مع استفحال الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عشرة أعوام، وغياب الإرادة الدولية في إيجاد حل سياسي لإنهاء الصراع، دعا حزبا “الوحدة” و”التقدمي” الكرديين، عبر بيان مشترك، القوى الوطنية الديمقراطية السورية إلى الحوار وتشكيل منصّة سورية ديمقراطية وصولا إلى مؤتمر وطني سوري شامل يضم كل القوى السياسية التي تؤمن بالحل السياسي.

وجاء ذلك خلال اجتماع لحزبي “الوحدة” و”التقدمي” في مدينة القامشلي، تناولا أحداث وتطورات المشهد السياسي السوري والإقليمي.

حل سوري

القيادي الكردي وعضو المكتب السياسي في حزب “الديمقراطي التقدمي” في سوريا، أحمد بركات، قال لموقع “الحل نت”، إن “حل الأزمة السورية لا بد أن يكون بيد السوريين”.

وأضاف بركات، أن “استفحال واستمرار الأزمة السورية وما يعانيه الشعب السوري من مآسي يعود إلى غياب الإرادة الدولية في إيجاد حل سياسي ينهي الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عشرة أعوام”.

وأشار بركات إلى تراجع الملف السوري في قائمة الأولويات الدولية بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، التي تركت آثارا سلبية على المشهد السياسي الدولي بشكل عام والسوري بشكل خاص.

وأكد الجانبان، خلال البيان المشترك، أن لا خيار أمام القوى الوطنية الديمقراطية السورية إلاّ الحوار وتشكيل منصة سورية ديمقراطية تؤمن بالحل السياسي وتشكل رافعة سياسية جديدة تخرج الوضع السوري من حالة الركود التي يشهدها الآن، وفقا للقرارات الدولية الخاصّة بالوضع السوري وفي مقدمتها القرار /2254/، والدعوة إلى مؤتمر وطني سوري شامل يضم كل القوى السياسية التي تؤمن بالحل السياسي.

تسوية سياسية

القيادي الكردي في حزب “التقدمي”، شدد على ضرورة بذل الجهود لتسوية سياسية للأزمة السورية، عبر مؤتمر وطني عام يبحث وضع دستور جديد يضمن حقوق السوريين جميعا وإيجاد حل عادل للقضية الكردية والاعتراف الدستوري بحقوقه القومية.

كما نوه القيادي الكردي إلى العقبات التي تعترض الحوار السوري، بسبب الدور السلبي للدول الضالعة في سوريا، في مقدمتهم تركيا ودعمها للفصائل الراديكالية الإسلامية التي تنفذ الأجندات التركية في المناطق التي تسيطر عليها.

ورأى الجانبان أن الضغط على تركيا وحملها على العودة إلى حدودها الدولية المشتركة مع سوريا واحترام سيادة سوريا وعلاقات حسن الجوار يشكل أساسا جيدا لأية تسوية سياسية في سوريا.

ومنتصف آب/أغسطس 2022، دعا الحزبان، خلال بيان مشترك، أحزاب الحركة السياسية الكردية في سوريا إلى لقاء تشاوري دون شروط مسبقة، درءا للمخاطر التركية، التي تهدد باجتياح جديد الشمال السوري منذ أيار/مايو الماضي.

“مؤتمر الديمقراطيين”

هذه الدعوة، تأتي في وقت يستعد فيه “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، الذي يشارك فيه حزب “الوحدة”، شريك “التقدمي” في هذه الدعوة، لعقد مؤتمر للشخصيات والقوى الديمقراطية وفق ملتقيات “ستوكهولهم” التشاورية من كافة المناطق والأحزاب، بغية تقريب وجهات النظر، وطرح حلول ممكنة للأزمة السورية.

فيما لا يشترك حزب “التقدمي” في أي إطار كردي أو سوري، بعد انسحابه من “المجلس الوطني الكردي” و”الائتلاف” المعارض والمدعوم من أنقرة، أواخر 2015، كما أن الحزبين لا يمثلان في الحوارات الكردية التي ترعاها واشنطن منذ منتصف 2020، والتي لاتزال متوقفة منذ أواخره مع بدء الانتخابات الرئاسية الأميركية.

منتصف كانون الأول/ديسمبر 2021، عقد لقاء ستوكهولم التشاوري الأول في العاصمة السويدية برعاية رسمية من الدولة المستضيفة، ويهدف اللقاء في ختام جولاته التشاورية، أواخر العام الجاري، تشكيل منصة سورية للديمقراطيين لبحث رؤية سياسية مشتركة وخارطة طريق لمستقبل سوريا.

ويرى القائمون على اللقاءات التشاورية في “ستوكهولم”، أن الهوية السورية الحقيقية تبنى تأكيدا على تثبيت الاعتراف بكامل حقوق الهويات المحلية، وأن اللامركزية مدخل للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، حسب تصريح صحفي للجنة التحضيرية للمؤتمر، منتصف أيار/مايو الماضي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.