سفينة شحن تبحر في المياه الدولية في بحر إيجه، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين الخصمين الإقليميين، والتي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة.

وذكر البيان التركي، أنه لم تقع إصابات في إطلاق النار الذي وقع على بعد 11 ميلا بحريا، جنوب غربي جزيرة بوزكادا التركية، من قِبل سفينتين من سفن قوات خفر السواحل اليونانية، فيما توجهت سفينتان تركيتان، تابعتان لخفر السواحل إلى المنطقة، وغادرت السفن اليونانية.

وأظهر مقطع مصوّر نشر، في وقت سابق، سفينة تابعة لخفر السواحل اليوناني بجانب السفينة “آناتوليان”، التي ترفع علم جزر القمر، بينما يسمع دوي حوالي 12 طلقة نارية. ويظهر التسجيل المصور، الذي نشره خفر السواحل التركي، ويبدو أنه تم تصويره بهاتف محمول، ما يبدو أنه ثقب رصاصة في نافذة وفي سقف مقصورة سفينة الشحن.

ورست السفينة “آناتوليان”، في مضيق الدردنيل، قبالة الساحل التركي، فيما لم تسجل إصابات داخل طاقم السفينة البالغ عددهم 18 مكوّن من 6 مصريين و4 صوماليين و5 أذربيجانيين و3 أتراك.

“لدينا كلمة واحدة”

أمام حشد في منطقة البحر الأسود، قال أردوغان، يوم السبت الفائت، “أيها اليونان، ألقي نظرة على التاريخ. إذا مضيتِ قدما، ستدفعين ثمنا باهظا”.

وأردف أردوغان، “لدينا كلمة واحدة لليونان: لا تنسوا إزمير”، في إشارة إلى المدينة المطلّة على بحر إيجه والتي يسميها اليونانيون سميرنا. وجاء حديث أردوغان، أثناء مشاركته بمعرض “تكنوفست” للبحر الأسود، ومهرجان الطيران والفضاء والتكنولوجيا.

وتابع أردوغان، مشددا على أن “احتلالكم لجزر بحر إيجه القريبة من تركيا لا يلزمنا. حين تأتي اللحظة، سنفعل ما يلزم. قد نصل فجأة خلال الليل”، مكررا عبارة غالبا ما كان يستخدمها لإطلاق عملياته في شمال سوريا، وفق تقارير صحفية.

من جانبها، تتهم اليونان، الطائرات التركية بالتحليق فوق جزر يونانية قريبة من الحدود التركية، وينعكس الخلاف بين الدولتين العدوتين من خلال تسيير عدد كبير من الدوريات، وقالت وزارة الخارجية اليونانية: “سنبلغ حلفاءنا وشركاءنا بمحتوى التصريحات الاستفزازية لنوضح، مَن الذي يضع الديناميت في تماسك تحالفنا خلال فترة خطيرة”.

في حين أن أنقرة، تندد بوجود قوات على هذه الجزر، وتعتبر ذلك مخالفا لمعاهدات السلام الموقّعة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية. وفي حزيران/ يونيو، صرح وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، بأن أنقرة، ستتحدى سيادة اليونان، على هذه الجزر إذا واصلت إرسال قوات إليها.

حرب على موارد الطاقة

وصل التوتر بين البلدين إلى حدّ قال فيه أردوغان، إن رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، “لم يعد موجودا بالنسبة له”، واتهمه بعرقلة شراء تركيا لطائراتها من طراز “إف-16” أثناء زيارته للولايات المتحدة الأميركية، حيث صعّدت تركيا انتقاداتها لليونان بعد خطاب ميتسوتاكيس، أمام الكونغرس الأميركي في منتصف أيار/مايو الماضي، حيث طالب أعضاء الكونغرس، بأن يأخذوا في الاعتبار الوضع في شرق البحر المتوسط، فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة المحتملة إلى تركيا.

ضمن السياق، جدد أردوغان، تحذيراته لليونان، الثلاثاء الفائت، قائلا “قد نأتيكم بغتة في جنح الليل”، وأردف “ما زلنا نشعر بالحساسية من تحرشات اليونان بالمقاتلات التركية، وأثينا بدأت تضبط نفسها بعد أن أدركت ذلك”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول”.

وعلى إثر ذلك، أعرب الاتحاد الأوروبي، عن “قلقه الشديد” إزاء “التصريحات العدائية” التي أدلى بها أردوغان، ضد أثينا بشأن الجزر اليونانية القريبة من تركيا. وصرّح بيتر ستانو، المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ردا على سؤال خلال مؤتمره الصحفي اليومي، “هذه التصريحات العدائية من قبل القيادة السياسية التركية ضد اليونان، والشعب اليوناني تثير قلقا بالغا”.

والمدهش أن هذه التطورات تأتي بعد أيام قليلة من إعلان تركيا إرسال سفينة التنقيب “عبد الحميد خان”، وهي واحدة من أكبر خمس سفن تنقيب في العالم، إلى شرقي المتوسط للبدء بأعمال البحث السيزمي، (التي تجرى في مجال الاستكشافات البترولية والغازية)، وهو ما جعل اليونان تستنفر قلقا من انتقال السفينة إلى مواقع خلافية مع تركيا. حيث أبقى الجانب اليوناني قواته مستعدة لجميع الاحتمالات، وفق تقارير صحفية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.