في تفاصيل جديدة عن هجوم كروكوس بضواحي العاصمة الروسية موسكو، كشف تقرير صحفي، أن واشنطن نبّهت “الكرملين” من الهجوم بل وأبلغت عن مكانه حتى، وذلك قبل وقوع الهجوم، غير أن إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم تأبه لذلك. 

في آخر 10 أيام من آذار/ مارس الماضي، وقع الهجوم في كروكوس، بعيد أيام قليلة جدا من إعلان فوز بوتين بولاية رئاسية جديدة هي الخامسة، أي أن الهجوم وقع مع احتفالات بوتين وحاشيته، ولم يشهد موقع الهجوم انتشارا أمنيا مناسبا من القوات الروسية حينها. 

“سي آي إي” حدّد المكان بدقّة

مسؤولون أميركيون، كشفوا أن تحذيرا من “السي آي إي” أرسل إلى الجهات الروسية المعنية قبل وقوع الهجوم، وحدّد مكانه بدقة، كما أوضحوا أن زمان الهجوم لم يكن دقيقا، لكنه ألمح إلى احتمال وقوعه خلال أيام، وفق ما نقلت عنهم صحيفة “نيويورك تايمز”.

التفاصيل الجديدة في تقرير “نيويورك تايمز”، جاءت بعدما اعتبر سيرجي ناريشكين، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية، في تصريحات، أمس الثلاثاء، أن التحذير الأميركي كان “عاما للغاية”، ولم يسمح للسلطات الأمنية بتحديد المهاجمين المحتملين.

من موقع الهجوم في مجمع كروكوس سيتي بضواحي موسكو – إنترنت

وكانت السفارة الأميركية في روسيا، نبهت مواطنيها في السابع من آذار/ مارس المنصرم، من احتمال وقوع “هجمات إرهابية” خلال اليومين المقبلين، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخف بالتنبيهات الأميركية حينها، بل اعتبر أنها مجرد استفزازات ومحاولات لترهيب وزعزعة استقرار البلاد قبيل الانتخابات الرئاسية.

يعد وقوع الهجوم الذي خلّف قرابة 150 قتيلا ومئات الجرحى، تبنى تنظيم “داعش” الهجوم، لكن موسكو تشكّك بذلك حتى الآن، وتتهم أوكرانيا التي تحتل العديد من مدنها منذ شتاء عام 2022، بالضلوع في الهجوم، دون أدلّة صريحة تثبت مزاعمها. 

ملاحقة المعارضين وترك الأمن الداخلي؟

بفضل المعلومات الدقيقة التي تجمعها الاستخبارات الأميركية حول تحركات “داعش – خراسان”، تمكنت واشنطن من تحذير كل من روسيا وإيران، وإبلاغهما بأهداف محددة كان التنظيم يخطط لضربها، ولكن في كلتا الحالتين لم يتم الالتفات إلى تلك التحذيرات بالشكل الكافي، وفق “نيويورك تايمز”. 

كان بعض المسؤولين الغربيين أوضحوا، أن روسيا أولت بعض الاهتمام للتحذير الذي وجهته وكالة المخابرات المركزية، واتخذت خطوات للتحقيق فيه، لكن ما حصل لاحقا أثار تساؤلات حول سبب فشل المخابرات الروسية في منعه أو أقلها اتخاذ اجراءات أمنية أعلى مستوى.

التساؤلات ازدادت؛ لأنه حين وقع الهجوم في مجمع كروكوس بضواحي موسكو، لم تكن هناك إجراءات أمنية إضافية في عين المكان، الأمر الذي دفع بالمسؤولين الغربيين إلى الاعتقاد، بأن روسيا ربما اعتبرت الاشعار الأميركي كاذبا.

في المقابل، رأى بعض الخبراء، أن روسيا التي كانت تركز في الماضي بشكل كبير على مكافحة التنظيمات الإرهابية، بات تركيزها الآن ينصب على ملاحقة المعارضين، فضلا عن الحرب في أوكرانيا، وهذا ما خلّف ضعفا أو قلّة في التركيز الأمني في داخل موسكو. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة