في مسلسل “ولاد بديعة” الذي ينتظره الجمهور بفارغ الصبر، تلعب الممثلة السورية سلافة معمار، دور “سكر”، وهي امرأة قوية وجريئة تتحدى الظروف الصعبة التي تواجهها. وفي حوار خاص، كشفت سلافة عن بعض الجوانب السّرية لشخصيتها وعلاقتها بباقي أبطال العمل.

“سكر”، هي واحدة من خمسة أشقاء يعيشون مع والدتهم البطلة (بديعة) في حيٍّ شعبي بدمشق، حيث تحاول أن تكون الأم والأب في آن واحد لهم. وتتنوع أحلام الأشقاء بين الفن والرياضة والسياسة والحب والانتقام، ولكنهم يجدون أنفسهم مضّطرين لمواجهة العديد من المشاكل والعقبات التي تعترض طريقهم. 

ولكن مع طرح أولى اللقطات الترويجية للمسلسل، يسأل الكثيرون: هل هذا العمل الفني مستوحىً من واقع الحرب السورية؟ أم هو مجرد خيال درامي؟

وحش النفس الجشعة

من أجل إشعال حماسة المشاهدين، نشر أبطال المسلسل مقاطع فيديو ترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر بعض المشاهد الحاسمة والمثيرة من العمل. 

من بينهم هؤلاء، الفنان محمود نصر، الذي يجسّد دور “مختار الدبّاغ”، وهو الأخ الأكبر للأشقاء، والذي يطمع في الحصول على كل ميراث والدهم الذي توفّي مؤخرا، دون مراعاة لحقوق إخوته أو مشاعرهم. 

ويقول محمود في مقطعه: “أنا مختار الدبّاغ، وكل شيء في هذا البيت هو ملكي، ولن أسمح لأحد أن يشاركني فيه، حتى لو كانوا إخوتي. أنا سأحاربهم جميعا، وسأنتصر عليهم، لأني أنا مختار الدبّاغ”.

مسلسل “ولاد بديعة”، هو من تأليف علي وجيه ويامن حجلي، وإخراج رشا شربتجي، وإنتاج شركة “بينتالينس” للإنتاج. 

ويضم نخبة من النجوم السوريين، سلافة معمار بدور “سكر”، محمود نصر بدور “مختار”، سامر إسماعيل بدور “شاهين” ويامن الحجلي بدور “ياسين” ووالدتهم “بديعة” التي تؤدي دورها إمارات رزق في حقب زمنية مختلفة.

ويُعد هذا “ودلا بديعة” من أضخم الإنتاجات الدرامية لهذا العام، ويُتوقع أن يحقّق نجاحاً كبيراً ويحصد إعجاب الجماهير. وسيتم عرضه على عدة قنوات فضائية ومنصات رقمية خلال شهر رمضان 2024.

صراع الأخوة

في لقاء خاص مع برنامج “كلام نواعم” على قناة “mbc”، تحدثت الممثلة السورية سلافة معمار عن تجربتها في مسلسل “ولاد بديعة” الذي يُعد من أضخم الإنتاجات الدرامية لهذا العام، والذي سيُعرض حالياً في شهر رمضان 2024. 

وقالت سلافة، إن هذا المسلسل جعلها تفهم أن الأمومة هي رسالة ومسؤولية لكل امرأة، بغض النظر عن ظروفها أو مستواها، وأن الأنثى تسعى دوما للحصول على الاستقرار والسعادة في حياتها.

وتقوم سلافة معمار بتأدية دور “سكر”، وهي شابة تعمل كراقصة في أحد الملاهي الليلية، وتعيش في بيئة قاسية ومعقّدة، وتتورط في نزاعات مع إخوتها الثلاثة بسبب الميراث والمال. 

وتصف سلافة شخصية “سكر”، بأنها “مشكلجية” و”متمردة” و”عنيدة”، ولكنها في الوقت نفسه “حنونة” و”مخلصة” و”محبّة” لأمها وإخوتها. وتقول سلافة، إنها استمتعت بتجسيد هذه الشخصية المتناقضة والمليئة بالحياة والحركة.

مسلسل “ولاد بديعة”، هو عمل درامي اجتماعي يروي قصة عائلة سورية تعيش في حيّ شعبي في دمشق، وتمرّ بالعديد من المواقف والمفارقات والتحوّلات في ظل الأحداث التاريخية والسياسية التي شهدتها سوريا في السنوات الأخيرة. 

يتناول المسلسل مواضيع مختلفة مثل الحب والخيانة والذنب والفضيلة والأخوة والصداقة والعدالة والانتقام، بأسلوب شيّق ومثير وجريء. ويتخلل المسلسل مشاهد من الماضي تربط بين حاضر الشخصيات وأصولهم وماضيهم.

ويشارك في بطولة المسلسل نخبة من النجوم السوريين، منهم: ديمة الجندي، ومحمد حداقي، ولين غرة، ولينا حوارنة، ووسام رضا، وهافال حمدي، وغزوان الصفدي، وعدنان أبو الشامات، وولاء عزام، ومصطفى مصطفى، وتيسير إدريس. 

شظايا الحرب السورية

الجدل تمحور حول ما كشفه الفيديو الترويجي لما يبدو أنه صراع بين إخوة أعداء، إذ يبدو محمود نصر يعاني من مرض نفسي بسبب تصرفات أشقائه الذين تقصّدوا حرمانه من الميراث، وتقول له سلافة معمار التي تعمل كراقصة في ملهى ليلي: “الأوراق اللي باصم عليهم أبوك، بلهم وشراب المي تبعهم”.

يحاول نصر فيما بعد الانتقام من أشقائه، إذ يجمعهم كمحاولة منه لقتلهم مع قوله جملة: “لو عليّ إذا بقتلكم 440 مليون مرة ما برتاح”، لتؤكد له سلافة أنه ينتقم من إخوة يجمعهم الدم الواحد، مضيفة: “الدم ما بجر إلا دم”.

بنظر الناقد الفني، محمد العفوري، فإن “ولاد بديعة” يعتبر ملحمة اجتماعية مستوحاة من شظايا الحرب السورية، لأنه يعكس الواقع الذي عاشه الشعب السوري، وينقل مشاعره وآماله ومعاناته وصراعاته، بأسلوب فني مبدع ومؤثر.

ويمكن تحليل هذا المسلسل من زوايا مختلفة، منها الزاوية الفنية والزاوية الاجتماعية، حيث من الزاوية الفنية: يتميّز مسلسل “ولاد بديعة” بجودة عالية من حيث الإخراج والتمثيل والسيناريو والإنتاج. ويقف خلف هذا العمل فريق عمل محترف وموهوب، يضم نخبة من النجوم السوريين. 

كما يتولّى إخراج المسلسل المخرجة السورية رشا شربتجي، التي اشتهرت بأعمالها الدرامية الناجحة، وخاصة المسلسل الأخير الذي حقّق نجاح عالي في رمضان الفائت، الذي حمل عنوان “كسر عضم”، والذي كان مستوحى من أسلوب أمراء الحرب في الأحداث السورية.

ويتميز “ولاد بديعة” بحسب حديث العفوري، لـ”الحل نت”، بأنه يجمع بين الحاضر والماضي، وبين الواقع والخيال، وبين الدراما والكوميديا، وبين الشعبي والحديث. 

ويستخدم المسلسل عدة أساليب فنية، مثل الفلاش باك، والحوار الداخلي، والموسيقى التصويرية، والرمزية، والتشويق، والمفاجأة، والتناقض، والتضاد، والتشابه، والمقارنة، والتعبيرية، والتجاوز، والتلميح، وسينجح في إيصال الرسالة المرادة بطريقة مؤثرة ومقنعة.

أما الزاوية الاجتماعية، فيعرُض مسلسل “ولاد بديعة” صورة حيّة وواقعية للمجتمع السوري ما بعد الحرب، ويناقش العديد من القضايا والمشاكل التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية. 

المسلسل في الفيديو الترويجي له حتى اللحظة يتناول مواضيع مختلفة، مثل الحب والخيانة والذنب والفضيلة والأخوة والصداقة والعدالة والانتقام والحرب والسلام والهجرة والعودة والفقر والثراء والتعليم والعمل والفن والرياضة والسياسة. 

ويعكس المسلسل التنوع والتعددية والتباين والتجانس في المجتمع السوري، ويظهر كيف يتأثر الناس بالظروف التي يعيشون فيها، وكيف يتعاملون معها، وكيف يتأقلمون معها، وكيف يتغلبون عليها.

ويستخدم المسلسل شخصيات متنوعة ومتميزة ظهرت بعد عام 2011، تمثّل فئات وطبقات وأعمار وجنسيات وميول واتجاهات مختلفة في المجتمع السوري. 

ويبرز “ولاد بديعة” الصفات والعيوب والمزايا والعادات والطموحات والأحلام والمخاوف والآمال والمشاعر والمواقف والأفكار والآراء والقيم والمبادئ والمعتقدات والمثل والأخلاق تبين أنها موجودة وعاشت غمار الأحداث الأخيرة في سوريا، بحسب العفوري. 

ويظهر مسلسل “ولاد بديعة” كيف تتشابك وتتصارع وتتآزر وتتنافر وتتحالف وتتعاون وتتنازع وتتصالح هذه الشخصيات مع بعضها ومع الأحداث والمواقف التي تمرّ بها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
5 3 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات