المخرج سامر برقاوي والممثل تيم حسن، بعد أن أصبحت أسماؤهم الأشهر في عالم الدراما العربية خاصة بعد اجتماعهما في مسلسل “الزند” الذي حقق نجاحا جماهيريا واسعا، هما الآن ينويان  تكرار التجربة في عمل درامي جديد سيُعرض في رمضان 2024؛ ولكن ما هي المفاجأة التي يخبئها هذا العمل الدرامي.

الثنائي سيجتمعان في عمل درامي جديد يضم معطيات مختلفة وفريدة من نوعها، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان المسلسل سيأخذ الجمهور في رحلة عبر التاريخ، وهل سيرى تيم حسن في دور جديد ومختلف، وسيكون هذا العمل الدرامي الأكثر إثارة في رمضان 2024، وإذا كان العمل في مرحلة تاريخية هل يعني ذلك اختفاء الدراما الرومانسية بشكل نهائي.

عمل تاريخي بصيغة مختلفة

في حديثه لموقع “فوشيا”، صرح المخرج السوري سامر برقاوي بأن هذا العمل الدرامي سيجمعه مع النجم تيم حسن “من الممكن أن نذهب للتاريخ بمرحلة مختلفة ولا أستطيع التصريح حاليا إلا بعد فترة لأنها رؤية لا زالت تُبنى”.

برقاوي كشف عن سرّ العلاقة المتينة التي تربطه بالفنان تيم حسن بعد النجاحات التي حققها الثنائي في العديد من الأعمال الدرامية آخرها مسلسل “الزند” الذي عرُض في شهر رمضان 2023، مؤكدا أن الشراكة الفنية الصحية القائمة على الصداقة والثقة المشتركة امتدت لأعوام أثمرت تباعا عن تلاقي كلا الطرفين في كثير من المشاريع.

قبل مسلسل “الزند”، تعاون تيم حسن مع برقاوي في مسلسل “تشيللو” ومسلسل وفيلم “الهيبة” ومسلسل “نص يوم”، مبيّنا أن الدراما تأخذ أشكالا جديدة وتذهب لأماكن أكثر جرأة ومختلفة نوعا ما، مشيرا إلى أن ذهنية التلقي تختلف وتتفهم في الوقت الحالي.

خلال حديثه أوضح برقاوي، أن مشروعه المقبل في عام 2024 يحكي عن دراما سورية تاريخية معاصرة لمرحلة أخرى من تاريخ سوريا، كتابة عمر أبو سعدة وبطولة الفنان تيم حسن واعتبر العمل مفاجأة للجمهور العربي. 

الألفاظ المسيئة.. دراما بلا مضمون

خلال عرض مسلسل “الزند” في دراما رمضان 2023، تعرّض للعديد من الانتقادات، نتيجة أدائه بلهجة أهل الساحل السوري، والتي يصعب فهمها بشكل عام في الدول العربية، وأثناء الحوار المتواصل مع مخرج المسلسل، سامر البرقاوي، فقد صرّح في أول لقاء له مع منصة “إي تي بالعربي” حول ذلك وقال هي كانت بمثابة “مغامرة” لكنها نجحت.

من جانبه أثار تيم حسن الجدل بعد استخدامه العديد من الألفاظ التي اعتبرها الجمهور مسيئة، حيث استخدم عدة مصطلحات اعتبرها البعض مبالغة، وشتائم بذيئة مثل “ابن المتسطحة، ابن المبطوحة، ابن المفرشخة، ابن العاهرة، ابن الزانية، بدي أفلح ع أمك يا ابن المفقوعة، فلطة”.

حول ذلك، علّق برقاوي على الانتقادات التي تعرض لها مسلسل “الزند” بسبب الألفاظ المسيئة، مبررا أن “الجرأة بالمنطوق المحلي أو بمنطوق الشخصية يكون في نوع من الحساسية الأقرب للوعظ بمحلات ما”.

مسلسل “الزند” تربع على محرك البحث “غوغل”، ولا سيما في كل من الإمارات ولبنان والأردن، والعمل من بطولة تيم حسن، دانا مارديني، فايز قزق، أنس طيارة. ويمكن القول إنه الأكثر مشاهدة وجمهورا في موسم رمضان 2023، بحسب عدة تقارير وعموم آراء التواصل الاجتماعي.

في السياق ذاته، قال الفنان المصري أحمد وفيق، أن معادلة الدراما مختلة لصالح “يلا نأكل عيش”، ليس من المعيب أن نقدم أعمال فنية من باب المتعة، لكن عندما يتاح العمل للفنان لتقديم قضية ومضمون إصلاحي سيكون أفضل بكثير من العمل من أجل المتعة.

لماذا اختفت الدراما الرومانسية؟

بالعودة إلى تصريحات برقاوي ونيّته لتكرار نجاح جديد مع تيم حسن عبر عمل درامي تاريخي، فإن تصورات الكاتبة المصرية نعيمة عبد الجواد، قد تكون صحيحة، حيث ترى أن السائد حاليا دراما عشق من نوع خاص، بالتحديد عشق العنف والقوة.

طبقا لحديث عبد الجواد لصحيفة “القدس العربي”، فإن  الدراما العنيفة، بعد العقد الأول من الألفية الثالثة، تخلّلتها مشاهد رومانسية لتزيد من عمق الشخصية وتربطها بالواقع؛ إلا أنها تمُر سريعا دون أن يكون لها عمق ولا تؤثّر أيضا في سير الأحداث.

على هذا، تعتقد عبد الجواد أن سبب اختفاء الرومانسية هو عدم القدرة على حياكة حبكة يمكن تصديقها في عصر أصبحت فيه الغلبة للسرعة والعنف.

الدراما التاريخية السورية حجزت مقعدا متقدما في السباق الرمضاني الأخير، وحصدت إعجاب الجمهور بسبب محتواها القوي، مثل “الزند” و”مربى العز” و”العربجي” و”زقاق الجن” و”سفر برلك”، فيما أغفلت الدراما الرومانسية وحتى الرومانسية داخل هذه الأعمال الدرامية التي اعتمدت على القوة والحرب.

تيم حسن، الذي يُعد واحدا من أشهر نجوم الدراما العربية، سيظهر في دور جديد ومختلف، ومن المتوقع أن يقدم أداء استثنائيا في هذا العمل الدرامي الجديد. ومع تجربة المخرج سامر برقاوي في إخراج الأعمال الدرامية، فإن هذا العمل الجديد سيُعد واحدا من أكثر الأعمال المنتظرة في رمضان 2024.

في النهاية، يبقى السؤال الأهم ما هي المفاجأة التي يخبئها هذا العمل الدرامي الجديد، وهل سيكون هذا العمل الدرامي الذي يجمع بين سامر برقاوي وتيم حسن هو الأفضل في رمضان 2024، وما إذا سيستمر المخرجون والمؤلفون بتفضيل “الترند” عبر بطل معين وإغفال التنوع الدرامي للمشاهد. 

• “الكبتاغون 2″.. ضربة جديدة لـ”محور المقاومة”
• الإخوان ومتلازمة العنف الأبدية.. من “تنظيم 65” وحتى “حسم”
• رسائل واشنطن: هل تنجح بتحجيم الدعم الصيني لروسيا؟
• الهجوم على القوات الأميركية: رسالة إيرانية على نتائج زيارة السوداني لواشنطن؟
• 5 ملايين ليرة.. الثمن الجديد للابتسامة في سوريا