أفادت وزارة الدفاع السورية، مساء الأحد، بإصابة مدنيين اثنين في بضربة جوية إسرائيلية من اتجاه الجولان على مواقع في محيط العاصمة دمشق، حيث وحسب البيان أن القصف الجوي الإسرائيلي استهدف عدداً من النقاط وتسبب أيضاً في بعض الخسائر المادية.

وكانت وكالة الأنباء السورية “سانا”، ذكرت في وقت سابق أن قوات الدفاع الجوي “تصدت لأهداف معادية” في محيط العاصمة دمشق؛ إلا أن اللافت هو بعد الهجوم الجوي الإسرائيلي بساعات، اشتكى سكان دمشق من ظهور روائح كريهة، فهل استهدفت إسرائيل مواقع تطوير أسلحة كيميائية؟

صواريخ على البحوث العلمية

وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية وشهادات من مصادر محلية، فقد طال الهجوم منطقتي الديماس وجمرايا بالقرب من الحدود اللبنانية، واستهدف مركز البحوث العلمية، الذي يعنى بتطوير الأسلحة الكيميائية والذي يخضع لعقوبات أممية.

في تطوّرات الأحداث الأخيرة، أفادت مصادر إعلامية بأن ضربات جوية قد نفذت، استهدفت مناطق حيوية في محيط العاصمة السورية دمشق. وقد أشارت “هيئة البث الإسرائيلية”، إلى أن هذه العمليات العسكرية قد تكون إسرائيلية الأصل. 

الصواريخ قد طالت منطقة تقع بين الهامة وجمرايا، مما أدى إلى اشتعال النيران في مركز البحوث العملية

المرصد السوري لحقوق الإنسان

وفي سياق متصل، نقلت وسائل الإعلام المحلية تقارير عن استهداف مواقع تعتقد أنها تابعة للقوات الإيرانية في المناطق المحيطة ببلدتي الديماس وجمرايا، غرب دمشق. وقد تداولت مقاطع فيديو تظهر ألسنة اللهب وهي تتصاعد من مركز البحوث العلمية، مما يفسر الروائح الكريهة والمزعجة التي اشتكى منها سكان المنطقة خصوصا أن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشأة كبيرة.

طبقا لما ذكرته مروة المجاهد، التي تقطن في ضاحية قدسيا القريبة من موقع البحوث العلمية، فإن رائحة الأجواء امتلأت برائحة كريهة ومزعجة، وقالت في حديثها لـ”الحل نت”: “والله حنموت من الريحة مو قادرين أنا وولادي ننام”. 

في تقرير حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية، تم الإعلان عن قيام طائرات إسرائيلية بإطلاق مجموعة من الصواريخ الأرضية من علوّ أجواء الجولان السوري، مستهدفةً بذلك عددًا من المواقع الاستراتيجية في الأرياف المحيطة بدمشق. هذا الحدث يمثل تطوراً جديداً في النزاع الإقليمي، مما يُلقي الضوء على التوترات المتصاعدة في المنطقة.

منهج إسرائيلي جديد

في سياق الأحداث الجارية، كشف مدير “المرصد السوري”، رامي عبد الرحمن، أن إسرائيل قد نفذت هجوماً بأربعة صواريخ على مستودع تابع لـ”حزب الله” في منطقة جمرايا البحثية بدمشق، مما أسفر عن تدمير الموقع ووقوع ضحايا. 

روائح كريهة ومزعجة بعد ضربة إسرائيلية لأطراف دمشق ما القصة؟ (3)
صورة التقطت في 31 مارس/آذار 2024، تظهر منظرًا عامًا لمدينة حلب كما يظهر من القلعة في شمال سوريا، خلال شهر رمضان. (تصوير لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية)

تشير المعلومات إلى سقوط قتيلَين في الموقع وإصابة مدنيين بجروح جراء شظايا الصواريخ المضادة للطائرات.

تُعد هذه الضربة على دمشق جزءاً من سلسلة هجمات تُعيد إسرائيل من خلالها توجيه تركيزها نحو استهداف المستودعات، في تحوّل عن استراتيجيتها السابقة التي ركزت على الأفراد. وقد شهدت الأراضي السورية خلال هذا الأسبوع وحده أربع هجمات إسرائيلية، في مؤشر على تصاعد حدّة التوترات وامتداد الاشتباكات لتشمل العمق السوري بشكل أكبر من الأراضي اللبنانية. 

الدفاعات الجوية السورية تعاني من الإنهاك، فيما تُظهر المنظومات الإيرانية عدم كفاءة في التصدي لهذه الهجمات. وتُشير التقارير إلى أن دمشق ومحيطها قد تعرضت لنحو ثلاثين هجومًا إسرائيليًا منذ بدء الحرب على غزة.

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانية وأخرى لـ”حزب الله” اللبناني، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري.

44 قتيلاً بضربة واحدة

في تحوّل دراماتيكي للنزاع بين “حزب الله” وإيران من جهة وبين إسرائيل من جهة على سفح الأراضي السورية التي لم تصدر حتى اللحظة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، تعليقا على استهداف الخبراء والقادة التابعين لـ”الحرس الثوري” الإيراني في سوريا، قتل أكثر من أربعة وأربعين شخصًا في غارات جوية إسرائيلية على مدينة حلب شمال سوريا، وأصيب عدد آخر بينهم عناصر من “حزب الله”.

روائح كريهة ومزعجة بعد ضربة إسرائيلية لأطراف دمشق ما القصة؟ (4)
صور لرجال قتلوا في خلال الهجمات الإسرائيلية في ملعب آزادي (الحرية) خلال تجمع ديني لإحياء ذكرى شهر رمضان في طهران، إيران، في 26 مارس/آذار 2024. (تصوير مرتضى نيكوبازل/ غيتي)

وقالت مصادر محلية وحكومية، إن الضربات الإسرائيلية أصابت مستودعات صواريخ لجماعة “حزب الله” اللبنانية في ضاحية جبرين بجنوب حلب بالقرب من مطار “حلب” الدولي وبلدة السفيرة القريبة التي تضم منشأة عسكرية تخضع لإدارة طهران.

ومع ذلك، ذكرت وسائل الإعلام المحلية السورية أن العديد من السكان المحليين كانوا أيضا من بين القتلى خلال الغارات الجوية الإسرائيلية. ولم يصدر أي بيان من المسؤولين الإسرائيليين بشأن الضربات.

هذه الحصيلة من القتلى من القوات النظامية هي الأعلى في غارة إسرائيلية على سوريا منذ كثّفت إسرائيل استهدافها لمواقع في سوريات منذ بدأت الحرب على غزة. إذ استهدف القصف الجوي الإسرائيلي أيضا في مدينة السفيرة الواقعة جنوبي شرق مدينة حلب “معامل الدفاع التي كانت تابعة لوزارة الدفاع السورية قبل أن تسيطر عليها مجموعات إيرانية”.

تعرضت حلب، أكبر مدينة سوريا والتي كانت ذات يوم مركزها التجاري، لمثل هذه الهجمات في الماضي أدت إلى إغلاق مطارها الدولي، إلا أن ضربة يوم الجمعة الفائت لم تؤثر على المطار.

وفي لبنان المجاور، ذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية أن غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار أصابت سيارة بالقرب من مدينة صور الساحلية الجنوبية وقتلت عضوا مهما في “حزب الله”.

الجيش الإسرائيلي من جهته، أعلن إن الرجل المستهدف هو علي نعيم، نائب رئيس برنامج الصواريخ والقذائف في “حزب الله”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات