موسم غزير بالأعمال الدرامية السورية في رمضان الحالي 2024، إذ قاربت 30 عملا، وتنوعت بين الكوميديا والأعمال الاجتماعية والتاريخية والرومانسية والشاميّة، لكن كيف خطف عمل “تاج” الأضواء من بين كل الأعمال؟ 

في الحقيقة، لا يمكن الحكم بشكل مطلق بأن مسلسل “تاج” هو الأفضل لدى المشاهد السوري، لكن الآراء تقول هكذا، أما فيما يخص أكثر الأعمال مشاهدة عند السوريين، فكانت “ولاد بديعة” و”العربجي 2″ و”اغمض عينيك”، إضافة إلى “تاج”، إذ تفاعل الشارع إلى حد كبير مع أحداثها حتى وصل صداها مواقع التواصل الاجتماعي وأمست التريند.

قصة “تاج”

هذا العام شهد غيابا للمسلسلات التاريخية، إذ لم يحضر منها سوى مسلسل “تاج”، والمفاجأة أن العمل التاريخي الوحيد كان هو التريند والمفضل لدى المتلقي السوري، فما سر نجاحه وبروزه على بقية الأعمال؟ 

مسلسل “تاج” تدور أحداثه في أربعينيات القرن الماضي وقبل استقلال سوريا من الاستعمار الفرنسي، إذ يجسد النجم السوري تيم حسن دور بطل الملاكمة “الوطني” تاج الدين الحمال، الذي يحافظ على وطنيته ومبادئه على الرغم من الإغراءات التي يتعرض لها.

من حيث ردود الفعل، فإن الحلقات الأولى من المسلسل الذي بدأ عرضه مع بداية شهر رمضان 2024، كانت إيجابية جدا، وازدادت مع تجاوز منتصف رمضان، خاصة وأن المسلسل يشارك فيه أهم الفنانين السوريين، وأبرزهم تيم حسن وبسام كوسا، ناهيك عن الظهور الأول للمطربة فايا يونان كممثلة في ذات العمل، والمسلسل من بطولتها مع تيم وكوسا.

فايا تلعب دور “نوران”، والتي تكون متزوجة من تاج (تيم حسن) ولديهما ابنة، وبعدها يقع بينهما الانفصال ويبدأ بينهما نزاع حول حضانة ابنتهما سلمى بعد زواج والدتها نوران من رياض بيك، الذي يجسّد دوره الفنان السوري بسام كوسا، الملقب بالخياط، وهو من أبرز المؤيدين للوجود الفرنسي في سوريا إبان حقبة الاستعمار. 

أسرار نجاح العمل 

اهتمام الجمهور بمسلسل “تاج”، يأتي لعدة اعتبارات، أهمها أنه اعتمد على العناية بالصورة والحكاية، والإنتاج الضخم، الذي قدّم نموذجا يوازي الصورة العالمية، بحسب الناقد الفني عامر فؤاد عامر 

ليس ذلك فقط، بل أن نمط الإخراج في “تاج” كما ينقل موقع “العربية نت” عن عامر، هو مستوحى بالشكل الكلي من “هوليوود”، ومنهجه مأخوذ بشكل واضح ومباشر من السينما الأميركية، إضافة إلى بطل العمل النجم تيم حسن الذي أضفى لمساته للعمل.

ما ميّز المسلسل الذي تدور أحداثه في دمشق خلال أربعينات القرن الماضي، أنه صوّر المدينة بكل التفاصيل الجميلة التي كانت حينها، حيث ساحة المرجة برمزيتها هي مركز المدينة بمحالها التجارية وفنادقها وكازينوهاتها، إذ تم تقديم تلك الفترة بحرص، ابتداء من الشوارع وتفاصيلها كترامواي دمشق الذي بقي حتى خمسينيات القرن الماضي وانتهاء بالملابس. 

دمشق تظهر في “تاج” كما لم يرها أحد من قبل، فالترامواي هو وسيلة التنقل العامة في المدينة ودور السينما تملأها كسينما الشهبندر التي يملكها نزيه الشهبندر أول عارض أفلام سوري، حيث قدمه العمل كصديق لتاج، وسليم يساعدهما بإعطائهما ملابس للتنكر يستخدمها في تصوير أفلامه، ومقهى المرجة العريق، وكازينو الليدو.

الإنتاج الضخم كان واضحا بكل تفاصيل هذا العمل فقد تم بناء مدينتين على أطراف دمشق تحاكيان دمشق في الأربعينسات بكل تفاصيلها وتم التصوير فيهما برؤية المخرج سامر برقاوي ومدير تصويره البولندي ليقدما العمل في أجمل صورة، ولذا ليس مستغربا أن يدخل المسلسل قلوب السوريين بعد كل ذلك الجهد.

أخيرا، ما يجب ذكره، أن نجوم الدراما السورية يتنافسون بشكل قوي هذا العام لنيل جوائز الأفضل بعد أن ينتهي السباق الرمضاني، وذلك من خلال “تاج” و”ولاد بديعة” و”العربجي 2″، و”اغمض عينيك” و”نظرة حب” و”ع أمل”، وغيرها، لكن “تاج” ونجومه من المؤكد ستكون له حصة مضمونة من الجوائز.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات