قضية اللاجئين السوريين في لبنان تشعل خلافا بين أصالة وإليسا

قضية وجود اللاجئين السوريين في لبنان، هي من أبرز القضايا الجدلية في لبنان، إذ يتعرض اللاجئون السوريون للعديد من المواقف العنصرية في لبنان، في وقت يعتبر بعض اللبنانيين، أن الوجود الكثيف للسوريين هو واحد من أسباب الضغط الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، فضلا عن عوامل عدة تتعلق بالوضع الأمني والسياسي.

في خضم هذا الخلاف بين اللبنانيين حول قضية السوريين، دارت مشادة كلامية بين المطربة اللبنانية إليسا والمطربة السورية أصالة، وذلك بعد سلسلة من المنشورات المتبادلة على موقع “تويتر” بشأن قضية اللاجئين السوريين في لبنان.

إليسا والنازحين

القصة بدأت عندما نشرت المطربة اللبنانية إليسا منشور عبر صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تطالب بمغادرة اللاجئين السوريين وغيرهم من لبنان، وعودتهم إلى بلادهم، وذلك من منطلق حبها لوطنها وحرصها على مصلحته حسب تعبيرها.

حبي لوطني ومصلحة وطني مدعاة فخري.وما بحياتي قللت احترام مع اي شعب، فكيف بالاحرى الشعب العربي لِ بنتمي إلو؟ما بعتقد بكون عم هين حدا لما طالب بعودتو لوطنو، لأنو وطن الانسان كرامتو. لأني بحبكن بتمنى ترجعوا كلكن لاوطانكن
— Elissa (@elissakh) April 7, 2023

منشور إليسا أثار العديد من الردود التي استنكرت المنشور، حيث اعتبر بعض رواد مواقع التواصل “أن ملكة الإحساس” فقدت الإحساس عندما تعلق الأمر بلاجئين فقدوا حق العودة إلى بلدانهم ودفعتهم الظروف إلى اللجوء إلى دول الجوار.

آية حجازي علقت على منشور إليسا بالقول، “هي ملكة الإحساس مش بيوصل احساسها للغلابة واللاجئين اللي ماعندهم وطن”، بينما غردت إيمان إبراهيم قائلة، “بتفهم المطالبة بعودة السوري، أما الفلسطيني اللي انسرقت ارضو لوين بدو يرجع”.

هي ملكة الإحساس مش بيوصل احساسها للغلابة واللاجئين الاي ماعندهمش وطن
— Aya Hijazi آية حجازي (@_AyaHijazi_) April 8, 2023

بعد ذلك المنشور، وجدت إليسا نفسها أمام حملة هجوم وانتقادات، ما اضطرها للرد عبر تغريدة أكدت فيها احترامها لكل الشعوب العربية، ورغم أن إليسا لم تحدد هوية من طالبتهم بمغادرة لبنان، إلا أن كثيرين اتهموها بتبني “خطابات شعبوية لا تليق بفنانة اعتادوا منها الحديث بلسان مناهض لكل أشكال العنف والتمييز”.

اللاجئين عايشين يمكن اصعب حياة ممكن الواحد يتخيلها
اليسا برايها هاللاجئين عايشين بقصور
صدقا الواحد ما بيخجل من حالو احيانا لما يكون بهيك تفكير !
والله عيب …..
— rose Is 🇸🇾 (@rose91el) April 7, 2023

بعض الردود حرصت على تذكير إليسا، بالشروط والقيود الدولية التي تمنع الفلسطينيين من مغادرة لبنان باتجاه بلد آخر، كما أشار معلقون سوريون إلى أن ظروف العودة الآمنة لبلدهم لا تزال صعبة المنال بالنسبة للبعض.

على الجهة المقابلة، أعرب آخرون عن تفهمهم لإليسا واتهموا منتقديها بتحوير كلامها ،حتى إن البعض اعتبرها “محقة” في دعوتها للاجئين بالعودة لبلدانهم، وبررو موقفهم بأن الظروف في المنطقة باتت ملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم لافتين إلى “لبنان تحمل أعباء لم يتحملها غيره من الدول العربية” حسب رؤيتهم.

قد يهمك: بعد أولى حلقات “الموسم 6”.. لماذا خالف مسلسل “صبايا” التوقعات؟

الرد على كلام إليسا وصل إلى المطربة السورية أصالة، التي علقت على تدوينة إليسا، ودعتها إلى مراعاة ظروف اللاجئين التي أجبرتهم على ترك أوطانهم، والبحث عن مأوى ومكان إقامة جديد.

أصالة دخلت على الخط

أصالة ردت عبر “تويتر” وقالت، ” “كلنا بالأرض لاجئين وما حدا بيملك أي مكان بأيّ أرض كلنا زوّار مهما طالت زيارتنا بدنا نرحم بعض لأنّه ما في شي عم يرحمنا الدّنيا صعبة وظروف الناس صعبه وما حدا حاطط فوق راسه خيمة واللي اليوم مُتاح بكرة ما بنعرف لو ممكن وكفايه نتجزّأ حلّنا مرّه وحده نتوحّد”.

كلنا بالأرض لاجئين وماحدا بيملك أي مكان بأيّ أرض كلنا زوّار مهما طالت زيارتنا بدّنا نرحم بعض لأنّه مافي شي عم يرحمنا الدّنيي صعبه وظروف الناس صعبه وماحدا حاطط فوق راسه خيمه واللي اليوم مُتاح بكره مابنعرف لو ممكن وكفايه نتجزّأ حلّنا مرّه وحده نتوحّد
— Assala (@AssalaOfficial) April 7, 2023

أصالة نصري شددت في تغريدة لاحقة على حفظ الود وأضافت “نختلف بالآراء ما بيعني نزعل من بعض، وإليسا حبيبتي ورفيقتي ووارد بين الأصحاب الخلاف بالآراء وحتّى بالمبادئ”.

وإليسا تعتبر واحدة من الفنانات اللواتي يعلنون عن مواقفهما السياسية في العديد من قضايا المنطقة، على عكس توجهات معظم الفنانين، الذي يفضلون عدم الخوض في المواقف السياسية، وبالتالي صمتهم عن جميع القضايا الجدلية، حفاظا على شعبيتهم في العالم العربي.

يذكر أن عدد النازحين السوريين يبلغ حاليا مليونين و80 ألف نازح في لبنان الرازح تحت وطأة أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية ضاغطة، بالإضافة إلى انهيار عملته الوطنية، في وقت يعتبر بعض اللبنانيين أن الوجود السوري ساهم بتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان.

الدعوة التي أطلقتها إليسا ليست الأولى من نوعها، فقد أطلقت دعوة مشابهة عام 2019 إلى النازحين السوريين والفلسطينيين، الأمر الذي عرّضها لانتقادات واسعة آنذاك، لإغفالها الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون في ظل فقدانهم لأوطانهم واضطرارهم لمغادرتها.