على وقع التضييق على اللاجئين السوريين في تركيا في الآونة الأخيرة، بات الكثير منهم يفكر أو يحاول في الخوض برحلة لجوء جديدة نحو دول أوروبا فيما يهتم آخرون في اللجوء نحو دول قد يسمع بها أي فرد للمرة الأولى مثل جزر تقع في المحيط الهادي.

وحسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فإن الاهتمام بالهجرة أو اللجوء لدول أخرى انطلاقا من تركيا بات الحديث الذي يشغل مجالس السوريين في البلاد هذه الأيام، محاولين البحث عن أية حلول تجعلهم بمأمن عن التعرض للترحيل القسري.

ومع ضعف جواز السفر السوري من حيث الترتيب، هناك بعض الحلول المحدودة أمامهم للانتقال إلى بلدان أخرى وتقديم لجوء على أراضيها، من بينها جزر بات الحديث عنها مؤخرا الشغل الشاغل فيما بينهم مثل جزر المارشال وجزر كوك وجزر برمودا وغيرها.

ورغم أن رحلات الطيران نحو هذه الجزر قد تحتاج لمبالغ كبيرة من جهة ولإجراءات معقدة تبدأ من رحلة “الترانزيت” إلى مراسلة سفارات لدخول أراضيها وإكمال الرحلة من خلالها من جهة أخرى، إلا أنها تلقى اهتماما كبيرا لدى بعض السوريين.

الرحلة الأولى

العديد من اللاجئين السوريين يحضرون أنفسهم للخوض في رحلة لجوء جديدة نحو بلاد سمعوا بها مؤخرا للمرة الأولى ولكن إجراءات تقديم طلبات للجوء فيها سهلة نوعا ما مقارنة ببلدان أخرى ويمكن السفر إليها عبر جواز السفر السوري.

ويبدو أن هناك رحلة يتم التحضير لها انطلاقا من إسطنبول، حيث يوجد منظمون يحاولون جمع ما يقارب 250 مقعدا يكلّف كل واحد منها بين 4000 إلى 5000 دولار أمريكي، حسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا.

محمد الحسين أحد اللاجئين السوريين المقيمين في غازي عنتاب، يراقب عن كثب الرحلة الأولى التي يتم تنظيمها عبر مجموعة على قناة في منصة “تلغرام”، يقول لـ “الحل نت”: إنه “يقرأ مؤخرا عن جزر المارشال ويرى أنها خيار للجوء لا يقل شأنا عن دول أوروبا كما أن هذا الخيار يتناسب مع مدخراته المالية التي بحوزته”.

الشاب يضيف، بأن “أي بلد تنتهي إقامتك فيه اليوم بنيل الجنسية وتعرف ما لك وما عليك من البداية أفضل من وضع السوريين في تركيا، فأنا مضى على وجودي في تركيا أكثر من سبع سنوات ولا أملك سوى وثيقة الكيملك”.

ويتواصل انضمام السوريين للمجموعة التي تم تنظيمها وسط وجود العديد من الاستفسارات حول طرق الوصول وكيفية الحصول على “فيزا الترانزيت” من أجل الوصول لإحدى هذه الجزر وتقديم طلب لجوء فيها.

إلى دول جديدة

لا يقتصر التفكير باللجوء إلى بلدان قد تصلها أقدام السوريين للمرة الأولى على الجزر المذكورة أعلاه، بل هناك سوريون وصلوا بالفعل لبلدان أخرى مثل كمبوديا جنوب شرقي آسيا.

ووفق ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فإن هناك شاب سوري كان قد انتقل من تركيا مؤخرا إلى كمبوديا بشكل مباشر وبات ينشر مقاطع مصورة له على منصة “تيك توك” عن إقامته في البلاد وكيف هي ظروفه وطريقة وصوله للبلاد وسط تساؤلات للعديد من السوريين في تركيا له حول ذلك.

لم يقتصر الاهتمام بين السوريين في تركيا على دول مثل جزر مارشال وكوك وكمبوديا، بل امتد إلى دول أخرى مثل الأرجنتين والبرازيل وغيرها.

عقيل الأحمد، أحد اللاجئين السوريين في قيصري وهو من الذين تواصلنا معهم، يقول لـ “الحل نت”: إنه “كان قد بدأ بإجراءات استخراج جواز سفر تمهيدا للتقديم على فيزا البرازيل أملا بالوصول إلى غويانا الفرنسية لتقديم طلب لجوء هناك من ثم الانتقال إلى فرنسا”.

الشاب يضيف، بأنه “في حال لم تنجح محاولته في الوصول إلى فرنسا عبر هذه الطريقة سيبقى في البرازيل ويحاول التقديم على جنسية البلاد بعد بضع سنوات”.

ومع تنامي خطابات العنصرية والكراهية المتواصلة بحق السوريين وترحيل العديد منهم “قسرا” إلى سوريا، يبدو أن هناك موجة لجوء كبيرة للسوريين تشهدها البلاد في ظل أزمة بدأت تظهر ملامحها لدى أرباب العمل بعد أن توقف آلاف السوريين عن العمل مؤخرا.

وحسب الإحصاءات الرسمية، فقد بلغ عدد السوريين في تركيا وفق آخر الأرقام، ثلاثة ملايين و655 ألفا و489 لاجئا سوريا، فيما يبدو أن هناك ما يزيد عن 80 ألف لاجئ سوري، عادوا طوعا أو تم ترحيلهم إلى سوريا أو غادروا تركيا لبلدان أخرى وبالتالي أبطلت وثائقهم منذ بداية العام الحالي حتى اليوم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة