شهدت الأيام القليلة الفائتة حالة من السّجال بين الفنانَين السوريين عابد فهد ويامن الحجلي، نتيجة انتقاد الأول لعمل الأخير “ولاد بديعة” بسبب مسألة العنف المفرط في الدراما السورية، ولا سيما مسلسليهما.

وتصدر اسم يامن الحجلي وعابد فهد، محركات البحث و”الترند” بعد أن خرج الأخير عن صمته وردّ على هجوم الحجلي أحد أبطال وكاتب مسلسل “ولاد بديعة” بسبب شخصيته في مسلسل “الولادة من الخاصرة”، واصفاً تصريحاته بـ”المتسرعة”.

ما تفاصيل سجال فهد والحجلي؟

خلال الأيام الماضية، دافع يامن الحجلي، عبر لقاء في برنامج “عندي سؤال” على قناة “المشهد”، عن مسلسله “ولاد بديعة” الذي عُرض خلال موسم دراما رمضان 2024، وتعرّضه للكثير من الانتقادات، خصوصاً فيما يتعلق بمشاهد العنف التي تضمنها، وكان عابد فهد من بين المنتقدين.

وأعرب الحجلي آنذاك عن دهشته الكبيرة من الانتقادات التي وجّهها فهد إلى المسلسل وحديثه عن كثرة مشاهد العنف فيه، قائلاً: “كان يجب عليه أن يقول هذا الكلام عندما قدّم دور المقدم رؤوف في الولادة من الخاصرة، فقد رأينا أبشع نموذج للعنف آنذاك… بوعده إننا نقدم السنة الجاية عملاً عن الحمام الزاجل”.

ولم يستغرق فهد وقتاً طويلاً للرّد على هجوم الحجلي، حيث قال خلال مقابلة مع ماجد العجلاني، على هامش “منتدى الإعلام العربي” في دبي، تصريحات يامن الحجلي واعتبرها “متسرعة”، قائلاً: “لن أردّ عليه، كان متسرّعاً برده، زعلت من رأيه وردّه، لكن المحبين ردوا عليه”.

وأضاف فهد خلال لقائه: “يامن تسرع كتير بكلامه، وأنا زعلت منه لانتقاده شخصية المقدم رؤوف، لأن شخصية رؤوف هي نموذج ينعكس على مجتمع لا يستحق هذا الانعكاس، يامن تسرع برأيه وردوا عليه الشباب المحبين، وبكير يرد بهي الطريقة.. فالفن متحول ولا يوجد ثابت فيه.. في مشاريع قادمة.. وأنا بتمنى لهم التوفيق والنجاح دائماً”.

وبيّن فهد أنه بالفعل قدّم التهاني لعلي وجيه، كاتب مسلسل “ولاد بديعة” بالشراكة مع يامن الحجلي، وأبدى رأيه حول ضرورة وجود بطل إيجابي أو بارقة أمل، ولم ينتقد العمل ككل، منوّهاً إلى أن الأعمال الدرامية في الموسم الرمضاني السابق عموماً كانت مليئة بالعنف.

كما وأشار فهد إلى أنه إذا عرض عليه يامن الحجلي وشريكه الكاتب، علي وجيه، نص  سيناريو له سيقرأه بالطبع، قائلاً: “هذا جيل جديد، وإن كان رايحين لمكان خطأ، يجب علينا أن نوجههم، أو نهنئهم عليه”.

هذا وكان يامن الحجلي، والذي شارك علي وجيه في كتابة مسلسل “ولاد بديعة”، وعُرض خلال موسم دراما رمضان الفائت، قد هاجم فهد بعد انتقاده للمسلسل لاحتوائه على مشاهد عنف وأنه لا يمثل المجتمع السوري ككل.

وردَّ الحجلي بطريقة ساخرة على تصريحات فهد، خلال لقاء على قناة “المشهد”، مشدداً على أن الأخير قدَّم أكثر صور العنف في الدراما السورية بتجسيده شخصية “المقدم رؤوف” في مسلسل “الولادة من الخاصرة”.

وأعرب الحجلي، عن صدمته من بعض الزملاء وردود أفعالهم المتناقضة، خاصة وأن فهد بعث رسالة صوتية للكاتب علي وجيه يبارك فيه نجاح العمل ومبدياً إعجابه به، ليعود بعدها بأيام وينتقد العمل في أحد البرامج التلفزيونية.

وقال الحجلي، ساخراً: “أنا بعتقد أنه تورط وسحب لمكان ما عاد عرف يطلع منه، لأنك أنت بتتفاجأ واحد قال هاد الرأي قبل يومين يعطيك رأياً مغايراً بعده.. على كل حال بنوعده السنة الجاي نقدم عملاً عن الحمام الزاجل”.

راضٍ عن “ولاد بديعة”

كما ولفت الحجلي خلال لقائه التلفزيوني السابق إلى أنه راضٍ تماماً عن مسلسله “ولاد بديعة”، وتحدى أن يتمكن أي شخص من تقديم ما قدّمه في ظل الظروف الصعبة التي مرّ بها وقِصر المدّة الزمنية.

ونوّه الحجلي إلى أن “ولاد بديعة” تم إنجازه في فترة زمنية قياسية لم تتجاوز 7 أشهر، شملت مراحل الكتابة والتصوير والعرض، موضحاً أنهم حاولوا من خلال العمل تسليط الضوء على “سوريا المكلومة الحزينة”، مشيراً إلى أن “بديعة” كانت ترمز لسوريا.

هذا ويتكون مسلسل “ولاد بديعة” من 30 حلقة، وعُرض خلال شهر رمضان الماضي، وهو من إخراج، رشا هشام شربتجي، ومن تأليف يامن الحجلي وعلي وجيه، ومن إنتاج شركة “بينتالنس”.

والمسلسل درامي اجتماعي يروي قصة عائلة سورية تعيش في حيّ شعبي في دمشق، وتمرّ بالعديد من المواقف والمفارقات والتحوّلات في ظل الأحداث التاريخية والسياسية التي شهدتها سوريا في السنوات الأخيرة.

ويتناول المسلسل مواضيع مختلفة مثل الحب والخيانة والذنب والفضيلة والأخوة والصداقة والعدالة والانتقام، بأسلوب شيّق ومثير وجريء. ويتخلل المسلسل مشاهد من الماضي تربط بين حاضر الشخصيات وأصولهم وماضيهم

ويطرح العمل حَكايا الإخوة الأربعة سلافة معمار بدور “سكر”، ومحمود نصر بدور “مختار”، وسامر إسماعيل بدور “شاهين” ويامن الحجلي بدور “ياسين” ووالدتهم “بديعة” التي تؤدي دورها “إمارات رزق” في حقب زمنية مختلفة.

وشارك في المسلسل إلى جانب أبطاله كلٍّ من: ديمة الجندي، محمد حداقي، لين غرة، لينا حوارنة، وسام رضا، هافال حمدي، غزوان الصفدي، عدنان أبو الشامات، ولاء عزام، مصطفى مصطفى، تيسير إدريس.

مستوحاة من شظايا الحرب

في نظر الناقد الفني، محمد العفوري، فإن “ولاد بديعة” يُعتبر ملحمة اجتماعية مستوحاة من شظايا الحرب السورية، لأنه يعكس الواقع الذي عاشه الشعب السوري، وينقل مشاعره وآماله ومعاناته وصراعاته، بأسلوب فني مبدع ومؤثر.

ويتميز “ولاد بديعة” بحسب حديث سابق لـ العفوري، لموقع ”الحل نت”، بأنه يجمع بين الحاضر والماضي، وبين الواقع والخيال، وبين الدراما والكوميديا، وبين الشعبي والحديث.

يستخدم مسلسل “ولاد بديعة” عدة أساليب فنية، مثل الفلاش باك، والحوار الداخلي، والموسيقى التصويرية، والرمزية، والتشويق، والمفاجأة، والتناقض، والتضاد، والتشابه، والمقارنة، والتعبيرية، والتجاوز، والتلميح، وسينجح في إيصال الرسالة المرادة بطريقة مؤثرة ومقنعة.

أما الزاوية الاجتماعية، فعرض مسلسل “ولاد بديعة” صورة حيّة وواقعية للمجتمع السوري ما بعد الحرب، ويناقش العديد من القضايا والمشاكل التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية، وفق العديد من الآراء.

ويبرز “ولاد بديعة” الصفات والعيوب والمزايا والعادات والطموحات والأحلام والمخاوف والآمال والمشاعر والمواقف والأفكار والآراء والقيم والمبادئ والمعتقدات والمثل والأخلاق وتبيّن أنها موجودة وعاشت غمار الأحداث الأخيرة في سوريا، بحسب العفوري.

ويُظهر مسلسل “ولاد بديعة” كيف تتشابك وتتصارع وتتآزر وتتنافر وتتحالف وتتعاون وتتنازع وتتصالح هذه الشخصيات مع بعضها ومع الأحداث والمواقف التي تمرّ بها.

• تحت أقدام المدنيين: رحلة داخل مدن “حزب الله” العسكرية
• سيناريوهات مرعبة: كيف تبدو الحرب القادمة في لبنان؟
• المساعي “الإخوانية” للتواجد بالمجال العام من خلال احتفالات الأعياد بمصر
• لغم الحرب: من ينزع الفتيل بين لبنان وإسرائيل أو كيف ستكون المواجهة؟
• قرار مرتقب.. هل يفقد بشار الأسد حصانته؟