يبدو أن السوشيال ميديا باتت سلطة رقابية شديدة على كل شيء، بالسلب والإيجاب، الكل ينقاد خلفها ويخشاها ويسايرها وكأنها هي التي تحكم الدول وليس العكس، وهذا ما حصل أخيرا مع مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”، فهل يستحق الأمر كل ما جرى مع صناعه؟ 

في التفاصيل، قررت وزارة الإعلام الكويتية إيقاف مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” الذي يتم عرضه في الكويت خلال شهر رمضان الحالي، قائلة إن قصة المسلسل “تسيء لقيم وأخلاق المجتمع الكويتي”، كما أعلنت إحالة صناع المسلسل إلى النيابة العامة.

منع المشاركين بالمسلسل من العمل داخل الكويت!

ليس ذلك فحسب، بل قررت الوزارة “إيقاف كل الممثلين المشاركين في العمل عن التمثيل في أي أعمال فنية بالكويت سواء مسرحية أو فنية”، إذ ورد في بيان للوزارة: “قال الوكيل المساعد للصحافة والنشر والمطبوعات بالتكليف بوزارة الإعلام لافي السبيعي، إنه تم وقف كل من شارك في مسلسل زوجة واحدة لا تكفي أو أي عمل فني يسيء للمجتمع الكويتي عن المشاركة في أي أعمال مسرحية تعرض في الكويت”.

البيان الذي نُشر أمس الاثنين، أشار إلى أن: “وزارة الإعلام تحرص على تطبيق القوانين والنظم واللوائح على الجميع دون تمييز، والحفاظ على قيم وتقاليد المجتمع الكويتي والتمسك بالأخلاق والتقاليد والارتقاء بالذوق العام”. وتقرر أيضا إلغاء عرض مسرحية “في زين الزمان”، التي كان من المقرر عرضها في عيد الفطر، بسبب مشاركة الفنانة هدى حسين والكاتبة هبة مشاري حمادة فيها.

وأعلنت شركة الاتصالات “زين” التزامها بقرار الوزارة وإلغاء المسرحية، وقالت إن ذلك جرى “بالإشارة إلى الكتاب الصادر من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والموجه إلى شركة Joy للإنتاج المسرحي بصفتها الشركة المنتجة للعمل المسرحي في زين الزمان، بشأن عدم موافقة اللجنة المختصة على إجازة المسرحية وعرضها للجمهور، وذلك بسبب إحالة الكاتبة وبعض الممثلين إلى النيابة العامة من قبل وزارة الإعلام على خلفية مسلسل تلفزيوني تضمن إساءة إلى قيم وأخلاق المجتمع الكويتي”.

في السياق، استذكر الجمهور مقطع فيديو للممثلة هدى حسين بررت فيه القضايا التي يطرحها المسلسل، قائلة: “عندما أقرأ أي نص أركز على الجديد الذي سأقدمه للناس من خلال الشخصية، والقضايا التربوية قد فقدت في الفترة الأخيرة من الأعمال الدرامية”، وأضافت: “الكاتبة هدى مشاري عادت بهذه القضايا بطريقة جريئة أخافتني، لأننا عادة لا نراها إلا على مواقع التواصل الاجتماعي لخطورتها ولأنها تسبب صدمة”.

حسين أكدت، أن “هذه القضايا موجودة في الكويت والعالم العربي بشكل مكثف في الآونة الأخيرة، فهي تؤثر على نفسية الطلبة في المدارس، ولا يعلم بها الجميع، مثل المخدرات والتحرش والانتحار والتنمر والزواج والطلاق”.

ما دفع بوزارة الإعلام الكويتية إلى القرارات التي اتخذتها، هو مشهد من المسلسل أغضب الكثير من المشاهدين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، إذ تضمن المشهد حوارا من الفنانة المصرية أيتن عامر، مع ممرض كان يعالج زوجها الذي يلعب دوره مواطنها ماجد المصري، وبدت غاضبة في الحوار لعدم قدرة الزوج على أداء واجباته الزوجية في تلك الليلة.

هل قصة “زوجة واحدة لا تكفي” مثيرة للجدل فعلاً؟

من بين الانتقادات العديدة، كان وصف الناقد الفني الكويتي، مفرح الشمري، المشهد بأنه “حوار بذيء.. لغة سخيفة.. حوار لا يقال، ما أعرف كيف الممثلين الموجودين في هذا العمل رضوا فيه، قمة البذاءة”.

وعرضت قناة “إم بي سي” على قنواتها التلفزيونية ومنصتها “شاهد” المسلسل منذ بدء شهر رمضان، وهو من بطولة نجوم كويتيين ومصريين، بينهم هدى حسين، وماجد المصري، وأيتن عامر، ونور الغندور، ولولوة الملا، وتأليف هبة مشاري حمادة، وإخراج علي العلي.

تدور أحداث المسلسل حول عائلة تتألف من الزوج رشيد (ماجد المصري) وزوجته هيلَة (هدى حسين)، ولديهما 3 بنات و6 أحفاد، وقد كانت هذه العائلة مثالية في الظاهر. هيلة، التي تشغل منصب مديرة لمدرسة مختلطة، كانت الزوجة المثالية بسبب اهتمامها بالتفاصيل وقوتها الشخصية.

لكن الحقيقة المؤلمة كانت مختلفة، فبعد أن قررت هيلة منح رشيد إدارة المدرسة، لم تكن تعلم بأن هذا القرار سيغير حياتها بالكامل، فزوجها رشيد، وبعد توليه المنصب، تزوج سرا من 3 نساء أخريات، مما أدى إلى تفاقم الصراعات داخل الأسرة.

تدور قصة “زوجة واحدة لا تكفي” حول تعدد الزوجات والخيانة الزوجية، بالإضافة إلى القضايا المثيرة للجدل مثل نظام التعليم وعلاقات الطلبة في المدارس، ويسلط الضوء على قضية التنمر والتجسس والمخدرات في المدارس، مما يعكس تحديات المجتمع الحديث، وهذه القضايا جعلت المسلسل محط اهتمام المشاهدين وتسببت في حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي حتى وصل الأمر إلى ما وصل عليه من تدخل حكومي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات